توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

بقايا ثورة

لو عدتم بذاكرتكم إلى ثمانى سنوات مضت، وإلى أجواء ميدان التحرير المكتظ بملايينه الثائرة، والتى نجحت فى سعيها لإقصاء الرئيس، فى حدث فريد وعظيم، هل كنتم تعتقدون يومها أنه بعد وقت قصير جدا، فى عمر الأمم والبشر، ستنتكس شعاراتها، وينزوى ثوارها، وستنهال الأتربة على شواهد قبور شهدائها. سيصمت الإعلام عن بطولاتها وأبطالها، وسيتم تصدير قصص ناقصة حول فصيل بعينه، تسلق الثورة فى منتصفها، وتقديمه على أنه من خطط ونفذ للأحداث كلها. هل كنتم تظنون أن الأمور سيكون هذا مآلها!. لم أسمع كلمات رسمية منصفة لثورة يناير، إلا فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالات الشرطة الأربعاء الماضى. فى المقابل، فإن هناك عشرات الأصوات لإعلاميين وضيوفهم من الخبراء والسياسيين، دأبوا وبإصرار، على تخوين الثورة وجميع الثوار، ونعتهم جميعا بأنهم «كانوا من جماعة الإخوان الإرهابية». حدث هذا فى ظل تغييب تام لأى صوت مختلف.

كل الفضائيات، احتفلت بـ25 يناير، باعتباره عيدا للشرطة، من خلال برامج قديمة وحديثة. ثبتوا اللوجوهات بالذكرى السابعة والستين على جانب الشاشة، ولم أرصد شريطا مماثلا واحدا، عن الذكرى الثامنة لثورة يناير.

بقى أن أوجه نصيحة واحدة لكل مسؤول مصرى فى المناصب العليا، سواء كان سياسيا أو أمنيا أو تنفيذيا: لولا ثورة يناير وتغييرها لنظام مبارك، لكنت فى موقع أقل بكثير مما أنت فيه الآن، أو كنت خارج الخدمة تماما. عليك الاعتراف بفضل «يناير» عليك.. لا تترك أعداءها يقللون من شأنها.

موقعة «السمان»

بعض الأصوات غير الأمينة، تناست الوضع المزرى لمنطقة نزلة السمان وأن البناء العشوائى طال المنطقة الأثرية القريبة من أبوالهول. هؤلاء السكان بسلوكياتهم غير الحضارية شكلوا خطرا على السياحة والسياح سواء من الأجانب أو المصريين، وأنهم باتوا من أصحاب السطوة والنفوذ وكأن الدولة لا تقدر عليهم. وللأسف فقد كشفت عمليات الدولة الأسبوع الماضى أن لهم نفوذا قويا فى الجهات التنفيذية والشعبية والأمنية.

عندما تقدم الحكومة على قرار أو ممارسة خاطئة، ننتقدها وبشدة، ولكن فى موقعة نزلة السمان، نحن ندعمها على طول الخط. إذا كانت هناك حكومات سابقة أبدت نوعا من التردد أو الضعف فى «نزلة السمان» وغيرها من الأماكن الأثرية، فهذا لا يعنى أن الوضع ينبغى أن يستمر هكذا. قبل عام تقريبا، نبهنا الخبير البيئى والسياحى محمود القيسونى، إلى قيام البيوت العشوائية بالمنطقة بسرقة السياح من عرض «الصوت والضوء» وذلك بمساعدة بعض السماسرة من المرشدين والعاملين بالسياحة.

نشرت الصديقة منة خلف موضوعا رائعا، اهتم به مجلس الوزراء، وليس وزارتى السياحة أو الآثار للأسف. أرسل المجلس شكرا وردا وافيا لنا. بعد أسبوع، بدأت حملة إزالات واسعة لهذه البيوت، ولكننى علمت أنها أعيد بناؤها بعد أسابيع معدودة.

أعتقد أن الإزالات هذه المرة، وإن جاءت بعد التحقيق الصحفى الرائع فى «الأهرام» حول بناء مجموعة من العمارات فى هضبة الأهرام، ستكون حازمة ونهائية، خاصة أنها متواكبة مع قرب افتتاح المتحف الكبير، وتطوير هضبة الأهرام.

من زار، أو شاهد فيديوهات أو صور للمناطق الأثرية الكبرى فى العالم، سيعلم حجم الجريمة المرتكبة فى جميع مناطقنا الأثرية، وخاصة فى هضبة الأهرامات. ترعة ضخمة بالقرب من الآثار، مجار ومياه جوفية تصارع رأس أبى الهول ورقبته.

تبقى أمنية أخيرة تتمثل فى ترشيد دور الشرطة بالمنطقة. لا أقصد قسم الهرم فقط، فالخطط الموجودة لو تم تنفيذها بدقة، فإنها تتضمن نقل القسم من مكانه الحالى، لكنى أقصد مراقبة دور بعض رجال الشرطة وسيطرتهم بطرق عديدة على جميع المتعاملين مع السياح!.

أفريقيا والجامعة الألمانية

استمعت عدة مرات فى القاهرة ومدن ألمانية للدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، وهو يخاطب شركاءه الألمان لكى ينفذوا للاستثمار فى أفريقيا عبر شراكات مصرية. «نحن الأقرب إليهم جغرافيا وثقافيا، ولدينا سوابق خبرة ونجاح معهم. لدينا أيضاً فائض من الشباب الدارس والمتعلم والذى أثبت نفسه فى كل مكان». كنت وأنا أستمع إلى هذه الدعوات، أعتقد أنها كلمات لن تتحول إلى خطط عمل، وستذهب مع الرياح، لكننى كنت مخطئا.

استجاب شركاء فى ألمانيا، وفى اليابان أيضا، للعمل المشترك معنا فى أفريقيا. كثير من الدول تفضل ذلك، بعد أن اخترقت الصين وقبلها الولايات المتحدة الأمريكية القارة السمراء عبر شركاتهم العملاقة.

يوم الخميس الماضى، شارك أربعة وزراء والعشرات من نواب البرلمان والسياسيين والصحفيين، فى احتفالية ضخمة لافتتاح عدد من المشروعات الكبرى بمقر الجامعة الألمانية، وكان وزيرا التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار نائبا عن رئيس الجمهورية فى هذه الاحتفالية. وخاصة فى افتتاح «مركز توطين التكنولوجيا الصناعية والإنتاجية بالجامعة الألمانية». لفت نظرى قيام إحدى الشركات العالمية الكبرى بالإعلان عن تأهيل 1000 مهندس فى مصر وأفريقيا، عبر الشراكة مع الجامعة الألمانية. لقد استمعت لدعوة الرئيس فى شرم الشيخ، خلال قمة مصر- أفريقيا، قبل شهرين تقريبا، لأهمية العودة الاقتصادية المصرية لقارتنا السمراء، وها هى أولى الخطوات العملية، ويا ليت باقى جامعاتنا الحكومية والخاصة، تحذو حذو الجامعة الألمانية.

المحافظ والقمامة

فى الوقت الذى تسعى فيه حكومة الدكتور مصطفى مدبولى لتحقيق اختراق فى ملف القمامة، بعد أن أزكمت أنوفنا جميعا، وذلك باللجوء للخبرات الدولية فى الجمع والمعالجة والتدوير وآخرها الشركات الألمانية، هناك مسؤولون كبار، يصرون على أن يعودوا بنا للخلف فى هذا الملف.

لدينا محافظون يعتقدون أنهم وحدهم الملهمون، وأن مصائر الناس معلقة بتأشيرة منهم أو قرار هنا أو هناك. غالبيتهم عندما يتركون مقاعدهم، لا يترحم عليهم أحد لأنهم لم يخلفوا وراءهم أى إنجاز. هذا سلوك متكرر لا أقصد به أحد بالتحديد، لكننى كتبته وأنا أتذكر هذه الحكاية.

قريتنا المقاطعة التابعة لمحافظة الدقهلية، كانت نظيفة جدا. لنحو عشرين عاما متصلة، كانت «جمعية تنمية المجتمع» وهى جمعية أهلية عمرها تسعة عقود على الأقل، تتولى جمع القمامة يوميا من أمام البيوت، مقابل رسوم شهرية. كانت هناك عثرات وأزمات محدودة، كانت قيادات القرية وأغنياؤها يتكفلون بمعالجتها.

كان الأهالى، عندما يذهبون للمدن الكبرى مثل القاهرة أو المنصورة، يتحسرون على سوء مستوى النظافة فى الشوارع وانتشار القمامة أو طفح المجارى بالشوارع.

ويقولون إن لديهم الحل المثالى، الذى عرفته معهم، وربما قبلهم مدن صغيرة وقرى أخرى، وذلك بالاعتماد على المجتمع المدنى فى النظافة وخاصة فى المجتمعات الصغيرة.

فجأة، وقبل شهرين تقريبا، وصل القرية، قرار عجيب فى مضمونه وأهدافه، بأن الوحدات المحلية عليها إجراء مناقصات جديدة من أجل جمع القمامة، لكى يوفر السيد المحافظ، كمال شاروبيم، جزءا من الدخل للدولة.

توقفت الجمعية عن الجمع. تعثرت العقود الجديدة. تراكمت أكوام القمامة فى شوارع بلدة كانت جميلة، الآن صارت تنافس شوارع عاصمة المحافظ فى روائحها الصعبة!.

لجأ الأهالى للمحافظ، لكنه لم يغير شيئا.. لم يستمع لأحد. مع استمرار الشكاوى. فقط، أرسل عددا من الموظفين الكبار الذين زادوا الأمر سوءا. الأهالى قالوا إن المحافظ كان متاحا للجميع، يرد على هاتفه، يزور المدن والأحياء والقرى، لكن حدث له تغيير كبير مؤخرا.

رسالتى الأخيرة هنا للسيد رئيس الوزراء، جهدكم مشكور فى ملف القمامة، لكنك تحتاج إلى تغيير الثقافة التقليدية للمحافظين. هم وحدهم قادرون على إنجاح خطتكم أو إفشالها.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon