توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

إخوان ليبيا وتقية المصالحة

  مصر اليوم -

إخوان ليبيا وتقية المصالحة

بقلم : د. جبريل العبيدي

 لم يكد يجفّ حبر تصريحات رئيس الحزب السياسي لتنظيم الإخوان في ليبيا «العدالة والبناء»، والتي غازل فيها الجيش الليبي لدرجة أنه وصف ضحايا الجيش في مكافحة الإرهاب بالشهداء، وتغنى بعملية الكرامة العسكرية ووصفها بالمهمة والنوعية وأقر بوجود الإرهاب والإرهابيين، الأمر الذي كان لزمن قريب يُنكره، حتى انقلبت جماعة الإخوان على أعقابها، ونكثوا العهد بالمصالحة والتصالح وتوقف التغازل، وعادت الانتهازية السياسية للظهور، بمجرد ظهور إشاعة بمرض و«موت» المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، وسرعان ما ظهرت سيول من الشماتة والتشفي والكذب، لتكشف عن سيناريوهات تنظيم الإخوان لخلافة المشير وتقاسم ميراثه والرجل لا يزال حياً يُرزق، وتسقط ورقة المصالحة المزيفة، في محاولة منهم لتثبيط همم الجيش، ولكن هيهات.

عودة ظهور المشير حفتر بصحة جيدة، وبكامل نشاطه أربكت «الإسلام السياسي». حفتر الذي وصفته جماعة الإخوان بـ«الميت سريرياً» وأن دفنه تم سراً في باريس، وشاركتهم الأكاذيب صحف عالمية للأسف ومنها ما نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية من أن حفتر، أُصيب بـ«سكتة دماغية» أوجبت نقله سريعاً من العاصمة الأردنية عمان إلى باريس بينما الصحيفة الفرنسية «La nouvelle tribune»، التي أكدت الخبر عبر مراسلها وذهبت إلى التكهن باسم المستفيد من اختفاء المشير، والتي سرعان ما اتضح أنها أكاذيب مراسلين ذهبت أدراج الرياح، بعد أن كان مراسل إحدى القنوات الإخوانية يزعم أنه يقف أمام المستشفى العسكري الذي يرقد فيه المشير، وأنه «ميت سريرياً»، في لغة تتدنى إلى مستوى الإشاعة والكذبة، وتستحق الملاحقة القضائية لكونها كادت تتسبب في حالة زعزعة للأمن القومي الليبي والسلم المجتمعي، قد لا يُعرف مدى آثارها المترتبة، رغم أن المشير بعد أن ترجل من الطائرة، وصافح مئات الرجال والنساء من مستقبليه في بنغازي قال: «أُطمئن الجميع... أنا بصحة جيدة ولست معنياً بالرد على الترهات، وإننا لن نقف حتى نحقق ما استشهد من أجله الرجال في ميادين القتال».

عودة المشير حفتر الذي قال: «نحن قطعنا العهد أن نحقق آمال الشعب، ولا بد أن تكون ليبيا خالية من المجموعات الإرهابية التي تعكر صفو الليبيين»، أربكت حسابات تنظيم الإخوان، وبخاصة بعد أن جرّبوه في الحرب، وعرفوا مرارة الهزيمة أمام الجيش الليبي، الذي صنفته منظمة «غلوبال فاير باور» الأميركية بأنه التاسع أفريقياً، وهو الذي نهض من الرماد في بضع سنين.

أتباع تنظيم المرشد أصحاب الطاعة العمياء والتي يصفها حسن البنا بـ«طاعة الميت للمغسل»، لا يكلّون من تكرار التقية التي هي ترجمة حقيقية للكذب والخداع، بعد أن انكشفت تقية المصالحة التي كانت تتغنى بها شخصيات وقيادات إخوانية، على رأسها المطلوب دولياً علي الصلابي، وأن ما كانت تطرحه كان مجرد تقية سياسية، وليست مصالحة حقيقية يمكن أن تثمر عن حل أو حالة استقرار سياسي في بلد تتنازعه الفوضى والصراعات السياسية، مكّنت للجماعات الإرهابية من الوجود، بعضها تم استخدامه مثل «أنصار الشريعة» التي تحولت إلى تنظيم الدولة (داعش) المنهار أو ميليشيات «الدروع» التي كانت إخوانية الانتماء والقرار، والتي اصطفت إلى جانب انقلاب «فجر ليبيا» على شرعية مجلس النواب المنتخب.

لتنظيم الإخوان تاريخ طويل مع التقية السياسية، ولهذا كان التنظيم يخشى قادة كثيرين في العالم، شهدوا مواجهات مباشرة معه، منهم الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل والرئيس السادات، والآن هم في مواجهة في ليبيا مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، ولهذا اغتيالوا مَن تمكنوا منه كالراحل السادات وفشلوا مع الآخرين، وإن تنوعت أساليب الاغتيالات التي مارسها هذا التنظيم المصنف إرهابياً في كثير من البلدان.

التنظيم الذي يمارس تقية المصالحة والتصالح والشراكة الوطنية في ليبيا، الوطن الذي لا يؤمن بجغرافيته وحدوده الوطنية، يبقى امتداداً لجذور النفاق والكذب والخداع، التي تعود إلى التربية داخل أروقة التنظيم، التي تستخدم المبدأ الميكافيلي للوصول إلى مصالحها، ولو كان عبر بوابة الكذب والخداع تحت مسمى التقية.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان ليبيا وتقية المصالحة إخوان ليبيا وتقية المصالحة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon