توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»!

  مصر اليوم -

إمام «القوة الناعمة»

بقلم : خالد سيد أحمد

 لم تحظ الجولة الحالية التى يقوم بها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى ثلاث دول آسيوية هى إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناى، باهتمام إعلامى كبير فى مصر، رغم ان المتابع لها يدرك على الفور حجم التأثير والتقدير الذى يكنه المسلمون فى آسيا لـ«الأزهر وإمامه»، ما يجعلهما من أبرز أدوات القوة الناعمة التى تستطيع مصر الاعتماد عليها للتأثير فى محيطها الإقليمى والدولى.

ثلاثة مشاهد حدثت خلال زيارة الطيب إلى إندونيسيا، توضح الوزن الحقيقى للأزهر الشريف، الذى يعد المؤسسة الدينية السنية الأكبر والأوسع تأثيرا فى العالم الإسلامى، أولها الاستقبال الحافل الذى أقامه جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا فى القصر الرئاسى بالعاصمة جاكرتا، لشيخ الأزهر، وتأكيده على أن «الشعب الإندونيسى يشعر بالثقة والاطمئنان عندما يرسل أبناءه للدراسة فى الأزهر.. فالأزهر يمثل لنا الكثير فى إندونيسيا، وخريجوه يسهمون بقوة فى نهضة البلاد ويشغلون مواقع عدة»، مشيرا إلى ان «الأزهر الشريف، بمنهجه الوسطى المنفتح، يقوم بدور بالغ الأهمية فى التصدى للجماعات الإرهابية وتفنيد أفكارها المتطرفة».

المشهد الثانى الذى لفت أنظار الجميع، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعى على نحو كبير خلال الأيام الأخيرة، هو قيام طالبات إندونيسيا بترديد النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية كاملا ترحيبا بالإمام الأكبر، وكذلك احتشاد طلاب وطالبات الجامعة «المحمدية سوراكرتا» فى مدينة سولو الإندونيسية، حاملين الأعلام المصرية للترحيب بزيارة الطيب لجامعتهم. أما المشهد الثالث فهو التصريحات التى أدلى بها محافظ ولاية نوساتنجار الغربية فى إندونيسيا، وشدد فيها على ان زيارة الإمام الأكبر تجلب البركة، وتدفع خريجى الأزهر لتقوية مساهمتهم فى بناء إندونيسيا.

عندما نجد فى إندونيسيا، هذا الاحتفاء والتقدير والاحترام، لشخص الشيخ الطيب والمؤسسة التى يتربع على عرشها، لا يمكننا غير ان نضرب كفا بكف، خصوصا ونحن نشاهد بين الحين والآخر، تلك الحملات الإعلامية المجنونة، التى تستهدف مؤسسة الأزهر الشريف والدكتور الطيب، وتتجاوز فى أغلب الوقت «الخطوط الحمراء»، عبر السعى لـ«شيطنة الأزهر» واتهامه بأنه «مفرخة الإرهابيين»، والمحاولات المستمرة لاغتيال شخصية «الإمام الأكبر» بزعم أنه لم يقم بواجبه تجاه مواجهة المتطرفين وتجديد الخطاب الدينى.

كيف يمكن اتهام الطيب بأنه لم يواجه التطرف والمتطرفين، وهو الذى قال خلال زيارته لإندونيسيا ان «الذى يتشدد ويغالى ويحرم الحلال فى الدين ليس أقل جرما، ولا أنجى مآلا من الذى يحل ما حرم الله، كلاهما معتد على حرمة الإسلام، وكلاهما خارج على حدوده وتعاليمه، وكلاهما كاذب يزعم لنفسه حق التشريع فى الدين بما لم يأذن به الله»؟

كيف يمكن القول إن الأزهر «مفرخة الإرهابيين»، وشيخه يؤكد أن «منهج التعليم الأزهرى منهج يمثل وسطية الإسلام الذى يرسخ فى ذهن الطالب منذ نعومة أظفاره ثقافة الحوار وشرعية الاختلاف، مما يحول بينه وبين نزعة الغلو والتعصب وانغلاق الفكر وجموده على رأى واحد، ويدربه على احترام الرأى الآخر، ويعلمه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقاده، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر، إذ لا يقع بصرك على إرهابى أو تكفيرى تخرج فى الأزهر وتغذى بعلومه وارتوى من ثقافته»؟

لاشك ان الحملات التى تستهدف تشويه الأزهر، لن تفيد غير جماعات الإرهاب والتطرف والتشدد، التى ستستغل فرصة تعرض أكبر مؤسسة سنية فى العالم الإسلامى للانتقادات والهجمات الإعلامية، للتوسع والانتشار واكتساب أرضية أكثر على حسابها بين أوساط الشباب الحائر الذى يبحث عن يقين، وسيفقد مصر أبرز أدوات «القوة الناعمة» التى تملكها.

أخيرا اذا كان هناك من قصور فى التفكير أو العمل الدعوى الفاعل أو الاجتهاد والفتاوى المناسبة لتطورات العصر من جانب الأزهر وشيوخه، فإن معالجة ذلك الوضع لا تكون بهدم أو كسر «ظهر المؤسسة»، لأنه إن حدث ذلك، فلن يكون فى الساحة غير المتطرفين الذين يكفرون ويقتلون كل من يعتقدون انه مخالف لهم فى الرأى.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام «القوة الناعمة» إمام «القوة الناعمة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon