توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس وساندرا

  مصر اليوم -

الرئيس وساندرا

بقلم - خالد سيد أحمد

موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسى على الظهور مع المخرجة ساندرا نشأت، فى فيلمها التسجيلى الجديد، الذى يحمل عنوان «شعب ورئيس»، يتضمن الكثير من الرسائل الصريحة للإعلام الموالى، الذى حاول خلال السنوات الماضية، ترسيخ ثقافة الصوت الواحد، وتغييب السياسة، والتماهى إلى حد التطابق مع مواقف السلطة التنفيذية، وتأييدها فى كل كبيرة وصغيرة، وكأنها دائما على الحق المبين.

قبل الحديث عن هذه الرسائل، ينبغى التأكيد على أن هدف ودور ووظيفة الإعلام الأساسية، لا تتمثل فى «التطبيل والتهليل» لمواقف وسياسات الحكومات والأنظمة، وانما المراقب الذى يرصد ويكشف وينتقد تقصير السلطة التنفيذية فى أداء عملها، والانحياز التام لمصالح واهتمامات الغالبية العظمى من المواطنين، والتعبير الجاد والحقيقى عن مشاكلهم ومساعدتهم فى التغلب عليها قدر الامكان، والعمل على خلق وعى عام بحقوقهم التى ينبغى عليهم المطالبة بها والحصول عليها وعدم التفريط فيها تحت أى ظرف.

هذا هو الاطار الحقيقى الذى ينبغى أن يحكم عمل ودور ووظيفة وسائل الإعلام.. فهل قام الإعلام المصرى بهذا الدور فعلا؟ بلا شك أنه منذ عام 2011، مر الإعلام المصرى بمرحلتين مختلفتين تماما، الأولى بعد ثورة 25 يناير، حيث لعب الإعلام دورا كبير فى تشكيل وعى المواطنين والدفاع عن مصالحهم والانحياز الكبير لقضاياهم وهمومهم، والوقوف على يسار السلطة التى جاءت بعد الثورة؛ ما منحه مصداقية كبيرة لدى قطاعات شعبية واسعة، رأت فيه معبرا حقيقيا ومدافعا شرسا عن احلامهم فى بناء دولة مدنية ديمقراطية، تنهى سنوات من الاستبداد السياسى التى سادت فى البلاد، وتحقق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

بعد ثورة 30 يونيو 2013، فقدت الكثير من وسائل الإعلام بوصلتها شيئا فشيئا، وابتعدت عن النهج الذى حرصت عليه منذ يناير 2011، وتركت مهمتها الرئيسية فى الدفاع والتعبير عن قضايا وهموم المواطنين، وانتقلت تدريجيا من يسار السلطة التنفيذية إلى مقعد «المتحدث باسمها»، وصارت عصا تستخدم فى الفتك بالمخالفين والمعارضين، الذين لم ينجوا من حملات التشهير والتقطيع والتشويه الممنهجة، التى وصلت إلى حد عرض أسرارهم الشخصية على شاشات «الليل وآخره»، فى انتهاك سافر لمواد وقواعد القانون والدستور، التى تشدد على صون الحياة الشخصية للمخالفين قبل المؤيدين.

هذا الوضع خلق حالة من النفور العام لدى العديد من المواطنين، الذين أداروا ظهورهم للكثير من هذه الشاشات التى فقدت بريقها ومصداقيتها ومهنيتها، ودفعت البعض منهم إلى أن يولى وجهه شطر تلك القنوات التى تبث من الخارج، وتعتبرها الدولة المصرية عدوا لها يسعى إلى النيل منها وتقويض خططها فى التنمية التقدم ورغبتها فى الاستقرار والأمن.

الدوائر المحيط بمراكز صناعة القرار، أدركت هذا الأمر جيدا، ورأت أن ظهور الرئيس مع الوجوه نفسها التى ظهر معها قبيل ولايته الأولى فى 2014، لن يحقق النتائج المرجوة، وبالتالى يجب أن يطل مع وجه آخر جديد وغير «محروق» شعبيا، فوقع الاختيار على ساندرا نشأت، التى قدمت من قبل أعمالا حازت على إعجاب الجمهور، مثل «مصر جميلة خليك فاكر»، و«بتحلم بإيه؟».

إذًا الرسالة الأولى من وراء اختيار ساندرا، هو أن الكثير من نجوم الإعلام الموالى فقدوا مصداقيتهم، وبالتالى مهنيتهم وتأثيرهم، أما الرسالة الثانية والتى يجب على الجميع استيعابها، فتتمثل فى أنه ينبغى على كل اعلامى الابتعاد بمسافة عن السلطة التنفيذية حتى يستطيع تأدية دوره ووظيفته، وألا يكون عصا بيدها تستخدمها ضد مخالفيها وقتما تشاء، أما الرسالة الثالثة فهى أن اعلام الصوت الواحد لا مستقبل له، ولا يمكن الاعتماد عليه، وعند أول اختبار يسقط سقوطا مدويا.

الإعلام جوهره التنوع والتعدد واختلاف الآراء، وكلما ترسخت هذه القاعدة، كلما ازداد تأثيره ومهنيته ودوره فى رفع الوعى بالمجتمع، وكلما ابتعد عنها، كلما أفسح المجال للمتطفلين والدخلاء على المهنة، وارتفعت أصوات الشتامين والنهاشين للأعراض، الذين دائما ما يكون تأثيرهم عكسيا على من يمدحونه ليلا ونهارا، مثلهم مثل الدبة التى قتلت صاحبها!.


نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس وساندرا الرئيس وساندرا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon