توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخبار سعيدة وتوابعها

  مصر اليوم -

أخبار سعيدة وتوابعها

بقلم - أحمد جلال

قليلة هى الأخبار السعيدة التى كانت تأتى بها السفن والمسافرون فيما مضى، ولم يتغير الحال كثيرا بعد ثورة التكنولوجيا الحديثة التى أدت إلى انتقال المعلومات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى فى لحظات. استثناء لهذه القاعدة، جاءتنى مؤخرا إحدى الرسائل بأخبار سعيدة، نقلا عن منظمة الصحة العالمية، بخصوص تصنيف جديد للأعمار. الآن يعتبر من الشباب كل من كان عمره 65 عاما فأقل، بينما يتراوح سن متوسطى العمر بين 66 و79 عاما، أما كبار السن فيتراوح عمرهم بين 80 و90 عاما، وأخيرا يعتبر معمرا من زاد عمره على 100 عام. هذه الأنباء الطيبة تعنى لمن هم فى سن صغيرة نسبيا أن أمامهم متسعا من الوقت لتحقيق آمال وطموحات لم تخطر لهم على بال. بالنسبة لمن يعيشون فى مرحلة عمرية متقدمة، هذه الأخبار تعطيهم الفرصة للإقبال على الحياة من جديد.

كمجتمع، توابع الزيادة العمرية المتوقعة للسكان تفرض إعادة التفكير فى ثلاث مسائل مهمة: المسألة السكانية، ومسألة توظيف الثروة البشرية، وأخيرا وليس آخرا، منظومة الحماية الاجتماعية والأنشطة المصاحبة لها.

فيما يتعلق بالمسألة السكانية، الزيادة المتوقعة للأعمار تعنى أن الزيادة السكانية لها الآن مصدران: المصدر الأول هو الزيادة فى معدل المواليد ناقص الوفيات، والمصدر الثانى هو زيادة عدد سنوات العمر. هذا التغير ليس جديدا، حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع للفرد فى منطقة الشرق الأوسط من 52 سنة فى 1970 إلى 73 سنة فى 2015. الجديد هو أن الزيادة العمرية الجديدة تمثل قفزة غير مسبوقة فى وقت قصير، مما يفرض إعادة النظر فى المسألة السكانية برمتها. لعقود طويلة، انشغلت الحكومات بكيفية الحد من المواليد حتى يرى المواطن تحسنا فى نصيبه من الدخل القومى، وتتمكن الموازنة العامة من توفير خدمات التعليم، والصحة، والمرافق الأخرى. وعليه، تبنت الحكومات، بما فى ذلك مصر، برامج لتنظيم الأسرة، عناصرها الرئيسية نشر الوعى بخطورة الزيادة السكانية، وإتاحة وسائل منع الحمل، والعناية الصحية بالمرأة، وتبنى سياسات تحفيزية لحث المواطنين على تنظيم النسل، ووصل الأمر بالصين فى مرحلة معينة لفرض سياسة الطفل الواحد. الآن، وبعد القفزة المتوقعة وغير المسبوقة فى عمر الإنسان، من الضرورى أن تتسع دائرة التفكير فى السياسة السكانية لتشمل ظاهرة زيادة العمر المتوقع، إضافة للحد من النسل، وقد سبقتنا فى ذلك الدول المتقدمة.

أحد توابع الزيادة السكانية بالمعنى المشار إليه مرتبط بقضية توظيف الثروة البشرية، خاصة فى إطار تطور تكنولوجى ومعرفى سريع، سمته الأساسية الاعتماد على الآلات والعمالة الماهرة بدرجة أكبر مما سبق. ترجمة هذين التطورين على جانب الطلب تفرض وضع تصور متكامل لطبيعة الأنشطة التى سوف نسعى إلى التوسع فيها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان. على جانب العرض، هذه التطورات تفرض علينا تبنى نظم جديدة فى التعليم والتدريب لتنمية المهارات المطلوبة مستقبلا. ببساطة شديدة، تعظيم العائد المجتمعى والفردى من الموارد البشرية مستقبلا يتطلب إعداد خطة متكاملة لجانبى العرض والطلب فى ظل عالم سريع التطور تكنولوجياً.

أحد التوابع الأخرى للأخبار السعيدة بطول العمر المتوقع له علاقة بمنظومة الحماية الاجتماعية، خاصة أن التركيبة السكانية سوف تشهد أعدادا أكبر فى الشريحة السكانية الأكبر عمرا، وتناقصا فى الشريحة السكانية الأصغر سنا. هذا التغير يعنى أن الطلب سوف يزداد على الخدمات الصحية والترفيهية وبيوت رعاية الكبار. على افتراض أن جزءا من شريحة كبار السن سوف يكون لديهم من المدخرات ما يمكنهم من شراء هذه الخدمات، لا شك أن هناك شريحة لن تكون قادرة على ذلك. هذا يعنى الحاجة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية، كما يعنى أهمية إعادة هندسة منظومة التأمينات والمعاشات من جوانب مختلفة، بما فى ذلك قاعدة المشتركين، ونسب المشاركة، وسن التقاعد.

القصة باختصار إذن، هناك ما يدعونا لمساندة الدعوة التى تجددت مؤخرا فى اتجاه تجديد جهود تنظيم الأسرة، وقد خفتت فى السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، علينا الانتباه إلى ظاهرة الزيادة السكانية المتوقعة من جراء زيادة متوسط العمر، وتبنى السياسات المناسبة لحماية الفرد والمجتمع. وإذا كانت الأخبار بزيادة العمر المتوقع من الأخبار السعيدة القليلة هذه الأيام، فلها من التوابع على المجتمع ما يفرض علينا إعداد العدة لها مسبقا.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخبار سعيدة وتوابعها أخبار سعيدة وتوابعها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon