توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وإثيوبيا.. تعاون لا يؤدى إلى تنازل

  مصر اليوم -

مصر وإثيوبيا تعاون لا يؤدى إلى تنازل

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك تعارض بين وجود خلافات حادة بين مصر وإثيوبيا، بشأن سد النهضة، وبين أن تستقبل القاهرة رئيس الوزراء الاثيوبى هيلى ماريام ديسالين وترحب به، وتعقد معه لقاءات على مستوى القمة؟!.

الإجابة هى لا بالمطلق، لأن هذا التفكير المريض موجود فقط عند الحالمين والرومانسيين والمراهقين، والذين يتعاملون مع السياسة باعتبارها حربا لا تنتهى، إلا بإبادة أحد الأطراف تماما!!.وهو أمر غير موجود حتى فى المعارك الحديثة، حيث يترك المنتصر بابا للمهزوم ليخرج منه، كى لا يتحول إلى وحش جريح، يتحين الفرصة للانقضاض على خصمه!.

نعم هناك مشاكل حقيقية بيننا وبين إثيوبيا، منذ بدء تحويلها لمياه النيل فى إبريل 2011 لإقامة سد النهضة أو «الألفية»، وزادت المشاكل بعد اكتشافنا أن أديس أبابا تستهلك الوقت لتحول السد إلى أمر واقع، من دون مراعاة القلق المصرى.

قبل ساعات من بدء زيارة ديسالين قابلت دبلوماسيا مصريا مخضرما، وقال لى إن فريق الحالمين فى مصر يتوهم أن الحل الوحيد أن تقوم حكومتنا بغزو إثيوبيا، وتدمير السد، وهكذا تنتهى المشكلة!!. لو أن الأمر بهذه السهولة لكان تم تنفيذه على مدار فترات الخلاف بين البلدين بسبب نفس المشكلة منذ مئات، وربما آلاف السنين.

ويرى الدبلوماسى أن الأمر شديد التعقيد، خصوصا أن إثيوبيا تبنى السد، منذ 2011 حينما امتلكت العديد من عناصر القوة، فى حين أن مصر فقدت العديد من أوراق الضغط المحلية والإقليمية والدولية.

وفى تقديره أيضا فإن الحكومة المصرية حينما استقبلت ديسالين والوفد الكبير المرافق له يومى الأربعاء والخميس الماضيين كانت تنظر للأمر باعتباره فرصة للحديث على أعلى مستوى، وهناك أهمية لسماع ما يقال خلف الأبواب المغلقة، بعيدا عما يقال فى المؤتمرات الصحفية، ويراعى فيه مخاطبة الرأى العام المتحفز فى البلدين.

وهى فرصة أيضا لإعادة المسار الفنى إلى طبيعته. كما أن انعقاد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الوزارى أولا، ثم على المستوى الرئاسى فرصة لبدء التعاون وبناء الثقة فى مجالات أخرى إضافة إلى المياه، حتى تكون هناك أواصر متعددة تربط مصالح وعلاقات البلدين، إضافة إلى المياه.

هذا الدبلوماسى، يعتقد أن الزيارة فرصة لنعرف من ديسالين مباشرة رأيه فى اقتراح إدخال البنك الدولى طرفا فى المفاوضات والمباحثات الفنية.

قلت للدبلوماسى ولكن إثيوبيا تجاوزت خطوطا حمراء كثيرة، وكان ينبغى أن نظهر لها العين الحمراء حتى لا تتمادى أكثر؟!

الرجل قال: أتفهم وجهة نظرك، لكن عليك أن تكون حكيما، وأن تدرك أولا، ما هى أوراق الضغط التى تملكها، ثم إننا أولا وأخيرا محكومون بعلاقات متداخلة مع إثيوبيا منذ انشق نهر النيل وحتى تقوم الساعة، وإذا كنا تفاوضنا مع إسرائيل التى احتلت أرضنا، ولا تزال تحتل القدس ــ أليس من باب أولى أن نفاوض إثيوبيا التى يربطنا بها نهر النيل؟!.

هذا الدبلوماسى كان يتمنى أن يتحدث رئيس الوزراء الاثيوبى فى مجلس النواب المصرى، مثلما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى البرلمان الاثيوبى من قبل.

وجهة نظره أن يكون هناك حديث ودى معه فيما سيقوله، ويا حبذا لو تم التوصل إلى صيغة بناءة تقود إلى انفراجة فى الأزمة.

سألت هذا الرجل: ألم نتسرع فى توقيع الإعلان الثلاثى بالخرطوم عام 2015، ومنحنا إثيوبيا بموجبه اعترافا بالسد من دون أن تمنحنا فى المقابل أى شىء ملموس؟!

الدبلوماسى المصرى، قال إن هذا الإعلان ورقة دبلوماسية مهمة فى يدنا، حيث تعهدت أديس أبابا بموجبه بمراعاة الحقوق المصرية، وحينما تم توقيع الإعلان كان السد حقيقة قائمة، وفى رأيه أن الذين يهاجمون الإعلان عليهم أن يقدموا الروشتة البديلة والقابلة للتنفيذ.

قلت له، ولماذا لا ندمج الخيارين معا، أى تكثيف التعاون مع إثيوبيا وفتح مسارات تعاون مختلفة، وفى الوقت نفسه نرسل لها رسالة واضحة، بأننا لن نقبل أى تفريط فى نقطة مياه واحدة من حقوقنا؟!.

أجاب الرجل: هذا ما نفعله والرئيس السيسى قال ذلك فى أكثر من مناسبة. ولكن الدبلوماسى أضاف أن ملف المياه لن يحل بين يوم وليلة، وهو حصيلة تراكم سنوات طويلة، كما أنه انعكاس للقوة الشاملة لكل بلد وما تملكه من أوراق ضغط متنوعة، وبالتالى علينا أن ندير الأمر باكبر حكمة ممكنة مصحوبة بأن يعرف الإثيوبيون خطوطنا الحمراء، وأن نعظم من أوراق قوتنا.

 

 

 نقلا عن الشروق القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وإثيوبيا تعاون لا يؤدى إلى تنازل مصر وإثيوبيا تعاون لا يؤدى إلى تنازل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon