توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموقف الأمريكى من الانتفاضة الإيرانية

  مصر اليوم -

الموقف الأمريكى من الانتفاضة الإيرانية

د. طه عبد العليم

 تتناقض الرؤى فى مصر شأن غيرها فى الموقف من الاحتجاجات المناهضة للحكومة الايرانية. إذ يراهن البعض، على قدرة طهران على استيعاب حراك الشارع المنتفض ضد ارتفاع الأسعار ومزاعم الفساد، آملا فى صمود دولة معادية لأمريكا واسرائيل، أو راجيا صمود نموذج الدولة الدينية. وينبرى البعض الآخر، للدفاع عما يصفونه بثورة الجياع المترتبة على سعى الدولة الايرانية لتوسيع نفوذِها الاقليمى وفكرها المذهبى على حساب التنمية والفقراء، متمنيا سقوط دولة الفقيه الدينية، أو مروجا لفكرة الثورة الاجتماعية.

وتكشف قراءة ما يجرى فى ايران ومتابعة المواقف الدولية والاقليمية مما يجرى حقيقتين لمصر ومحيطها العربى والاقليمى، أولاهما، أنه لا يمكن تجاهل ما يجرى فى ايران بثقلها الاقليمى بل والعالمى، وثانيتهما، أن المستقبل المنظور يؤكد أن ايران إما تستمر نموذجا لدولة الفقيه الدينية التى تتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية لتوسيع نفوذها المذهبى والسياسى فى مناطق الوجود المهمة للشيعة فى المشرق العربى ومنطقة الخليج، أو تعود أدراجها الى دولة القومية الفارسية التى تسعى للهيمنة فى دول جوارها العربية بالتحالف مع أمريكا واسرائيل ضد المصالح العربية.

ومكتفيا هنا بقراءة الموقف الأمريكى الاسرائيلى مما يجرى فى ايران، أزعم أن أمريكا تراهن على اسقاط النظام الايرانى؛ تجنبا لمخاطر شن حرب عليها بقيام نظام بديل موال لها وحليف لإسرائيل، أو أملا فى امتداد الفوضى الخلاقة/ الهدامة اليها بغية تفكيكها وتركيعها. وفى هذا السياق أفهم ترحيب السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، نيكي هايلى، بـشجاعة الشعب الإيرانى فى الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 28 ديسمبر، وهى التى توعدت بالأمس القريب دول العالم إن رفضت قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس على حساب الشعب الفلسطينى وحقوقه الانسانية والمشروعة. بل وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تبحث الدعوة الى اجتماعٍ طارئ لمجلس الأمن، ومخاطبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف لاتخاذ موقف ضد إيران. وأضافت، وهى التى عميت عن اضطهاد الشعب الفلسطينى واغتصاب حقوقه وتجاهلت قرارات الأمم المتحدة، أنه فى ايران تتجسد صورة واضحة لشعب طالما تعرّض للاضطهاد من قبل الأنظمة الديكتاتورية!, وأن الحريات التى تتضمنها مواثيق الأمم المتحدة تتعرض للانتهاك في إيران! وعلى الأمم المتحدة أن تتحدّث، ويجب ألا نلتزم الصمت إزاء الناس يصرخون طلباً للحرية، وأن كل محبي الحرية يجب أن يقفوا إلى جانب قضيتهم، وان المجتمع الدولي ارتكب غلطة بالتخاذل بفعل ذلك عام 2009، ويجب علينا ألا نرتكب تلك الغلطة مجدداً! وقال دينيس روس، مساعد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، إن ما تريد أمريكا رؤيته في إيران هو تغيير في سلوك النظام في الخارج ووقف دعمه لدول وحركات بمبالغ مالية طائلة تؤدي إلى التسبب بالمشاكل الاقتصادية في الداخل، كما أقر بأن موقف الإدارة الأمريكية السابقة حيال تحركات عام 2009 في إيران كان يمكن أن يكون أفضل. وأضاف أن هناك إحساسا واضحا بوجود مشاكل وأزمات اقتصادية في إيران وهناك شعور عام بأن مغامرات إيران في الخارج مكلفة جدا بالنسبة للإيرانيين في الداخل، وأن هذه المظاهرات تذكّر النظام الايرانى بالتحركات التي أدت إلى إسقاط الشاه. وقال إن الخيار الأسوأ بالنسبة لأمريكا هو نفسه الخيار الأسوأ بالنسبة للشعب الإيرانى وهو أن يتمكن النظام مجددا من القضاء المبرم على التحركات عوض أن يعدّل من سلوكه في الخارج. مضيفا أن ما لا نريده هو ظهور مشاكل داخلية في إيران تدفع النظام إلى البحث عن نوع من المواجهة الخارجية من أجل صرف الانتباه عن الداخل. ودعا إلى كشف ما تنفقه إيران في الخارج، معتبرا أن هذا سيكشف كيف أن تصرفات النظام الإيرانى في الخارج تؤدى إلى زيادة المشاكل في الداخل. وختم بأنه من المهم لإدارة ترامب ألا تظهر على أنها تحاول زيادة المشاكل في إيران لأن ذلك لن تكون له مصداقية. وهو فى هذا يتفق مع تحذيرات محللين وباحثين سياسيين أمريكيين من أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاحتجاجات في إيران، لا تساعد المتظاهرين الإيرانيين بل تضرهم، لأن النظام الإيراني يستخدمها لتشويه صورة المتظاهرين وكذريعة للقمع. وأكدت المحللة الإيرانية الأمريكية هولي داغرس أن تصريحات مماثلة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وقت احتجاجات إيران عام 2009 لأنهم كانوا يعلمون أن ذلك سيزعزع الثقة في المتظاهرين وسيمنح النظام الإيراني فرصة ليصف المتظاهرين بأنهم عملاء للخارج. وكان ترامب قد أعاد مساء السبت الماضى نشر مقتطفات من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضى، الذي هاجم فيه النظام الإيراني، قائلا: إن الأنظمة القمعية لا يمكنها أن تستمر إلى الأبد، وسيأتي اليوم الذي سيتخذ فيه الشعب الإيراني خياره. وأضاف ترامب في تغريدة له: «على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك حق التعبير.. العالم يراقب».

وعلى خطى الموقف الأمريكى جاء الموقف الاسرائيلى من الانتفاضة الايرانية. وهكذا، فقد أعلن وزير المخابرات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس فى اجتماع للجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست، بأن اسرائيل تود أن ترى إزالة النظام المضطهد واستبداله بالديمقراطية!! وأن نجاح المظاهرات بتغيير النظام سيزيل التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل. وانتقد دعم ايران للإرهاب والعنف فى سوريا ولبنان وغزة، مشيرا إلى أن إيران زادت من دعمها منذ ترك حماس لقطر. وعدّد كاتس الطرق التي تفرض فيها إيران قوتها بالمنطقة قائلاً: إنه من المذهل الطريقة التي ترتبط بها إيران بكل الأمور، سواء كان ذلك بطموحاتهم النووية العسكرية أو محاولاتهم لتعزيز قوتهم العسكرية في سوريا، أو تدريب الميليشيات الشيعية وتطوير صواريخ حزب الله.

وبسبب ما يمكن أن يتسع له مقال، آمل أن أعود مجددا- إن كان فى العمر بقية- الى تناول المواقف الدولية والاقليمية والعربية من إيران وانتفاضتها، وقراءة وقائع ودروس الانتفاضة الايرانية، وتاريخ ومستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، ثم للتعريف بايران التى لا ينبغى لمصر- أو غيرها- تجاهلها.

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموقف الأمريكى من الانتفاضة الإيرانية الموقف الأمريكى من الانتفاضة الإيرانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon