توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا ولبنان والبحث في الدفاتر القديمة

  مصر اليوم -

ليبيا ولبنان والبحث في الدفاتر القديمة

بقلم - د. جبريل العبيدي

لم يشفع لليبيا شراكتها الحروف الأبجدية مع لبنان، وانتماء البلدين للمشرق العربي والجامعة العربية، من أن يُصدّر المجلس الشيعي الأعلى في لبنان إلى ليبيا بعض أزماته وصراعه السياسي الداخلي، فليبيا اليوم والتي تلاحق من قبل لبنان بميراث القذافي، حتى المشتبه بقيام القذافي به، فلبنان قبيل القمة الاقتصادية وعبر المجلس الشيعي الأعلى يفجر أزمة حضور ليبيا للقمة.
لبنان يحتجز نجل القذافي القبطان هانيبال بتهمة إخفاء معلومات عن مصير موسى الصدر، الذي اختفى في سبعينات القرن الماضي حين لم يكن هانيبال القذافي قد وُلد بعد، مما يطرح حالة استغراب عن سياسة لبنان كدولة مع ليبيا اليوم، التي ليس فيها القذافي ولا نظامه، بل إن التعاطي بحكم مسؤوليات الدولة يجب أن يكون من خلال احترام السيادة، فمطلب المجلس الشيعي الأعلى التفتيش عن أماكن سيادية في ليبيا، وطلبه التحقيق مع أركان النظام السابق في ليبيا، وعبر محققين ومفتشين لبنانيين، يعتبر انتهاكاً للسيادة الليبية، وطلباً غير مقبول، كما يعتبر احتجاز نجل القذافي هانيبال بهذا الشكل، هو أشبه بعملية اختطاف، وبذلك يصبح المواطن الليبي هانيبال معمر القذافي رهينة سياسية ولذلك يجب الإفراج عنه، وتتحمل السلطات الليبية مسؤولية المطالبة بالإفراج عن مواطنها المختطف في لبنان، بغض النظر عن الخلاف مع والده القذافي الأب.
القبطان هانيبال القذافي في سجون لبنان لسنوات دون إثبات تهمة، وحين طلبت بعض الجهات اللبنانية المعنية بحقوق الإنسان، عرض الملف على التفتيش القضائي، أقام المجلس الشيعي الأعلى، وأنصاره الدنيا ولم يقعدوها.
ليبيا يكفيها أزمتها وليست في حاجة لتصدير أزمة لبنان والخلاف اللبناني إليها، الذي يصنعه أنصار «حزب الله»، وسيؤدي هذا بالسياسة اللبنانية إلى الهاوية، فـ«حزب الله» لا يختلف عن حزب «الإخوان»، من حيث الولاء لخارج الحدود، فالأول ولاؤه للولي الفقيه والمرشد في طهران، والآخر ولاؤه لمرشد جماعة الإخوان خارج الحدود.
ملف القمة العربية الاقتصادية، يبقي لبنان فقط البلد المضيف، وليس له الحق في عدم توجيه الدعوة لأي دولة عضو، فما بالك بدولة مؤسسة في الجامعة العربية هي ليبيا، وسبقت لبنان في الجلوس على مقاعدها.
الصراع الحزبي والطائفي اللبناني، يجب أن لا يُصدّر إلى القمة العربية الاقتصادية، التي هي الأخرى مثقلة بالهموم والقضايا ومصائر الشعوب.
الحقيقة أن «حزب الله» هو من يدير دفة الصراع، وليبيا اليوم ليست ليبيا الأمس، رغم أن «حزب الله» بزعامة نصر الله ما كان ليجرؤ على احتجاز نجل القذافي في حياة القذافي، لمعرفته ببطش القذافي.
الكشف عن مصير قضية اختفاء السيد موسى الصدر والجانب الإنساني فيها، وحق أهله معرفة مصيره لا ننكرها على أهله ومحبيه، ولكن ليس عبر عمليات الخطف، وخاصة أن هانيبال القذافي تم اختطافه أثناء زيارة له لسوريا، بعد أن استدرجته طليقته اللبنانية الأصل لزيارة ابنته.
مصير الصدر لا يزال لغز اختفائه غامضاً بعد زيارة إلى ليبيا في 25 أغسطس (آب) 1978، رغم أنه لم يثبت أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين، حيث يصر المجلس الشيعي الأعلى على أنه اختفى في ليبيا، رغم ثبوت مغادرته ليبيا ودخوله الأراضي الإيطالية، وفق سجلات الخروج الليبية والدخول الإيطالية، وإقرار إيطاليا أنه دخل أراضيها قادماً من ليبيا، ووجدت حقائبه مع حقائب رفيقه محمد يعقوب في فندق «هوليداي إن» في روما.
البحث في لغز اختفاء موسى الصدر يطرح سؤالاً عن المستفيد من الاختفاء، فالقذافي لم يكن صاحب مصلحة، وخاصة أن الرجل لم يكن على عداء معه، بل كان صديقاً له، ولكنه، أي الصدر، كان على خلاف مع الخميني ونظامه في طهران، ويقال إن الزيارة إلى ليبيا كانت لوساطة الصلح بين الصدر والخميني.
إذا كان المجلس الشيعي الأعلى صادقاً في البحث عن مصير الصدر، فعليه التفتيش عمن كانوا أعداء الصدر قبيل اختفائه.
إصرار «حزب الله» والمجلس الشيعي، على توريث الأزمة والصراع، الذي كان بين القذافي وحركات سياسية لبنانية، لا يخدم أي طرف، سوى أنه يعكس حالة الإفلاس السياسي لدرجة البحث في الدفاتر القديمة.
فليبيا والليبيون لن يجوعوا إن تم تغيبهم عن قمة «اقتصادية» في لبنان، بسبب عدم نضج سياسي من «حزب الله».

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ولبنان والبحث في الدفاتر القديمة ليبيا ولبنان والبحث في الدفاتر القديمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon