توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في ذكرى فبراير ليبيا

  مصر اليوم -

في ذكرى فبراير ليبيا

بقلم - د. جبريل العبيدي

رغم مرور السبع العجاف على فبراير (شباط)، وتحول ليبيا إلى شبه عصف مأكول، فإن الأمل في عودة ليبيا للحياة، لا يزال قائماً بعد نهوض الجيش الليبي من تحت الرماد، بعد أن ردمته ضربات حلف الناتو، مما تسبب في دمار شامل للبنية التحتية لمعسكرات الجيش الليبي وقواعده. لقد ارتبط فبراير ليبيا بالأوجاع والدماء والتهجير والنزوح لليبيين، تسببت فيها ميليشيات الإسلام السياسي، التي خرجت من تحت عباءة تنظيم الإخوان الإرهابي.
حال ليبيا الآن أن مواطنها يعيش مثقلا بالديون، وانهيار المنظومة الصحية، وفشل إدارتها في التحصين من الأمراض، ومعالجة ما طفح منها، حتى انتشرت الأوبئة، ومنها الليشمانيا والدرن، التي تهدد بكارثة صحية غير مسبوقة، في ذكرى حراك فبراير ليبيا، المدعوم بحلف الناتو، الذي أسقط الدولة الليبية وليس فقط نظام القذافي وقتله.
في ذكري فبراير سيبقى جدل من قتل القذافي وأين أخفي جثمانه؟ سؤالا بلا إجابة وعائقاً أمام المصالحة الوطنية، لغموض مقتله، بين إعدامه وقتله متأثراً بجراحه، في 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2011، بعد أسره حياً، كما أظهرت الفيديوهات المسجلة للعملية بعد ضرب موكبه الهارب من جحيم سرت متجهاً نحو وادي جارف، فتعرض لضربات طيران الناتو كما جاء في اعترافات كبير حرسه المرافق له الجنرال منصور ضو.
مقتل القذافي وابنه بعد أسرهما حيين، وسحلهما والتمثيل بجثمانيهما، وعرضهما للفرجة للجمهور لأيام عدة، يعتبر عملاً غير أخلاقي، حيث ألقي جثمان القذافي في براد للحوم في مدينة مصراتة، الأمر الذي يعتبر منافياً للقيم والأخلاق الإنسانية، ويعتبر مجاراة ومحاكاة للظلم، ثم تم إخفاء جثمانيهما في رمال الصحراء، رغم مطالبات أرملة القذافي بتسلم الجثمانيين، بوصفه حقا قانونيا وإنسانيا لها، ولكنه قوبل بالرفض والتعنت، الأمر الذي يتطلب مباشرة التحقيق الجنائي لتحقيق العدالة حتى للظالم أو الديكتاتور، فالقضية أخلاقية، وليست عملية تنافسية في منهج الظلم.
شركاء مقتل القذافي كثر وفق روايات متعددة، رغم أن الفيديوهات المسربة لأسر القذافي وابنه المعتصم أظهر أسرهما حيين من قبل كتائب تابعة لمدينة مصراتة، وأظهرت تعرض القذافي للسخرية والإهانة الجسدية.
المشهد الدموي لمقتل القذافي، رغم عهده الدموي والمثقل بالدماء، حيث نصب المشانق للمعارضين والإعدام خارج القانون، لا يتبعد كثيراً عن مثل هذه المشاهد الدموية. إلا أن العدالة تتطلب محاكمة من قتل القذافي وابنه، وهما في الأسر، لأن هذا مخالف لتعاليم الإسلام ولجميع القوانين والأعراف.
من الواضح أن القذافي وابنه الأسيرين تم تصفيتهما من قبل مقاتلين ليبيين غاضبين، وقد يكون هؤلاء المقاتلون نفذوا ما دعا إليه أمير قطر السابق حمد في تسجيل مسرب بطلبه من المقاتلين الليبيين قتل القذافي فور القبض عليه، والتنكيل به، كما اتهمت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أمير قطر السابق حمد بن خليفة بالضلوع في قتل القذافي ونجله المعتصم بالله، بعد أسرهما، الأمر الذي يجعله شريكاً في الجريمة، وكانت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون قد تنبأت في حديث مسرب بمقتل القذافي خلال 48 ساعة، وهذا ما حدث بالساعة والدقيقة والثانية، مما يطرح كثيرا من علامات الاستفهام حول مقتل القذافي، وأنه كان حكم إعدام مع سبق الإصرار والترصد للتخلص من القذافي، وامتداد نفوذه في أفريقيا، وفقدان الفرنسيس نفوذهم فيها رغم التاريخ الاستعماري الطويل، وأيضاً لإخفاء ملفات عمرها خمسون عاماً من عهد الرئيس نيكسون قد تشمل تورط أطراف دولية.
غموض مقتل القذافي وابنه في ظل مطالبات خجولة جداً ممن يتمسحون بعباءة العدالة وحقوق الإنسان، الأمر الذي يجعلهم شركاء الصمت في مقتل القذافي وابنه في مهرجان القتل الذي أقامه هؤلاء المقاتلون، مما تسبب في انطلاق أيديهم في المزيد من القتل، وإقامة المهرجانات له ما داموا في مأمن من العقاب.
واليوم في ذكرى فبراير لم يتحقق شيء، لا الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، ولا تحقق الرخاء والأمن والأمان، كما ردَّد عرابو فبراير، بل تحولت ليبيا إلى مكب من الجثث، والضحايا، من دون وجود بواكٍ لهم أو عليهم في مجلس الأمن.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى فبراير ليبيا في ذكرى فبراير ليبيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon