توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكبت الصحفي

  مصر اليوم -

الكبت الصحفي

بقلم : داليا شمس

هناك انطباع أن أطرافا عديدة في كل مكان تتمنى وجود صحافة بدون صحفيين، وذلك أكثر من أي وقت مضى. حكام علاقتهم بالصحفيين مضطربة للغاية، يبعدونهم عن البيت الأبيض أو الإليزيه أو قصور الرئاسية والملكية عموما، ولا يرغبون في رؤيتهم في الكواليس. ورجال مال وأعمال يلجأون إليهم عند الحاجة، لكن لا يريدوا مخالطتهم أكثر مما يجب، يدعونهم لتغطية مهرجان أو حدث يقومون بتنظيمه، ويقبلونهم على مضض في حفلات الافتتاح والختام أو الاحتفاليات الخاصة، كما لو أنهم يمنون عليهم أو كما لو أنهم هم فقط من يتطاولون على أسرارهم ومجالهم الخاص ويسربون أخبارهم. 
صفات التلصص والتربص والتربح صارت ملتصقة بالصحفيين، وبعضهم ترسخ ممارساته الخاطئة هذه الصورة بالفعل، لكن ذلك يخدم أيضا مصلحة بعض من يحولونهم بالضرورة إلى متربحين مغرضين، يأكلون على كل الموائد ويوافقون على هذا النوع من العلاقة طالما تشملهم الفائدة والمكافآت التي قد تعتبر مجزية. 

علاقة شائكة، ازدادت تعقيدا مع اختفاء نمط العائلات المالكة تقليديا للصحف أو أشخاص من المهنة يؤسسون جرائدهم ويحلمون بتوسعها. لم يعد المجال وهامش الحريات والأزمات المالية والعوامل المختلفة تسمح كثيرا بهذا النوع من التطلعات، بل جعلت الملكية تنحسر أكثر فأكثر في أيدي السلاطين والمجموعات الاقتصادية العملاقة. وغالبا يحب أصحاب رأس المال امتلاك الصحف، على ألا توقعهم في مشكلات مع أولي الأمر وأصحاب القرار، حتى لا تتأثر مصالحهم الاقتصادية وتتحول لمصدر "وجع دماغ". وهكذا ندور في دوائر مفرغة، حتى مل القارئ منا جميعا، وفقد الثقة في الجميع، وبالتالي انعكس ذلك على أرقام المبيعات، وترجم إلى ظاهرة العزوف عن قراءة الصحف أو مشاهدة التليفزيون، فصار الناس في مصر مثلا يتابع معظمهم قناة "ماسبيرو زمان" ليغرقوا في زمن غير زمن، ويتمتعون بأحاديث كتاب كبار بحجم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وغيرهم من نجوم رحلوا عن عالمنا. يتطلع المتلقي لهذه الأيام التي كان الصحفي فيها يسأل والضيف يجيب، وكانت العلاقة بين الصحفي والمصدر يشوبها الكثير من الاحترام الذي نفتقده، فكانت الحوارات الثرية والمفيدة دون تبجح.

صحف تموت واحدة تلو الأخرى، تذبل وتختفي أو تتحول عن مسارها. الجميع يتحدث عن أزمة قطاع الإعلام ونقص الإعلانات، وبصورة أقل عن الفارق بين الصحافة ومجال العلاقات العامة والاتصالات، وبصورة أقل وأقل عن أجور ومعاشات الصحفيين سواء التي صارت تصل إلى أرقام فلكية أو التي ظلت على ضآلتها منذ القرن الماضي. صار الصحفيون عناصر غير مرغوب فيها، الكثيرون منهم اضطروا لمعاش مبكر للغاية بحكم التعطل عن العمل. ولم يعد مفهوما متى سيبدأون في استشعار الخطر والتحرك للدفاع عن مهنة تحتضر ولن ينقذها سوى التكتل والحفاظ على أخلاقياتها وأدبياتها ومكانتها. أرغب في الصراخ في وجه بعضهم: اعتصموا بحبل المهنة جميعا ولا تفرقوا، فاستقلاليتكم أمام المصادر وندية التعامل هي التي تكفل عدم تحولكم لمجرد "كتبة" يملي عليهم البعض ما يجب أن يقال أو لا يقال. 
نشعر بالفارق الكبير بين جيل "ماسبيرو زمان" عندما نسمع مصطفى أمين يلخص مدرسته الصحفية بجملة واحدة في إعلان أحد البرامج القديمة: "للمواطن العادي الحق في أن يعرف ما يعرفه رئيس الجمهورية"! ثم نقرأ في اليوم التالي أخبارا عن المصير الغامض لهذا الصحفي أو ذاك، وعن أعداد الصحفيين الذين أوقفهم أردوغان في أعقاب الانقلاب الفاشل وكيف سجن 148 صحفيا، وأغلق 75 جريدة و28 قناة تليفزيون و32 راديو والبقية تأتي، في ظل علاقات مضطربة، كما لو أنها صرعة قد أصابت العالم ولن تهدأ في الوقت الراهن. آخر صرعة هي الصحافة "المكلومة" أو "المكتومة" أو "المكبوتة" حتى في دول مثل أمريكا وفرنسا، فما بالك بهذه المنطقة من العالم. صرنا نتكلم عن الكبت الصحفي أكثر من السبق الصحفي، وعلى المتضرر أن يفعل شيئا.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكبت الصحفي الكبت الصحفي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon