توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزائر والتخوف من سنوات الجمر

  مصر اليوم -

الجزائر والتخوف من سنوات الجمر

بقلم - د. جبريل العبيدي

الجزائر ومحاولات استنساخ «الربيع العربي» البائس، وجر البلاد نحو سنوات الجمر وأحياء الألم، الذي كان الرئيس بوتفليقة أحد معالجيه، وهو الرجل المرفوض اليوم لولاية خامسة، كان صاحب الفضل وكان سبباً في الأمن والاستقرار للجزائر بعد سنوات سفك الدماء، التي أطلقتها التنظيمات الإرهابية المتأسلمة في تسعينات القرن الماضي، شهدت خلالها الجزائر سنوات من الجمر وسفك الدماء. 
بوتفليقة المتقدم اليوم نحو ولاية خامسة تكاد تكون مرفوضة بالمطلق في عموم الجزائر، قال: «الالتزامات التي أقطعها على نفسي أمامكم ستقودنا بطبيعة الحال إلى تعاقب سلس بين الأجيال، في جزائر متصالحة مع نفسها» وكان بوتفليقة قد تعهد بإعداد دستور جديد، ونظام جزائري جديد، ووضع سياسات عاجلة لتوزيع الثروات الوطنية بشكل عادل، وأكد القضاء على التهميش والإقصاء، والرشوة والفساد. 
كل هذا كان في خطاب متلفز عجز بوتفليقة عن تلاوته بنفسه فكلف رئيس حملته قراءته نيابة عنه، كعجزه عن تقديم أوراق ترشحه شخصياً أمام مقر المجلس الدستوري في العاصمة، كما تنص الإجراءات أن يقدمها بنفسه ويتلفظ بطلب الترشح بلسانه لا بلسان نائب عنه.
وفي تعليق عن خطاب بوتفليقة قالت صحيفة «لاتريبون دو جنيف» السويسرية: «إن وعد بوتفليقة بإجراء انتخابات مبكرة لا يشارك فيها عقب انتخابه لولاية خامسة لن تكون مخرجاً من أزمة البلاد».
وفي ظل استمرار التظاهرات لرفض الولاية الخامسة لبوتفليقة خرج الجيش عن صمته على لسان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق قائد صالح، الذي قال «إن الجيش سيبقى ممسكاً بزمام مقاليد إرساء مكسب الأمن الغالي، وهناك من يريد أن تعود الجزائر إلى سنوات الألم والجمر»، في رسالة واضحة من الجيش لرفض انزلاق الجزائر نحو مستنقع الفوضى.
أزمة الجزائر ومطالب الجزائريين، ليست بسبب الكرسي المتحرك الذي يشغله ويستخدمه بوتفليقة بسبب عجزه البدني، وكان البعض يشبهه بالرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي هو الآخر كان يقود أميركا من على كرسي متحرك، ولكن الحقيقة أن رزوفلت انتخب مقعداً بسبب إصابته وهو طفل بشلل الأطفال، ولكنه ليس عاجزاً لتقدمه في السن، على العكس من الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، حيث يشكك البعض، في مقدرته الصحية وحتى العقلية، لكبر سنه ومرضه، الذي منعه حتى من إلقاء خطاب الترشح.
فالأزمة في الجزائر ليست نزاعاً حول الكرسي المتحرك لبوتفليقة، بل هو حول كرسي الرئاسة، والسباق نحوه، في ظل وجود شخصية مثل بوتفليقة، تترشح للمرة الخامسة في مخالفة للدستور الجزائري، وفي ظل رفض شعبي كبير. فترشح بوتفليقة تسبب في تسرب الإحباط لبعض المرشحين مما جعلهم يسحبون ترشيحهم، لمعرفتهم المسبقة بنتيجة الانتخابات إذا خيضت في ظل ترشحه.
الحراك الجزائري بين التظاهر والتصريحات، يبقي غياب بوتفليقة خارج البلاد يقلق الجميع، في ظل تكهنات بل وشبه تأكيدات أنه يعاني مشاكل صحية صعبة.
غياب بوتفليقة عن الساحة، سخرت منه صحيفة لاموند الفرنسية ووصفته بالخطأ 404 في إشارة لعبارة «غير موجود» فحياة بوتفليقة تقلق الجزائرين، كما يقلقهم ترشحه لولاية خامسة، في ظل الحديث عن وجود لوبي يسيطر على القرار في محيط الرئيس المريض، مما يجعل القرار الرئاسي مصادراً لصالح أطراف لا تظهر على السطح.
الواقع أن الجزائر كدولة أكبر من الأشخاص، والتخوف أو التخويف بسنوات الجمر، ليس مبرراً لاستمرار بوتفليقة بهذا العجز الصحي، الذي يعتبر كارثة على الجزائر، لا تختلف عن سنوات الجمر والألم التي لا ننكر لبوتفليقة دوره في إخمادها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر والتخوف من سنوات الجمر الجزائر والتخوف من سنوات الجمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon