توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرعية الإنجاز

  مصر اليوم -

شرعية الإنجاز

بقلم: مأمون فندي

«شرعية الإنجاز» ربما هي التفسير الوحيد الذي توصل إليه علماء السياسة لتفسير حالة الاستقرار السياسي في الصين ما بعد ماو تسي تونغ. في المقال السابق كتبت أن «الصين وصلت لنظام ديكتاتوري متميز يخص سرعة اتخاذ القرارات، ديكتاتورية شرعيتها الإنجاز وهي أخطر أنواع الديكتاتوريات، عندما يكون للديكتاتور إنجازات على الأرض، ليست دعاية كدعايات غوبلز وهتلر. الديكتاتورية التي تجعل من الإنجاز أساس شرعيتها يمكن لها أن تكون منافساً حقيقياً للنظام الديمقراطي الذي يعد البطء في اتخاذ القرارات إحدى سماته». «وكانت فكرة شرعية الإنجاز مدفونة في المقال السابق الذي كان مهموماً بالمعركة على المستقبل بين شركة هواوي الصينية وأبل الأميركية».
بعد نشر المقال اتصل بي الدبلوماسي الأشهر الصديق العزيز الأستاذ عمرو موسى، وزير خارجية مصر الأسبق والأمين العام للجامعة العربية الأسبق أيضاً، قائلا: «لا بد من مقال كامل لموضوع شرعية الإنجاز، لأنها فكرة جديدة تستحق»، واستجابة لرغبته أركز في هذا المقال على شرعية الإنجاز كبديل للشرعية الآيديولوجية في الأنظمة المغلقة، والتي تعد الصين مثالها الأبرز والأكبر والأهم، وذلك لكونها الدولة المنافسة على قيادة العالم في السنوات المقبلة.
منذ ثمانينات القرن الماضي وفي صين ما بعد ماو كما تعرف الآن اتبعت قيادة الحزب الشيوعي الصيني استراتيجية شرعية الإنجاز كبديل عن شرعية آيديولوجيا ماركس ومن بعده ماو.
اتبعت الحكومة الصينية سياسة الأهداف المحددة وتعديل السياسات بصفة عاجلة عندما تفشل في تحقيق الأهداف، خصوصاً التنموية منها ليحس المواطن الصيني بأن هذه الحكومة تعمل من أجله، ويتدارس الغربيون مثلاً نموذج الإنجاز الصيني في مجال الصحة كواحدة من قصص النجاح العالمية فيما يخص شرعية الإنجاز. المرونة في تعديل السياسات، وكذلك السرعة في تلبية متطلبات المجتمع تجعلان المجتمع والدولة في الصين يصلان لصيغة التوازن والاستقرار اللذين تشهدهما الصين منذ عقود.
شرعية الإنجاز الصينية دعمتها الثقافة الأخلاقية للمجتمع الصيني ethics التي ترى في الإنجاز التزاماً أخلاقياً قبل أن يكون سياسياً.
ماذا تعني شرعية الإنجاز بالنسبة لمجموعاتنا بعد نهاية آيديولوجيا الوطنية في دولة ما بعد الاستعمار وفشل الآيديولوجيا الإسلاموية في نماذجها الشيعية (إيران) والسنية (السودان) في تقديم بديل يحافظ على تنمية المجتمعات واستقرارها؟
لم يعد أمام القادة في منطقتنا سوى التنمية البشرية وتقديم الخدمات للمواطنين بشكل مميز (أفضل نماذجها الإمارات الآن والخليج بدرجات متفاوتة) كبديل للآيديولوجيا.
لم يعد المواطن العربي اليوم يهتم بالآيديولوجيا كبديل عن الإنجازات التي تحقق له الرفاهية، لم تعد فكرة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» والمواجهة الوهمية مع إسرائيل تكفي لإلهاء المواطنين عن قضاياهم اليومية، ولم يعد الحجاب وغطاء جسد المرأة الهاجس الأول، اليوم المجتمعات تبحث عن الإنجاز في المجال الصحي والتعليمي والاقتصادي قبل السياسي، تغفر تجاوزات السياسة إذا كان هناك إنجاز في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية.
الدولة التي يمكن أن تتعرض لهزات اجتماعية اليوم هي الدولة التي تفشل في تنمية البشر وتقديم الخدمات، أزمة الشرعية لم تعد أزمة قبول آيديولوجيا النخب الحاكمة، بل أزمة قبول إنجازاتهم كعامل يحقق الرضا الاجتماعي.
ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الأنظمة التي تفشل في تحقيق إنجازات ملموسة لدى المواطنين قد تعاني الاضطرابات عاجلاً أم آجلاً، إذ لم يعد الإعلام كافياً لتغطية عورات الحكم، ولم تعد رفاهية الشاشات كافية كبديل عن رفاهية الواقع. العالم الفضائي لن يغطي عورات العالم الواقعي.
لذا يجب علينا دراسة النموذج الصيني في شرعية الإنجاز، خصوصاً أن موضوع الديمقراطية في عالمنا العربي هو طريق طويل جداً وصعب التحقيق على الأقل في حياة جيلنا، ولهذا أسباب كثيرة أولها أن الثقافة العربية من المنزل إلى المدرسة إلى الإعلام لا تسهم في بناء الشخصية الديمقراطية التي تقبل إدارة الاختلاف كوظيفة أولى للسياسة، وهذا موضوع يطول الإسهاب فيه، ولهذا ومن منطلق براغماتي وعملي ليس أمام الدولة في منطقتنا سوى اعتماد الإنجاز كشرعية أساسية لاستقرار نظام الحكم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرعية الإنجاز شرعية الإنجاز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon