بقلم - صلاح منتصر
الله يرحمه الفنان العبقرى متعدد المواهب والملكات صلاح جاهين فقد وضع بصمته على يوم شم النسيم بكلمات صعوبتها فى بساطتها : الدنيا ربيع والجو بديع قفل لى على كل المواضيع . فاليوم عيد الربيع يوم إجازة ورغبة فى الحياة بدون مشكلات أو من الآخر «بدون خوتة دماغ » !
ومع أن عدد المصريين تضاعف مرة واتنتين وأربع مرات خلال الخمسين سنة الأخيرة إلا أن حديقة الحيوانات التى تعتبر متنفسا للمصريين فى أعيادهم مازالت هى نفسها بمساحتها المحدودة التى أصبحت تضيق بمستقبليها مما يجعل عمال الحديقة يحاولون إخفاء الحيوانات حتى لا تنتقل إليهم أمراض الزوار!
ولذلك فقد أصبحت الحاجة ملحة إلى حديقة حيوانات جديدة غير حديقة الجيزة التى أمر الخديو إسماعيل بإنشائها على مساحة 80 فدانا (كانت وقت افتتاحها عام 1891 من 127 سنة مساحة مهولة) وكانت أول حديقة حيوانات فى كل إفريقيا، وقد ظلت ولعدة سنوات غنية بحيواناتها وطيورها النادرة التى انقرض الكثير منها ولم يعد للحديقة مكان يذكر على خريطة حدائق العالم .
وقد فشلت محاولات مسئولى حديقة الحيوانات فى تعقب آلاف زوار الحديقة يوم شم النسيم لمنع الفسيخ معهم لأنهم لا يكتفون بأكله ونشر روائحه فى كل أرجاء المنطقة، لكن بعضهم يصر على ان تشاركهم حيوانات الحديقة فسيخ شم النسيم .
ومنذ سنوات بعيدة ومع اقتراب كل «شم نسيم» تعودت قراءة تحذيرات السادة المسئولين من أضرار الفسيخ، لكن لم يحدث أن تمكنت هذه التحذيرات من القضاء على هذه العادة التى تعود إلى آلاف السنين منذ أيام الفراعنة، عندما كان المصرى القديم يبدأ هذا اليوم بإهداء زوجته زهرة لوتس ثم يخرجان مع الأولاد لاستقبال الشمس عند شروقها، وتمضية طوال اليوم فى الحدائق يفطرون البيض الذى كثيرا ما ينقشون عليه بالألوان أمنياتهم للعام الجديد، ويتغدون الأسماك المملحة «الفسيخ» مع البصل الأخضر، وينهون يومهم بالوقوف أمام الهرم الأكبر يرقبون غروب الشمس ونهاية اليوم، ليشرق يوم جديد عادى نثير فيه كل المواضيع !
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع