توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بصرة العراق وبرقة ليبيا

  مصر اليوم -

بصرة العراق وبرقة ليبيا

بقلم - د. جبريل العبيدي

بصرة العراق وبرقة ليبيا ليست أحرف الهجاء المشتركة (الباء والراء والتاء) ما جمعهما، بل جمعهما الكثير من التاريخ والجغرافيا، لكونهما كانا مصدر قلق لنظامي صدام والقذافي زمن الديكتاتوريات العربية، والانتفاضات المتكررة فيهما كادت تسقط النظامين في أكثر من مرة، كون البصرة وبرقة تتربعان على أكبر مخزون احتياطي نفطي.

التهميش والفقر، والانتفاضات على الظلم والضيم، معاناة تاريخية جمعت الإقليمين لتؤكد أن سياسة التهميش التي مارستها الأنظمة الديكتاتورية سابقاً، ولا تزال تكررها ديمقراطيات «الربيع» العربي لا تختلف إلا في الزمن والتواريخ، ولو أننا لم نرَ مثل هذا التهميش الكارثي في البصرة والذي سببته إيران، أو بالأحرى نظامها الخطير. 

التهميش يجعل المواطن في حالة عسر في تسيير الحياة اليومية، دون أي عدالة في توزيع الثروات حسب نسب التمثيل التي تعتمدها دول العالم، وفق العوامل الرئيسية الثلاث لكل منطقة أو إقليم حسب معيار (المساحة والسكان والثروة)، بينما تتمركز الثروات في أماكن بعينها رغم أنها ليست منبع الثروة، ويحرم منها الأطراف.

فالبصرة مثلاً التي تتربع على مخزون نفطي كبير تشتعل ليس بزيوت البترول، ولكن بغليان شارعها الذي سئم من الناهبين لأموال العراق لتقدمها للولي الفقيه الفارسي القابع في طهران يصرفها على تصدير الإرهاب باسم تصدير الثورة الخمينية، وإلا فأين ذهب هذا المال الذي كان تحت أقدام البصريين؟! وكذلك برقة تتربع على 70 في المائة من احتياط النفط الليبي، وهي الأخرى شهدت انتفاضات متعددة سقط فيها العشرات من الضحايا للسبب ذاته نتاج السياسة المركزية، سوء توزيع الموارد بشكل غير عادل والخدمات من رعاية صحية وتوظيف وخدمات العامة.

احتجاجات البصرة تمخضت عن إحراق المتظاهرين لمقرات أحزاب الإسلام السياسي (منظمة بدر، المجلس الأعلى الإسلامي، حزب الدعوة، الحزب الإسلامي، تيار الحكمة، كتائب سيد الشهداء، حزب الفضيلة، عصائب أهل الحق، حركة إرادة، حركة النجباء، حركة الخراساني، أنصار الله الأوفياء، حزب الله، حركة ثأر الله، البدلاء) ليتأكد رفض الشارع في البصرة لوجود هذه الكيانات الكرتونية، التي ما هي إلا امتداد وواجهة لمنبع واحد هو إيران، وإن اختلفت التسميات.

احتجاجات البصرة شهدت تحليلات مختلفة منها الحديث عن أن هناك «خطة» إيرانية تستهدف شركات نفط الجنوب العراقية، وتستغل «ثورة الجنوب الشيعي» رغم أن المحتجين الغاضبين في عمومهم لا انتماء لهم للمشروع أو الخطة الإيرانية، ولكن هذا لا يمكن تجاهله باعتبار أن المحافظة شهدت احتجاجات سابقة، كان لإيران وعملاء إيران دور فعال في توجيه مسارها والتحكم فيها بعد التسلل إليها، وخصوصاً أن أغلب الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات والظروف المعيشية في الغالب ليس لها قيادة سياسية محنكة، مما قد يسهل اختراقها متى توفرت الظروف والخطة والخديعة والتي لا تعوزها خطط المخابرات الإيرانية ونظام ولاية الفقيه فيها لتستغل جوع وعطش سكان البصرة.

البصرة التي تشهد ضعف الخدمات رغم أنها ثاني كبرى مدن العراق، والتي شهدت الكثير من الانتفاضات، من الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 وكانت انتفاضة شعبية كبيرة ضد النظام. وفي عام 1999، حدثت في مدينة البصرة وبعض مدن جنوب العراق انتفاضة أخرى لأيام وجميعها كانت بسبب نقص في الخدمات، وإن اختلف العنوان والشرارة التي أطلقتها البصرة والتي تسببت الملوحة فيها في فقدان المحافظة 87 في المائة من أراضيها الزراعية، وتحولها إلى محافظة منكوبة في ظل فساد حكومي واضح وتجاهل، هما امتداد لسنوات طويلة وليسا وليد اليوم.

مظاهرات البصرة قد تكون مقدمة لانتفاضة جديدة، في ظل وجود توقعات بأن تتسع رقعة المظاهرات، وأن الأمور قد تخرج عن السيطرة، رغم محاولات الحكومة عدم الاحتكاك المباشر مع المتظاهرين، بعد سقوط ضحايا برصاص الشرطة، ولكن يبدو أنه كان بعد خراب مالطا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بصرة العراق وبرقة ليبيا بصرة العراق وبرقة ليبيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon