توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مملكة.. ما بعد خاشقجى!

  مصر اليوم -

مملكة ما بعد خاشقجى

بقلم : خالد سيد أحمد

تواجه المملكة العربية السعودية حاليا، أشد أزمة فى تاريخها منذ إعلان قيامها فى عام 1932، جراء الضغط الدولى الرهيب الذى يوجه إليها أصابع الاتهام فى قضية اختفاء الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، بعد دخوله إلى القنصلية السعودية فى اسطنبول يوم 2 أكتوبر الحالى.

هذا الضغط الذى تزداد وتيرته وتداعياته يوما بعد يوم، إثر التسريبات الصحفية التركية المتوالية، التى تشير إلى أن «فريق إعدام» سعوديا شارك فى قتل خاشقجى، كما قام بتقطيع جسده من أجل إخفاء الجريمة، رغم عدم وجود أى تأكيدات رسمية لتلك الروايات، سواء من جانب تركيا التى وقعت الجريمة على أراضيها، أو من السعودية التى اعتبرتها «أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة»، كما صرح وزير داخليتها الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف.

ربما يقلل البعض من شأن هذه الأزمة، ويعتبرها ليست بهذا القدر من الخطورة، مقارنة بأزمة احتلال العراق للكويت عام 1990، عندما كانت قوات صدام حسين على مرمى حجر من الحدود السعودية، الأمر الذى أثار قلقا كبيرا فى «أرض الحرمين»، خشية إقدام الرئيس العراقى الراحل على خطوة مماثلة بحقها.

مخطئ من يترك نفسه أسيرا لهذا التصورغير الحقيقى.. ففى ذلك الوقت كان العالم أجمع مع المملكة قلبا وقالبا ــ باستثناء عدة دول لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ــ. وفى ظرف أيام معدودات، تدفقت على السعودية القوات الأجنبية والعربية من كل حدب وصوب، دفاعا عن سيادتها المهددة من «الجار والأخ القوى»، واستعدادا لتحرير «شقيقتها الصغيرة» من قبضة «جيش النشامى» كما كان يحلو لصدام تسميته.

أما الآن فالوضع مختلف تماما.. فمقدار التعاطف مع السعودية فى قضية اختفاء خاشقجى، يمكن حصره فى بضعة بيانات رسمية لعدة دول من بينها «الصومال»، وكذلك أصوات إعلامية وسياسية عربية اعتادت دائما الالتحاق بركب المملكة ومواقفها، والدفاع عنها فى «الضراء والسراء».. «ظالمة أو مظلومة»!.

هنا يكمن جوهر الأزمة الحقيقية التى تواجهها السعودية اليوم.. فهذا التعاطف المحدود، الذى لم تكن تتوقعه حتى فى أسوأ كوابيسها، كان نتيجة طبيعية لتداعيات «واقعة اسطنبول» المخيفة، والتى نالت من الصورة التى حرصت المملكة على ترسيخها منذ عقود مضت، وهى أنها القلب النابض للعالم الإسلامى، و«قبلة المسلمين، ومهبط الوحى، ومهوى الأفئدة، وأرض القداسة، ومنطلق الرسالة»، كما يردد شيوخها. كما أنها الدولة الأكثر سخاء وعطاء عالميا بتقديمها مساعدات للمحتاجين والفقراء فى مختلف أنحاء المعمورة، و«قائدة العالم الإسلامى» وصاحبة «الدور البارز فى حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب وترسيخ السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم»، كما يقول سياسيوها!.

لا نستطيع الجزم إن كانت هذه الصورة باتت إرثا من الماضى، لكنها على أقل تقدير، أصبحت عرضة للتشويه والاهتزاز العنيف فى صباح كل يوم منذ أن وقعت الواقعة فى اسطنبول، ومع كل «تسريب» تنشره الصحف التركية عن تفاصيل «عملية القتل»، ومع كل خبر تذيعه قناة الجزيزة القطرية نقلا عن «مصادر مجهولة» بشأن تطورات القضية، وأيضا مع كل تصريح من جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يتضمن «تهديدا بالعقاب» ويتبعه بابتزاز رخيص للمملكة!.

من الوارد جدا تخطى المملكة لهذه الأزمة، إما لفوائضها المالية الهائلة التى ستمكنها من فتح أبواب كثيرة للنجاة، أو لعلاقاتها القوية مع أطراف دولية لا تزال ترى فيها حليفا ينبغى عدم التفريط فيه، لكن فى كل الأحوال فإن «مملكة ما بعد خاشقجى»، لن تكون هى نفسها المملكة التى عهدناها من قبل!.

فى أوقات الأزمات والمحن والعواصف السياسية العاتية، تبرز فرص تاريخية، قد تكون «قليلة نسبيا»، لكن من يضع يده عليها ويقتنصها، يستطيع بلا شك تغيير مجرى التاريخ. المملكة الآن أمامها هذه الفرصة ويجب عليها عدم التردد فى اقتناصها، حتى تستطيع النجاة من هذه الأجواء الحالكة والمهلكة.. ما يجب فعله، هو أن تقف المملكة وتسأل نفسها صراحة.. من أوصلنا إلى هذا «المنزلق الخطر؟». إذا تمكنت من الإجابة تستطيع مع مرور الأيام معالجة التشوهات التى لحقت بصورتها، وإذا لم تفعل.. فالمقبل لن يكون أقل غيوما من الحاضر!.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مملكة ما بعد خاشقجى مملكة ما بعد خاشقجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon