توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل {الكتابة بالعربي}

  مصر اليوم -

مستقبل الكتابة بالعربي

بقلم: مأمون فندي

«سأستغل الفرصة لأتحدث عن شباب وشابات قد يأخذ أحدهم مكاني اليوم لأذكرهم أن الكتابة التي تستحق العناء هي الكتابة عن القلب الإنساني في صراعه مع نفسه، وتلك هي مادة الأدب الجيد»، من خطاب وليم فوكنر وهو يتسلم جائزة نوبل للآداب.
عندما نتحدث عن مستقبل الكتابة، فبالضرورة نعني أن لها ماضياً تقارن به أو تستشرف العالم من على كتفيه، ونعني بالضرورة أيضاً القلق على حاضرها. وعندما أقول «الكتابة بالعربي» فأقصد المعنيين، أي الكتابة باللغة العربية في العالم العربي، وأعني أيضاً «بالعربي» بالمعنى الدارج، أي بصراحة ووضوح.
تأتي هذه التأملات استجابة لعنوان منتدى دبي للصحافة هذا العام والذي سأحل ضيفاً عليه في الفترة من 26 إلى 28 من هذا الشهر، وهو واقع الإعلام العربي ومستقبله.
لن أتناول الصورة الكبيرة للإعلام لأنها ببساطة مساحة واسعة لا يستطيع فرد واحد الإلمام بها كلها، كما أنه ليس من المفيد بالنسبة للقارئ أن يغرق في التعميم، لهذا فضلت الحديث عن مستقبل الكتابة والتي هي الأصل، فالمحتوى «البصري» للتلفزيون أو «السمعي» للإذاعة هو في النهاية عجين خميرته الكتابة.
ورغم وجود نفر من الكتاب يستحقون هذا «المسمى»، فإن المشكلة برمتها ليس الكاتب المحدود بقدر ما هو جو الكتابة ومادتها والقيم الحاكمة لنقدها وفرزها أو القيم التي ينطلق منها الكاتب، فالقوس الأخلاقي للعالم طويل، كما أشار مارتن لوثر كنغ في خطابه الأشهر، ولكن هذا القوس في النهاية ينحى باتجاه العدالة. وأخشى أن هذا القوس في قيم كتابنا الجدد لا ينحى صوب هذا الاتجاه إلا ما ندر. وهذا أمر يقلقني ليس لنفسي، فأنا في الخمسين من عمري الآن، وأتجه صوب الناحية الأخرى، ولكن قلقي على أجيال شابة قد تظن أن ما تقرأه منطلقاً من قيم جديدة، أو يستحق التوقف عنه والتأمل في مغزاه، وظني أن في هذا إجحافاً وظلماً لأجيال لا نعرفها، وإن تعودت هي على قراءة أو سماع ما يكتب ويقال اليوم فهي بكل تأكيد لن تعرفنا.
الكتابة أو الآداب بمعناها الواسع كما قال فوكنر مادتها الإنسان وهو في صراع مع ذاته من أجل إعلاء قيمته كإنسان يستحق تلك الروح التي تسكنه وإلا كيف «كرمنا بني آدم» على العالمين ؟
تكريم الإنسان يبدأ بالتأمل في ذاته وتلمس المساحة المشاعرية التي تخلق الجسر بينه وبين أخيه الإنسان. وهنا تكون معاناة الإنسان على إطلاقها، صراعه الداخلي والخارجي، هو مادة الكتابة. نصفق للأدب الجيد بحرارة لأننا نعرفه، لأنه يشبه معاناتنا ويشبه ما تعرضنا له من ظلم في نقل حقائق أساسية عنا نحسها حتى لو لم يكن لدى بعضنا القدرة على التعبير عنها.
علينا جميعاً تذكر أن من ندينهم هم نتاج بيئتنا وثقافتنا، فبالقدر الذي هم فيه سبب بلاء قادم، إلا أنهم ضحية لبيئة قبلنا العيش فيها من دون رغبة أو إرادة لتغييرها، فالكتابة الغثة تنتشر في غياب المعايير الحاكمة لما يجب أن تطلع عليه العامة.
لا أرى أن للكتابة مستقبلاً إذا كان جل حاضرها مفرغاً من المعايير الموضوعية الحاكمة، رغم وجود قليل من الجزر أو الواحات المتباعدة التي يحاول البعض أن ينحت فيها خليطاً من القيم والحرفية، وكل ما أتمناه أن تكون تلك الجزر أو تلك الواحات أكثر قرباً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الكتابة بالعربي مستقبل الكتابة بالعربي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon