توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار غير مفهوم!

  مصر اليوم -

قرار غير مفهوم

بقلم - أحمد جلال

حزم سعيد، أحد الذين يعملون معى، أمره على بيع سيارته وشراء سيارة جديدة فى ديسمبر 2017، وكانت نصيحتى له أن يرجئ الشراء حتى يناير 2018 لأن أسعار السيارات سوف تنخفض. كان توقعى مبنيا على ما التزمت به مصر فى اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية التى تنص على تخفيض تدريجى للجمارك على السيارات الواردة من أوروبا بنسبة 10% سنويا، ليصبح الإعفاء الجمركى كاملا فى يناير2019، لكن وزارة الصناعة كان لها رأى آخر، فقد اتخذت قرارا بتأجيل قرار التخفيض لمدة عام قبل نهاية 2017 بأيام قليلة، ولم تكن هذه هى المرة الأولى، فقد سبق إرجاء شريحة التخفيض فى 2014. هذا يعنى أن مصر سوف تضطر إلى تخفيض الجمارك بواقع 30% فى يناير 2019. والحقيقة أننى حاولت جاهدا أن أجد منطقا مقنعا لهذا القرار، ولم أجد.

من باب الإنصاف، جاء تبرير وزارة الصناعة فى بيان لها كما يلى: «إن الإجراء يأتى حرصا على دعم ومساندة الصناعة الوطنية بعد دراسة سوق التصنيع المحلية والآثار السلبية عليها». لم أجد هذا التبرير مقنعا، خاصة إذا تساءلنا: هل نجحت الحماية الجمركية فى مصر فى بناء صناعة وطنية؟ وما الآثار التوزيعية لهذا القرار؟ وبشكل عام، ماذا نحن فاعلون لتنمية الصناعة الوطنية، عن حق؟.

بالنسبة للسؤال الأول، يتفق معظم الاقتصاديين على أن الصناعة لا تزدهر تحت الحماية، إلا فى حالات استثنائية ومشروطة. فى الحالة المصرية، لم تنجح سياسة الحماية، على الأقل طبقا لدراسة مفصلة قمت بها بالاشتراك مع الدكتورة نهال المغربل، وضمنها كتاب صادر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى 2008. فى هذه الدراسة تم تقييم أداء كافة الصناعات المصرية فى الفترة 1980-2000، وكانت النتيجة أن الصناعات التى حققت تحسنا ملحوظا فى إنتاجيتها الكلية، أى زيادة الإنتاج بعد طرح الزيادة فى رأس المال والعمل، لم تتلق حماية من الدولة، والعكس صحيح. هذا يعنى أن الصناعات التى اضطرت للمنافسة سعت للتجويد حتى لا تتآكل، فى حين تقاعست الصناعات التى حظيت بالحماية. هناك أمثلة مخالفة لذلك، مثل تجربة كوريا الجنوبية، لكن هذا النجاح صاحبه اشتراطات لم تتوفر فى الحالة المصرية.

ماذا عن الآثار التوزيعية لقرار تأجيل تخفيض الجمارك؟.. ببساطة شديدة هذا القرار يمثل تحيزا واضحا لحساب ملاك مصانع تجميع السيارات ومن يعملون فى هذه الصناعة، على حساب المستهلكين، ومن بينهم سعيد. إضافة لذلك، للقرار من الآثار السلبية ما يفوق الآثار الإيجابية بكثير. من هذه الآثار السلبية أن الاقتصاد سوف يستمر فى تخصيص قدر من موارده فى صناعة ثبت عدم قدرتها على النضج على مدى ما يقرب من 60 سنة. الأثر السالب الآخر هو فقدان قدر من مصداقيتنا إذا لم نلتزم بما وقعنا عليه من اتفاقيات. أهم من هذا وذاك، هذا القرار يعطى انطباعا قويا باستمرار تحالف الحكومة مع قلة من المنتجين (المنظمين) على حساب جموع المستهلكين (ممن لا صوت لهم).

ماذا يمكن أن نفعله للخروج من هذا المأزق؟. ليس لدىّ شك فى أهمية الصناعة فى بناء اقتصاد وطنى قوى، وفى أننا قادرون على تحقيق ذلك، بما لدينا من موارد بشرية، وقاعدة صناعية متنوعة، وسوق محلية واسعة، فضلا عن أسواق خارجية تربطها بمصر اتفاقيات تجارة حرة. ما ينقصنا هو وضوح الرؤية ورشادة السياسات المتبعة. بالنسبة لصناعة السيارات، طرحت تصورا للنهوض بها فى مقال تم نشره فى «المصرى اليوم» تحت عنوان: «صناعة السيارات.. الوليد الذى لم ينضج» بتاريخ 7 مايو 2017. بالنسبة للتنمية الصناعية بشكل عام، العناصر الحاكمة فى رأيى هى: المنافسة، والتوجه نحو التصدير، ورشادة سياسة سعر الصرف، وإصلاح مؤسسى يخفض من تكلفة المعاملات. من الممكن فى حالات استثنائية مد يد العون لقلة من الصناعات الرائدة والواعدة لبعض الوقت، لكن أن تصبح الحماية أسلوب حياة فذلك ليس فى صالح المستهلك أو التقدم الاقتصادى.

عودة لسعيد، قد يكون فى صالحه الآن أن ينتظر حتى 2019، إذا أمكنه ذلك. السؤال الأكثر أهمية لمن بيدهم الأمر هو: ألم يحن الوقت للإقلاع عن سياسة الحماية التى لا تخدم سوى جماعات مصالح ضيقة، حتى وإن جاءت تحت مسميات جذابة مثل حماية الصناعة الوطنية؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار غير مفهوم قرار غير مفهوم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon