توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحمامات العامة.. بين مصر واليابان

  مصر اليوم -

الحمامات العامة بين مصر واليابان

بقلم - عماد الدين حسين

«فى القرن الـ ١٩ زارت بعثة يابانية مصر للاطلاع على تجربتها فى التقدم والحضارة. فى هذه الجولة أبدى اليابانيون إعجابهم بالعديد من مظاهر الرقى والتقدم والتحضر، مثل السكك الحديدية السريعة، والحمامات العامة النظيفة. وهناك صورة شاهدة على ذلك للساموراى اليابانى أمام أبو الهول عام ١٨٦٢».
الفقرة السابقة بأكملها اقتبستها من كلام الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال استقباله قبل أيام للسفير اليابانى الجديد فى القاهرة، ماساكى نوكيه، فى إطار احتفال جامعة القاهرة بمرور ١٥٠ عاما على الإصلاحات والبعثة التى أرسلها الامبراطور اليابانى ميجى.

نسمع ونقرأ كثيرا عن هذه البعثات وانبهار اليابانيين وقتها بالتقدم فى مصر. لكن للموضوعية لم أكن أعرف عن حكاية إعجاب اليابانيين بالحمامات العامة عندنا، حتى قرأتها على لسان الدكتور محمد عثمان الخشت.
وبالتالى فسوف أعتمد على هذا الكلام، مدخلا للحديث عن الحمامات العامة فى مصر هذه الأيام. وهو موضوع يؤرقنى منذ سنوات، ولا أعرف متى سنتخلص من هذا البؤس المتمثل فى الحمامات العامة.

حال معظم هذه الحمامات يدعو إلى الخجل. لا أعرف هل جرب غالبية المسئولين فى مصر، زيارة الحمامات العامة أو دورات المياه الموجودة فى مؤسساتهم؟!.
أتمنى أن يبادر كل رئيس حى أو مدينة أو محافظ بزيارة عابرة للحمامات العامة الموجودة فى المكان الذى يديره، وأتمنى أن يتطور الامر بزيارة أى دورة مياه عامة موجودة فى أى شارع أو ميدان. أراهن أنه سيصاب بغثيان وقد يفقد الوعى، وربما يتطور الامر إلى سكتات قلبية أو دماغية.
الأمر لا يتوقف على القاهرة الكبرى فقط، ولكن منتشر فى غالبية المحافظات، وربما هو أسوأ. فى كل مرة أسافر إلى الصعيد بالسيارة، ويريد أطفالى الصغار دخول أى دورة مياه، يكون الأمر غير محتمل بالمرة، حتى دورات مياه المساجد الصغيرة ينطبق عليها نفس الأمر.

وصلت إلى قناعة نهائية أن مستوى دورة المياه العامة هى مقياس أساسى لدرجة النظافة العامة لأى شعب من الشعوب، دخلت عشرات دورات المياه فى العديد من البلدان من إفريقيا إلى آسيا مرورا بأوروبا وأمريكا. وفى العام قبل الماضى زرت اليابان ورأيت المستوى المتميز لدورات المياه العامة فى أكثر من مدينة ومنها طوكيو وكيوتو وهيروشيما. وأذكر أننى كتبت عنها فى هذا المكان، وأنها تدار بالكمبيوتر، خصوصا فى توزيع المياه الباردة أو الساخنة، ويتم تنظيفها بصورة آلية.
فى غالبية بلدان العالم، حتى ما كنا نعتبره ناميا أو متخلفا، لم أجد مثل ما هو موجود عندنا فى مصر للأسف.
لا أعرف كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من التبلد وغياب الإحساس، وقبول التعايش مع هذه القذارة؟. 
للأسف أيضا فهذه الحالة موجودة عندنا منذ عشرات السنوات. هى ليست وليدة اليوم أو حتى الأمس القريب لكنها ربما بدأت مع انهيار المحليات فى النصف الثانى من السبعينيات، وما تلاها من انتشار فيروس العشوائية القاتل فى كل مكان خصوصا القاهرة الكبرى، هذه العشوائية كانت نتيجة أساسية للفساد العام الذى انتشر وقتها. فعندما يتقاضى رئيس حى ملايين الجنيهات للسماح ببناء عمارة من دون ترخيص، فهو لن يكون حريصا على التأكد من وجود دورة مياه نظيفة، أو حتى جراج حقيقى فى المكان الذى يديره.

انشغلنا كثيرا ببناء المساجد والكنائس العشوائية، ودون ترخيص وأهملنا بناء ونظافة الجراجات والحمامات العامة والمستشفيات النظيفة. فمتى نتعافى من هذا الفيروس اللعين؟!!.
الفيروس الحقيقى ضرب منظومة القيم الأساسية لغالبية المصريين، ومع الفساد وغياب المساءلة والمحاسبة وشيوع ثقافة أهل الثقة على حساب أهل الخبرة، ومع انهيار التعليم كان من الطبيعى أن نصل إلى هذه النتيجة، ونتعايش معها ولا تمثل لمعظمنا أى مشكلة.
أحد مظاهر الفساد التى نراها كل يوم هو الشباب الذى يعمل فى الحمامات العامة، لم تعد وظيفته هى تنظيف الحمام بل حمل المناديل لكى يسلمها للزبون، حتى يحصل على الإكرامية. هذا أمر لا يحدث إلا فى مصر ويستحق تعليقا لاحقا إن شاء الله.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمامات العامة بين مصر واليابان الحمامات العامة بين مصر واليابان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon