توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا ضحية الصراع الإيطالي ـ الفرنسي

  مصر اليوم -

ليبيا ضحية الصراع الإيطالي ـ الفرنسي

بقلم - د. جبريل العبيدي

التلاسن الإيطالي الفرنسي، حول ليبيا، يفسر حالة الصراع الفرنسي الإيطالي، فقد كشف هذا الأمر عن حالة حرب بالوكالة بين الفرنسيس والطليان، المستعمرين السابقين لليبيا، ولهذا لا يزال الصراع محتدماً بينهما، فكلاهما يحاول اختزال ليبيا في بئر بترول، ويتصارعان عليه. 
فإيطاليا تستورد 48 في المائة من استهلاكها من النفط من ليبيا، وأكثر من 40 في المائة من الغاز، هي وراء سيل الشتائم، التي أطلقها وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إذ قال: «إن مانويل ماكرون، سيكون مخطئاً فيما لو اعتقد أن ليبيا تخصه، فليبيا لها علاقة مميزة تاريخياً مع إيطاليا، ولن نتخلى عنها أبداً». ومما قال أيضاً: «العلاقة مع ماكرون ممتازة وتتسم بالصداقة، ولكن ماكرون يسعى للدفاع عن المصالح الفرنسية، بينما واجبي أن أحمي المصالح الإيطالية» لترد عليه ناتالي لوازو الوزيرة الفرنسية المكلفة الشؤون الأوروبية بالقول: «إن فرنسا لن تشارك في مسابقة الأكثر غباء»، بينما وصفها مكتب ماكرون بالتصريحات «السخيفة».
هذا التلاسن يؤكد أن الصراع بينهما في ليبيا، هو صراع مصالح وحمايتها، وليست من بسبب اختلاف رؤى من أجل استقرار ليبيا، الاستقرار الذي ليس ضمن أجندة قادة البلدين، خاصة أن إيطاليا تتعاون مع الميليشيات وجماعة الإخوان، الراعي الرسمي للتنظيمات الإرهابية، وتريد أن يتسلم الإخوان السلطة، ولكون الانتخابات في الوقت الحالي، ليست في مصلحة جماعة الإخوان، ولهذا السبب تقوم إيطاليا بالتحرك الدولي والتأثير والضغط لتأخيرها، لذا لم توافق إيطاليا على ما تمخض عنه مؤتمر باريس بإجراء انتخابات في ليبيا، ليس فقط لمناكفة فرنسا كعادتها، ولكن لمعرفتها المسبقة بخسارة جماعة الإخوان، التي تقاطعت مصلحة إيطاليا معها، فسعت إلى تمكينها من حكم ليبيا.
في سباق التلاسن، فقد سبقتهم العام الماضي، وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، التي حذرت السلطات الفرنسية، بالقول لنظيرتها الفرنسية، فلورنس بارلي «لنكن واضحين، القيادة في ليبيا لنا».
الحقيقة أن فرنسا وإيطاليا وبريطانيا ما زالت تنظر إلى ليبيا نظرة استعمارية، وليس كدولة مستقلة ذات سيادة، وهذا ما أكدته صحيفة «لاستامبا» الإيطالية من «أن الدور الفرنسي في ليبيا يهدد الأمن القومي الإيطالي نفسه»، ووصفته بأنه «تهميش لإيطاليا في المغرب العربي».
بينما تحاول أن تنفرد فرنسا بالجنوب، الذي تعتبره إرثها التاريخي بليبيا، ولكن تحرك الجيش الليبي وسيطرته على عاصمة الجنوب الغربي سبها، واستعادة كبرى القواعد العسكرية قاعدة تمنهنت، سيجعل من أطماع فرنسا وغيرها في الجنوب مجرد سراب، يحسبه الظمآن ماءً.
إيطاليا التي لا تبذل أي جهد يذكر ولا تقدم أي مساعدة لليبيا، لمواجهة تسونامي الهجرة غير القانونية، بل وتغلق موانئها أمام سفن الإنقاذ الإنسانية المحملة بالناجين من الغرق في البحر المتوسط، وتقوم بدور المتفرج على الضحايا، بل وتطالب الآخرين بلعب دور نيابة عنها، ولا تكتفي بالفرجة بل تتطاول على غيرها، فهذا ماتيو سالفيني الذي صرح بالقول: «إن بلاده ترفض «تلقي الدروس المنافقة من بلد مثل فرنسا» التي يتهمها بالتقاعس وغض الطرف عن أزمة المهاجرين.
الصراع الفرنسي الإيطالي، على الكعكة الليبية، يقوض جهود مكافحة الإرهاب والفوضى في ليبيا، بل ويمكّن لـ«داعش» وأخواتها التمدد، ويزيد من معاناة الشعب الليبي، الذي ضاق بالفوضى والإرهاب وضنك العيش، وسوء إدارة الموارد الطبيعية، وهو الذي يطفو على بحيرة نفط تكالبت الأمم عليها، وتسببت في عودة المستعمر لها من أبواب شتى، بسبب التشظي السياسي.
ليبيا لن تستمر ضحية وساحة «مباراة نارية» بين الطليان والفرنسيين، كما وصفتها الصحف الإيطالية، ولن تكون ساحة لتصفية الحسابات وتعارض المصالح الإيطالية والفرنسية، سواء لشركتي «إيني» الإيطالية و«توتال» الفرنسية، أو غيرهما، فليبيا ستهزم السياسة الاستعمارية النفطية، كما هزمت «داعش» وأخواتها، بعزيمة رجال الجيش الليبي، فلا مكان في ليبيا لمن يحن للمستعمر.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ضحية الصراع الإيطالي ـ الفرنسي ليبيا ضحية الصراع الإيطالي ـ الفرنسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon