توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجولة الثانية من مقاطعة قطر

  مصر اليوم -

الجولة الثانية من مقاطعة قطر

بقلم : فهد الدغيثر

 أثناء كتابة هذه المقالة خرجت معلومات مثيرة في «تويتر» تشير إلى توافر الخمور للبيع في السوق الحرة في مطار الملك فهد الدولي بالدمام. تم نفي الخبر الذي كان مدعوماً بصور الشاحنات وهي تفرغ صناديق الخمور وكأنها في مستودع السوق. الصور اتضح أنها التقطت من جمارك جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين عند كشف محاولة تهريبها إلى داخل المملكة العام الماضي.

أي خبر مثير يخرج من المملكة حتى لو كان تافهاً تتلقفه الأسماء المستعارة القطرية وهي بالآلاف في وسائل التواصل الاجتماعي وتعرف بين سكان المنطقة بـ «خلايا عزمي» الإلكترونية إشارة إلى «المفكر» عزمي بشارة الذي يقيم في قطر، لتضيف إليه ما يحلو لها من أكاذيب ثم يتصدر «الترند» السعودي بحيث يخرج مثيراً وصادماً للسعوديين. معرفات وهمية تظهر كأنها سعودية في اختيار الصورة والاسم والخلفية، بل وصل الأمر إلى أن أحد مقدمي برامج قناة «الجزيرة» ينقل خبراً في حسابه عن اصطدام سيارة صغيرة بمبنى مستشفى للحرس الوطني بالرياض فيما يشبه الاحتفالية بالخبر. وقبله بيومين خبر إقامة فيفي عبده لدروس في الرقص الشرقي للرجال والنساء في المملكة، نفتها هي على قناة مصرية.

من الطبيعي مع هذا العمل الدؤوب أن يبادر مواطنو الدول المستهدفة بالرد على هذه الأكاذيب وتفنيدها. غير أن المؤسف ومع تغييب الحقائق، هو دخول هذه «الحوارات» إلى مناطق الوحل ولجوء البعض إلى استخدام الألفاظ النابية في شكل لم يخطر ببالي أن أشاهده على مدى العقود التي عشتها منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي. لا يحتاج المتابع بالطبع أن يكون خبيراً سياسياً أو أستاذاً في أدب الحوار ليتعرف إلى من يقود ذلك ويغذيه.

‏عندما اتخذت الدول الأربعة قرار معاقبة حكومة قطر بسبب استفزازاتها المتكررة لمصر والإمارات والبحرين ودعمها للجهات المتطرفة وعدم امتثالها لما تمت الموافقة عليه في الرياض بعد خروج التسجيلات الشهيرة، لم تجد الدوحة أمام الأدلة الفاضحة سوى «تويتر» وغيره لإشغال الرأي العام في دول المنطقة.

حاولوا تغييب الحقائق بالمزيد من المراوغات حتى على المستويات العليا عندما ظهر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أحد أبطال التسجيلات، في لقاء مع تلفزيون قطر لكن ذلك اللقاء لم ينفع بشيء. بل إن خروج الشيخ كان مدمراً عندما اعترف بحقيقة التسجيلات مع القذافي والتي كان يقال عنها في السابق مفبركة.

الدوحة بلا شك تعيش في صراع كبير بين العناد والمكابرة وبين التواضع والاعتراف بالخطأ. وكلما طال أمد المقاطعة ارتفعت كلفتها الباهظة على فاتورة الحكومة هناك.

من يتابع تصرفات تلك الحكومة لن يصاب بالدهشة عندما يسمع بأن الدوحة حاولت التعرض للطيران المدني الإماراتي في مناطق المسارات الجوية الدولية. صحيح أن قطر حاولت نفي الحادثة لكن أجهزة المراقبة البحرينية وثقته من شاشات الرادار. مثل هذا السلوك لا يحمل إلا تفسيراً واحداً وهو محاولة تدويل الأزمة.

على أن أغرب ما سمعته قبل يومين هو تصريح منسوب لوزير التجارة القطري يفيد بأن الدوحة تجاوزت الأزمة ولم تعد المقاطعة مؤثرة في اقتصاد بلاده على الإطلاق. مثل هذا الحديث لا يمكن أن يوضع في سياق أكاذيب وحوارات «تويتر» وتنتصر له الخلايا إياها، ذلك أنه يخضع للأرقام وللتحليلات العالمية المتصلة بالقروض وبمعايير الائتمان الدولية. لنستعرض بعضاً من ذلك، استثمارات قطر الكبرى في خطوط الطيران ومطار حمد الدولي، والذي يعتبر تحفة معمارية لا مثيل لها في التصميم والخدمات، وكذلك استضافة كأس العالم الطموحة تعني رصد مئات البلايين من الدولارات. بسبب المقاطعة هبطت نسبة إشغال الطائرات ومطار حمد بنسب متفاوتة، لكنها لا تقل عن ٣٥ في المئة، وهذا بحد ذاته يعتبر رقماً كارثياً في هذه الصناعة. كلفة إكمال المنشآت الرياضية الضخمة لكأس العالم وما يدعمها من فنادق ووسائل للنقل تضاعفت عما كان معتمداً لها. الالتزامات الأخرى التي تواجه اقتصاد قطر تتحدث عن دعم مستمر للمنتجات الاستهلاكية الآتية جواً وبحراً بحيث لا يضطر المواطن القطري لملاحظة ارتفاع الأسعار.

أضف إلى ذلك توقف السياح والزائرين من دول المقاطعة وهبوط نسب إشغال الفنادق والمناطق السياحية في شكل ملحوظ. إذاً فحديث وزير التجارة لا قيمة له.

الذي كان يفترض من حكومة قطر ومنذ أن بدأت مشاريعها الكبرى ورصدت وأنفقت عليها البلايين أن تضع الأمن والسلام والعلاقات الوثيقة مع جيرانها والعالم في أعلى أولوياتها كضمان لتحقيق أهداف الدراسات الاقتصادية. هل يعقل أن تؤسس واحدة من أفضل شركات الطيران في العالم أسطولاً وخدمات راقية وفي دولة صغيرة جداً مساحةً وسكاناً ثم تعادي دول الجوار الكبرى التي تتحكم بالأجواء وعدد الركاب؟!

المتابع الفطن بات مدركاً استمرار سلوكيات هذه الحكومة وتعمدها للإثارة ودعم القلاقل في كل مكان على رغم كل العقوبات. من هنا تبرز الفوارق الواضحة بين المراهقة والنضج في السياسة وبين المستثمر العبقري والمستثمر الطائش.

نعود إلى ما بدأنا به الحديث لتأكيد أن المناحرات في «تويتر» لن تقدم ولن تؤخر بل تضر قطر في شكل مدمر. وبسبب الجراح التي قد تتعمق أكثر مما وصلت إليه بين الشعوب، أتمنى من دول المقاطعة تجاهلها وعدم الانزلاق إلى وحولها وبذاءتها. لندرك أنها هي السلاح الوحيد المتاح هناك والتفاعل معها يمنح التنظيم الذي يشعر بالضيق والعزلة متنفسات وهمية للبقاء كونه يُشعر الطرف الأضعف بالانتصار عندما يجرنا إلى مستنقعاته.

طالما أن الحقائق على الأرض ثابتة ومواقف الدول الأربع قوية وصلبة ولن تتغير إلا برضوخ الدوحة للشروط المطلوبة كما صرح بذلك أكثر من مسؤول في الدول الأربع، وطالما أن شعب المملكة تحديداً منهمك في زمن الانتقال إلى بناء دولة الغد بكل ما يحمله ذلك من تفاؤل وتحديات، فلا جدوى للمزيد من الجدل حول موضوع قطر.

في هذا السياق، ومع الحرص على تفنيد الأكاذيب بواسطة المصادر الرسمية، اسمحوا لي، كمواطنين، أن نبادر كشعوب دول المقاطعة من طرف واحد، بإضافة مقاطعة حسابات عزمي بشارة في «تويتر» إلى مقاطعة حكوماتنا لتنظيم الحمدين ونتجاهل ما تتم فبركته من أخبار.

لنبدأ بإلغاء متابعات للأسماء المشبوهة بل وحتى المعروفة ونهمل كل تلك القصص الباهتة. نفعل ذلك ونغلق هذا المصب الذي أصابه العفن. نفعل ذلك لأن لا شيء لدينا نخسره ونُبقي أمام قطر وحكومتها الحقيقة الراسخة على الأرض وهي المقاطعة. لا نواجههم إلا بالسؤال الأهم والمؤرق، هل ستستيقظ قطر وتوقف النزيف المادي والمعنوي الذي يستنزف اقتصادها أم ستدع النزيف مستمراً في هدر أموالهم وأصولهم وإفشال نجاحاتهم السابقة التي أبهرتنا جميعنا؟

في ظل هذه الأجواء غير المسبوقة في تاريخ قطر، ما الذي يتطلعون إلى تحقيقه في مستقبل الأيام؟ هل يستحق دعم الجماعات المتطرفة وإيواء رموزها في الدوحة وشيطنة وسائل إعلامهم كل هذه المشقة والعناء؟

نقلا عن موقع الحياه اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجولة الثانية من مقاطعة قطر الجولة الثانية من مقاطعة قطر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon