توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

مازالت السياسات الغامضة بشأن «الإعلام» مستمرة. مزيد من الفضائيات المغلقة، مع انضمام وافدين جدد من مشاهير المذيعين إلى طوابير البطالة. هناك الكثير من المعلومات المتضاربة بشأن هذه الوقائع، بأنها قد تنتهى بحركة انتقالات «فضائية»، مع دعم رسمى إلى قنوات جديدة، وإغلاق المزيد من التى تحقق خسائر. لا أريد الخوض فى هذا الجدل حاليًا. لكنى أكتب هنا، بصراحة- وبمزيد من العفوية- عن صدمتى من التغطية الإعلامية لجولة الرئيس الآسيوية التى امتدت لأسبوع تقريبًا، وحققت نجاحات سياسية واقتصادية فى محطاتها الثلاث بالبحرين والصين وأوزبكستان. ومن ملاحظة عامة، أقول: هل تريدونها هكذا. تغطية سطحية وعقيمة، لا تحليل ولا منطق فيها؟!.

مساحات واسعة ومجردة لوصف ما قام به الرئيس. نشاطاته واجتماعاته وتصريحاته. لم ألمح جهداً خاصاً. أداءً تنافسيًا للفضائيات المختلفة. معلومات عن كل بلد زارها الرئيس. تصريحات خاصة من مسؤولى كل بلد. جولات بالكاميرا والمعلومة الدقيقة.

أعرف عشرات من المتخصصين القادرين على شرح وتقييم الزيارة وتجارب هذه الدول. لم أرصدهم فى برامجنا. النشرات الإخبارية التقليدية لقطاع الأخبار كانت أكثر تميزاً من كل الفضائيات التى يُنفق عليها المليارات سنويًا. سألت أحد المسؤولين الكبار عن هذه التغطية، فشرح لى ما معناه أن «صاحب القرار» يريدها هكذا! لم أفهم ما يقصده تمامًا!.

فقال لى: قارن بين هذه التغطية وما كان يحدث من قبل مع زيارات الرئيس الخارجية فى بداية حكمه. أقصد زياراته للولايات المتحدة ولأوروبا. نعم، كان هناك نوع من العشوائية، وأحيانًا الارتجالية فى التنظيم، لكن كان هناك أداء إعلامى حقيقى وصادق ويقترب من الاحتراف. مذيعون ومراسلون فى بث حى من مواقع الأحداث. مسؤولون مصريون ومن أهل البلد يحللون ويناقشون. كانوا يحققون أداءً معقولاً.. وكنا نتوقع اكتمال خبراتهم فى هذا المجال مع الوقت. الذى حدث هو العكس تمامًا. معظم المحترفين الذين كانوا يقومون بهذا الجهد متوقفون عن العمل حاليًا. فى الصحافة، الوضع مقارب لهذه الصورة. جهد متميز لأقسام «الخارجى» فى إعداد صفحات متخصصة عن «الجولة»، خصوصًا «الصين»، وشرح أهمية منتدى «الصين وأفريقيا» لمصر، لكن لم أقرأ مقالاً عميقًا لأحد الزملاء المرافقين للرئيس. كلها احتفائية بالرئيس وبالدور المصرى، ولكن صناعة المقال المعلوماتى العميق غابت عن هذه الجولة.. كما هى غائبة عن معظم القضايا السياسية فى حياتنا.

«الموجات المسروقة»

كيف تستطيع محطات «إف. إم» إسرائيلية وفلسطينية وأردنية وقبرصية الوصول إلى وسط الدلتا، بينما معظم محطاتنا الإذاعية غائبة؟!. درسنا فى كلية الإعلام أن ترددات الـ«إف. إم» ضعيفة ومداها قصير، فكيف يفعلون ذلك؟. ولماذا نفشل فى إيصال صوتنا لأنحاء الوطن، ونحن فى 2018؟!

لا تصدقوا هذا الإعلان المتكرر عن موجات مخصصة لكل منطقة. هى ضعيفة ومداها قصير ولا يخرج من نطاقها إلا فى حدود كيلومترات محدودة. وهنا أسأل: أليست هذه التغطية من معطيات الأمن القومى؟!. المحطات الضعيفة هى حكومية أو شبه حكومية، فلماذا لا نقويها؟. الأهم أننى أعلم جيداً أن هذه الترددات موزعة بإحكام بين الدول من خلال هيئة دولية متخصصة، وأن إحدى الجهات السيادية تتحكم فى حصتنا من هذه الترددات.

لا تصدقوا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو المسؤول عنها. هذا كلام رسمى وعلى الورق فقط. أعرف من أصدقاء عملوا فى مناصب تنفيذية رفيعة، منها منصب وزير الإعلام، أنهم حاولوا استغلال هذه الموجات بشكل اقتصادى، كما يحدث فى معظم الدول، قدموا أفكاراً عن بيع ترددات لفنادق وشركات وأشخاص فى المحافظات المختلفة، من أجل إقامة إذاعات محلية تجارية. لم يوفقوا فى ذلك. بعضهم تم استهدافه.

تركنا حصتنا أو ترددات فيها إلى دول الجوار، خاصة إسرائيل. لذلك نسمعهم جيداً. كما نسمع محطات من رام الله والأردن وقبرص. هذا الملف مهم. ولدىَّ الكثير حوله.. وأعتقد أن كل القراء لديهم، خاصة عندما يستمعون إلى إذاعات غير مصرية على الطريق.

«آثار بلدنا»

أنا مؤمن أن المنطقة التى وُلدت فيها- جنوب المنصورة- كانت مهداً لحضارات مصر السابقة لعصر الفراعنة، وأنها مازالت تضم كنوزاً تفوق ما تم كشفه بالصعيد.

قلت ذلك لأبناء عمى وأولادى ونحن فى سهرة رائعة أمام أرضنا الزراعية ببلدنا «المقاطعة». وبينما كنا نلتهم كيزان الذرة المشوية على الحطب ونشرب الشاى «الزردة»، وفى السماء نجوم وكواكب تلألأت وحضرنا القمر المحاق متأخراً.. انطلق حديثنا من بيان وزارة الآثار عن اكتشاف بعثة أجنبية لبقايا مجتمع متقدم جداً يسبق توحيد «مينا» للقطرين بألفى عام تقريبًا. الكشف فى منطقة «تل السمارة» التى تبعد عن بلدنا بأربعة كيلومترات فقط. على أطراف بلدنا أيضًا موقع آخر لآثار ما قبل التاريخ فى قرية «غزالة»، إضافة إلى «تل الربع» الذى يبتعد بمسافة لا تزيد على عشرة كيلومترات.

أتذكر حكايات كثيرة جداً ومتواترة من كبار البلدة عن أسوار وكتل صخرية عتيقة أسفل الزراعات والبيوت.

منطقتنا تبتعد عن النيل، وهى مرتفعة قليلاً، ليست تلالاً، لكنها أعلى بقليل من الأرض المنبسطة. وفى اعتقادى أن المصريين القدماء كانوا يبنون بيوتهم ومعابدهم ومقابرهم على هذه التلال هروبًا من فيضانات النيل، بينما زراعاتهم ومراعيهم قرب المياه.

لم تعرف هذه المنطقة الزراعات الدائمة إلا مع تقدم شبكات الرى فى نهايات العصر المملوكى، ثم استقرت هذه الشبكات تمامًا فى عهد محمد على وأولاده. كنت قد قرأت لوزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى قبل ثورة يناير أن المستقبل لكشوفات الدلتا وليس الصعيد فى الجنوب. باتت خريطة الآثار واضحة. وسمعت شرحًا أكثر من الصديق والعالم الكبير الدكتور زاهى حواس عن عمل البعثات الأجنبية بالدلتا.

تذكرت حسنى وحواس وأنا أراجع هذه الكشوف العظيمة.. ليت وزارة الآثار تبدى اهتمامًا أكبر بهذه الأماكن. نحن على مشارف تغيير تام لفهم جذور حضارتنا وفى أى الأماكن وُلدت أولاً.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon