توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطويق شامل!

  مصر اليوم -

تطويق شامل

بقلم : خالد سيد أحمد

إذا كان يوم 30 يونيو 2013، قد شهد أقوى ضربة سياسية توجه لجماعة الإخوان، عندما نزل الملايين إلى الشوارع للمطالبة بازاحتها عن السلطة بعد عام واحد على توليها حكم مصر، فإن يوم الثلاثاء الماضى، قد شهد ايضا أعنف ضربة اقتصادية تتعرض لها الجماعة منذ نشأتها قبل تسعين عاما.

ففى هذا اليوم، قررت لجنة التحفظ والحصر والإدارة والتصرف فى أموال الجماعات الإرهابية والارهابيين، التحفظ على أموال 1589 عنصرا من العناصر المنتمية والداعمة لتنظيم الإخوان، و118 شركة متنوعة النشاط، و1133 جمعية أهلية، و104 مدارس، و69 مستشفى، و33 موقعا إلكترونيا، وقناة فضائية، كما قررت اللجنة إضافة جميع الأموال المتحفظ عليها إلى الخزانة العامة.

ومن بين ما ذكرته اللجنة فى مبرراتها لهذا القرار، أن «معلومات وتحريات دقيقة كانت قد وردت اليها من مصادرها المختلفة ــ تأكدت من صحتها ــ تفيد بقيام قيادات وكوادر تنظيم الإخوان الإرهابى، بإعادة صياغة خطة جديدة لتدبير موارده المالية واستغلال عوائدها فى دعم النشاط التنظيمى كإحدى ركائز دعم الحراك المسلح من خلال قيام التنظيم الإرهابى بإيجاد طرق وبدائل للحفاظ على ما تبقى من أمواله ومنشآته الاقتصادية، من ابرزها تهريب الاموال السائلة من العملات الأجنبية خارج البلاد للإضرار بالاقتصاد القومى، لتقويض خطط الدولة للتنمية، وتكليف عدد من عناصره لتهريب الاموال من خلال الشركات التابعة للتنظيم وعناصره بنظام المقاصة مع رجال الأعمال المنتمين للتنظيم وغير المرصودين أمنيا».

المحامى طارق محمود، الذى تقدم ببلاغات للجنة والقضاء للتحفظ على أموال قيادات وأعضاء الجماعة، قال فى تصريحات لموقع «العربية نت» إن «قيمة الأصول والأموال التى تمت مصادرتها وفق قرار اللجنة تقدر بنحو 250 مليار جنيه»، لكنه أشار إلى أن «قيمة الأصول والممتلكات التابعة والخاضعة لتصرف الجماعة فى مصر تبلغ أضعاف هذا الرقم».
أيا كان حجم الأموال التى تم التحفظ عليها، أو الأصول والممتلكات التى لا تزال بحوذة الجماعة، فإن القرار الأخير يحمل فى طياته الكثير من النقاط التى ينبغى التوقف أمامها لمعرفة مستقبل العلاقة بين الدولة المصرية والجماعة.

النقطة الأولى ان قرار التحفظ على أموال 1589 عنصرا من العناصر المنتمية والداعمة للإخوان، يؤشر إلى حقيقة باتت دامغة، وهى ان الدولة المصرية ماضية بكل حسم فى عملية تطويق شامل لجماعة الإخوان، ومحاصرتها سياسيا وأمنيا واقتصاديا أكثر من أى وقت مضى، مدفوعة فى ذلك بمناخ اقليمى ودولى مؤيد أو على الأقل غير ممانع لمثل هذه الخطوات والاجراءات، وكذلك بفائض هائل فى القوة المستمدة من استعادة مؤسسات الدولة عافيتها، والمستندة إلى دعم شعبى لا يستطيع أحد تجاهله.

النقطة الثانية ان هذا القرار يضع حدا للتكهنات والتقارير التى تتردد بين فترة وأخرى عن وجود امكانية للمصالحة بين الدولة والجماعة، اذا بات واضحا ان القرار السياسى للدولة المصرية، تم حسمه بشكل نهائى لصالح محاصرة الجماعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وانه لا نية للسماح لها بالعودة مرة أخرى إلى المشهد السياسى فى المدى المنظور، وبالتحديد خلال ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى عبر عن هذا الأمر مرارا بالتأكيد على ان المصالحة أمر يخص الشعب.

كذلك يضع هذا القرار الجماعة فى مأزق حقيقى، خصوصا بعد تجفيف منابعها المالية وقطع أذرعها الاقتصادية، التى تعتبر الشريان الرئيسى لها وساعدتها على البقاء والانتشار طيلة العقود الماضية داخل مصر، وهو ما يجعل عودتها إلى الحياة السياسية مرة أخرى أشبه بالمستحيل.

على اية حالة، فان المواجهة ستظل مفتوحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان.. فالأولى لديها اصرار كبير على تطويق الجماعة وعدم السماح لها بالعودة مرة أخرى إلى الأوضاع التى كانت عليها فى السابق، والثانية ترفض الاعتراف بالتغيرات الواسعة التى حدثت فى البلاد منذ 30 يونيو 2013، وتصر على ان تعود بعقارب الزمن إلى الوراء والعودة إلى المشهد، وفق شروط يعرف الجميع مسبقا انها لن تتحقق أبدا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطويق شامل تطويق شامل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon