توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عملية سيناء الشاملة: رسائل ومسارات متكاملة

  مصر اليوم -

عملية سيناء الشاملة رسائل ومسارات متكاملة

بقلم - د. عبد العليم محمد

 «العملية الشاملة سيناء 2018» التى تنفذها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع أجهزة الشرطة، للقضاء على الإرهاب فى سيناء، يتطابق مسماها مع الواقع، بمعنى أن الشمول الذى توصف به هذه العملية له أكثر من معنى، الأول أنها تنصرف إلى مواجهة شاملة للإرهاب تمتد إلى الوادى والدلتا والظهير الصحراوى الغربى وكافة المحاور الاستراتيجية الحدودية فى الغرب والجنوب والشمال والشرق، برا وبحرا وجوا، أما المعنى الثانى فيشير إلى اشتراك كل أذرع القوات المسلحة فى حصار وتصفية البؤر والمواقع التى تؤوى المجموعات الإرهابية، وفق خطة مدروسة بدقة من واقع المعلومات والخبرات المتراكمة فى مواجهة هذه الجماعات الإرهابية، أما المعنى الثالث - وقد لا يكون الأخير- فيشير إلى أن هذه العملية الشاملة تبعث برسائل مختلفة تتجاوز الجماعات الإرهابية، مضمون هذه الرسائل أن مصر وجيشها قادران على حماية الأمن الوطنى والمصالح الحيوية المصرية فى جميع الاتجاهات، وهى رسالة موجهة للدول الداعمة للإرهاب، والتى توفر الملاذات الآمنة لقادته وتؤمن لهم أبواقا يبثون من خلالها سمومهم.

اختيار توقيت هذه العملية الشاملة ينم عن تقدير استراتيجى شامل للبيئة والمخاطر، التى تواجهها مصر وكيفية التعامل معها، فثمة أولا اكتشاف ثروات الغاز فى أعماق شرق المتوسط والصراع بين لبنان وإسرائيل حول المناطق الاقتصادية اللبنانية ورغبة الأخيرة فى حرمان لبنان من استغلال ثروات المنطقة، ومن ناحية أخرى التصريحات الرسمية التركية بعدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، وهى الاتفاقية التى سمحت لمصر باستغلال الغاز فى حقل «ظهر» وبدء إنتاجه الفعلى، وتحرش تركيا بشركة (إينى) الإيطالية، لدى بدء استكشاف الغاز فى المنطقة القبرصية، على ضوء ذلك فإن العملية الشاملة تستهدف إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر بأن مصر قادرة على الدفاع عن حقوقها ومصالحها البحرية والاقتصادية.

من ناحية ثانية فإن التوقيت الذى تقررت فيه هذه العملية يعقب انهيار معاقل «داعش» فى سوريا والعراق إثر المواجهات العراقية والسورية وغيرها لهذا التنظيم، وبطبيعة الحال فإن انهيار معاقل داعش قد لا يعنى بصورة أوتوماتيكية انتهاء الإرهاب تماما، بل قد يترتب على ذلك بقاء بعض فلول الإرهابيين، والتفكير فى إعادة تمركزها من جديد فى بلدان مختلفة من بينها ليبيا أو مصر «سيناء» تحديدا أو اليمن، ورسالة العملية الشاملة فى هذا السياق تعنى أن مصر لن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين وسيناء تحديدا، ولن يكون فى مقدور فلول الإرهابيين الالتحاق بإرهابيى سيناء.

على صعيد آخر فإن توقيت عملية سيناء الشاملة ارتبط بتوافر الخبرات وتراكم المعلومات ورصد الدروس وتحليلات المواجهات المستمرة للإرهاب ورصد أماكن وجود البؤر الإرهابية فى المثلث المعروف فى سيناء؛ رفح الشيخ زويد وغيرها، وذلك على ضوء العمليات العسكرية والأمنية مثل عملية حق الشهيد 1، 2 وغيرها من العمليات والمواجهات التى سبقتها وهو الأمر الذى أتاح للقوات المسلحة والشرطة وأجهزتها تخطيط وتدبير هذه العملية الشاملة وتنفيذها على مسرح العمليات بطريقة منظمة ودقيقة.

وأخيرا وليس آخرا يلاحظ أن ثمة تلازما بين المسار العسكرى والأمنى للعمليات مع المسار الإنسانى الذى يتعلق بمواطنى وأهالى سيناء حيث قامت القوات المسلحة بتأمين احتياجات المواطنين بالتعاون مع المحليات والأجهزة التنفيذية من السلع والمواد الغذائية والتموينية وإتباع قواعد الانضباط واحترام المواطنين عند تفتيش المنازل لتنفيذ المهام التأمينية وملاحقة الإرهابيين، حيث شهد العديد من المواطنين رجالا وشيوخا وسيدات، برقى نمط المعاملة التى يتلقونها من قبل مسئولى تنفيذ هذه المهام التنفيذ من الضباط والجنود، وتشهد ذلك عملية إنقاذ الطفل الذى تعذر على أهله اللحاق بمستشفى سرطان الأطفال بسبب العمليات، وقيام القوات المسلحة بتأمين رحلة الطفل لتلقى العلاج فى هذا المستشفى.

هذه المسارات متلازمة ومجتمعة تهيئ للقوات المسلحة وأجهزة الشرطة أسس ومرتكزات الانتصار فى المعركة على الإرهاب، وحرمانه من أية بيئة حاضنة داخليا وخارجيا وقطع خطوط إمداده وتمويله ومحاصرته من كل الجوانب وإثبات أن مصر عصية على الإرهاب وأنه لن يستطيع تفكيك بلاد فجر الحضارة إلى ولايات أو إمارات أو خلافات مزعومة، وحرمانه من أى سيطرة فعلية على أى قطعة ولو صغيرة من سيناء للزعم بأنه نجح فى رفع راية الإرهاب «وداعش» حتى ولو بصفة رمزية، إن هذه العملية الشاملة تعتبر أكبر عملية عسكرية بعد حرب أكتوبر وسيكتب النصر بإذن الله لمصر وجيشها وشهداء الوطن والطريق إلى تنمية سيناء سيكون ممهدا.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية سيناء الشاملة رسائل ومسارات متكاملة عملية سيناء الشاملة رسائل ومسارات متكاملة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon