توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي

  مصر اليوم -

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي

بقلم - سوسن الشاعر

كان التنسيق والتكامل القطري - التركي في التحريض على المملكة العربية السعودية واضحاً، ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء لمعرفة حجم تبادل الأدوار بينهما في موضوع خاشقجي: تركيا تسرب المعلومات، وقطر تستغل «الجزيرة» وتحرك الماكينة الإعلامية؛ بدءاً بـ«الجزيرة»، مروراً بكل قناة تلفزيونية أو صحيفة تتعطش لمثل هذه الأخبار.
كانت تركيا هي المزود، وقطر هي الممول والمحرك، وحاولتا على مدى شهر ونصف الشهر أن تحققا «أهدافاً» طموحة جداً، وبسقف عالٍ من التمنيات، ولكنهما فشلتا. ومهما حاولت قطر أو تركيا أن تبقيا على قضية خاشقجي مشتعلة، فإنهما فشلتا فشلاً ذريعاً؛ فشلتا في جولة ولي العهد في الدول العربية، وفشلتا في الأرجنتين، وفشلتا بطبيعة الحال في تحريض الحكومات في أوروبا أو أميركا أو روسيا أو الصين، فتواضعتا في أحلامهما قليلاً، ونقلتا حملة الضغط للأحزاب ووسائل الإعلام والمنظمات، علها تضغط على الحكومات. ومع ذلك، فشلتا فشلاً ذريعاً.
في هذه المعركة، ألقت قطر بكل حملها وثقلها، وفعلت ما في وسعها، وحرقت جميع مراكبها على الشاطئ الخليجي، من أجل تحقيق «أوهامها» - ولا نقول أهدافها - بالتحريض على نظام الحكم، وبتحريض المجتمع الدولي على المملكة العربية السعودية.
لا أعتقد أن هناك، بعد ما فعلته قطر في أزمة خاشقجي، من يجرؤ على التوسط لها، من بعد تجنيد كل طاقتها للإضرار بالسعودية، بالشكل الذي قامت به منذ أكتوبر (تشرين الأول) إلى الآن.
لا أعتقد أن أحداً يفكر في الحديث مع أي من دول التحالف عن فتح صفحة جديدة مع هذا النظام.
الأزمة القطرية مع دول التحالف قبل قضية خاشقجي كانت في مرحلة، ومن بعد قضية خاشقجي انتقلت إلى مرحلة جديدة؛ لقد حفرت قطر بيدها خندقاً، وبنت حائطاً، لذلك أعلنت دول التحالف فوراً أنه لا صلح ولا تغير موقف، وما زالت على عهدها متحالفة، وشروطها الثلاثة عشر كما هي، لتسدل الستار على أي محاولة جديدة للتوسط.
المضحك في الأمر أن تركيا، التي قادت الحملة مع قطر وكانت المزود الرئيسي لها بالمعلومات، تركت لها عدة أبواب للعودة في علاقاتها مع السعودية، لأنها تعرف من هي المملكة العربية السعودية، فكانت تناور من خلال تصريح سامٍ وتصريح معسول: وزير الخارجية أوغلو يصرح يوماً بأن تركيا ستدول القضية، وتنقلها للأمم المتحدة، ثم يأتي في يوم آخر ويصرح بأن العلاقات التركية - السعودية لن تتأثر بقضية خاشقجي. ففي الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، على سبيل المثال، قال شاويش أوغلو، رداً على سؤال حول الأخبار المتداولة بخصوص حصول الاستخبارات الأميركية على تسجيل صوتي يشير إلى ولي العهد السعودي في قضية قتل خاشقجي، إن تركيا لم تذكر أي أسماء في تصريحاتها بخصوص الجريمة، وإنه لا يمكنها أن توجه الاتهام لأحد دون وجود دليل قاطع!
وأفاد الدبلوماسي التركي بأن «أنقرة لا ترغب في أن تسوء علاقاتها مع الرياض، وتسعى لتطويرها، إلا أنها في الوقت نفسه عازمة على كشف الحقيقة كاملة بخصوص قضية خاشقجي»، مشيراً في السياق إلى أن الرياض لا تتعاون مع تركيا كما ينبغي بخصوص التحقيقات في القضية.
على الأقل، أبقت تركيا على بعض الأبواب مفتوحة، في حال فشلها في مساعيها وخطتها الخبيثة: تقطع حبلاً، وتمد آخر، وتلك مناورة سياسية مكشوفة واضحة. وهنا، تتحرك الخبرة، وهذه هي السياسة: ألا تحرق كل أوراقك، ولا تقطع على نفسك طريق العودة. إنما السذاجة القطرية هي التي قادتها إلى أن تتبرع، وتكون هي وحدها في واجهة المدفع. وقبلت قطر بأن تحرق جميع مراكبها، وتعلنها حرباً سافرة، ظناً منها أن هذه المرة ستصيب وستنجح.
انتهت القصة وقطر أبعد ما يكون؛ نراها نقطة صغيرة تسبح وحدها في فضاء منعزل، منسلخة عن الروح الخليجية العربية، في حين تركيا ما زالت تناور: تفتح باباً وتغلق آخر، تريد أن تستفيد ولا تريد أن تخسر؛ يجري كل ذلك ودول التحالف الأربع (مصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية) على وعي ودراية تامة بالموقف التركي... دعك من المجاملات الدبلوماسية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي قطر وتركيا ما بعد خاشقجي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon