توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحدى تصنيع مصر بعد انقاذ الدولة

  مصر اليوم -

تحدى تصنيع مصر بعد انقاذ الدولة

بقلم - طه عبد العليم

 كان تحدى انقاذ الدولة- بل والوطن والأمة والهوية- مهمة مصر تحت قيادة السيسى فى فترة رئاسته الأولى، وقد تمكنت الأمة المصرية- شعبا وجيشا- من تحقيق هذه المهمة منذ ثورة 30 يونيو وبانتصاراتها بقيادته فى حربها المريرة والممتدة ضد الإرهاب وآخر معاركها المجيدة عملية سيناء العسكرية الشاملة 2018. ويبقى تحدى تصنيع مصر مهمة الأمة المصرية فى فترة الرئاسة الثانية للسيسى، لأن التصنيع- أى اللحاق بنادى الدول الصناعية- يمثل جوهر ورافعة التنمية الاقتصادية والتقدم الشامل. وقد كتبت وأكرر أن تسريع تصنيع مصر وتقدمها التكنولوجى ركيزة الأمن الاقتصادى، القومى والإنسانى؛ لأن كرامة المصريين لن تصان ولن تتحسن نوعية حياتهم، ولأن مصر لن تَسترد مكانتها الرائدة وتُحتَرم إرادتها الحرة بغير تعظيم قوتها الإنتاجية ومن ثم الشاملة.

وأسجل، أولا، أن تحدى تصنيع مصر فى بداية الفترة الأولى لرئاسة السيسى يظهر بقراءة تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) صادر فى عام 2016، وهو تقرير أداء التنافسية الصناعية فى عام 2014، الذى يتضمن أهم مؤشرات التصنيع فى 144 دولة بينها مصر. ونقرأ من التقرير أن مؤشرات الصناعة التحويلية فى مصر عام 2014 تبين أن القيمة المضافة للصناعة التحويلية لم تتعد 37.9 مليار دولار، ولم تتجاوز مساهمتها نحو 16.3 % من الناتج المحلى الإجمالى، ولم يتعد متوسط نصيب الفرد من القيمة المضافة للصناعة التحويلية 454 دولارا. ولم تزد صادرات الصناعة التحويلية على 18.4 مليار دولار ولم يتعد متوسط نصيب الفرد من هذه الصادرات 221 دولارا. ومن حيث مساهمة فروع الصناعة التحويلية فى اجمالى القيمة المضافة للصناعة التحويلية بلغت مساهمة الصناعات المرتكزة الى تجهيز وتحويل الموارد الطبيعية 36.8%، والصناعات منخفضة التكنولوجيا 28.8 %، والصناعات متوسطة التكنولوجيا 32.2 %، ولم يتجاوز نصيب الصناعات راقية التكنولوجيا 2.2 %. وعند هذا المستوى من التصنيع لم يتعد الناتج المحلى الاجمالى 232.9 مليار دولار، ولم يزد متوسط نصيب الفرد منه 2793 دولارا فى عام 2014.

وثانيا، من حيث مؤشرات تنافسية الصناعة التحويلية، وبالمقارنة مع 144 دولة وعام 2013، فان مصر قد شغلت المرتبة 70 وتقدمت مركزا واحدا وفق المؤشر المركب للتنافسية الصناعية، والمرتبة 90 وتراجعت 7 مراكز، وفق مؤشر نصيب الفرد من القيمة المضافة للصناعة التحويلية، والمرتبة 76 وتراجعت مركزين، وفق مؤشر نصيب الصناعات متوسطة وراقية التكنولوجية من إجمالى القيمة المضافة للصناعة التحويلية، والمرتبة 57 وتراجعت مركزا واحدا، وفق مؤشر كثافة التصنيع، والمرتبة 39 وتراجعت مركزين، وفق مؤشر نصيبها فى إجمالى القيمة المضافة للصناعة التحويلية فى العالم، والمرتبة 110 متقدمة مركزا واحدا، وفق مؤشر نصيب الفرد من صادرات الصناعة التحويلية، والمرتبة 79 متقدمة مركزا واحدا، وفق مؤشر مساهمة صادرات الصناعة التحويلية فى اجمالى الصادرات ، والمرتبة 72 متراجعة ثلاثة مراكز، وفق مؤشر نصيب الصناعات متوسطة وراقية التكنولوجية من إجمالى صادرات الصناعة التحويلية، والمرتبة 65 متقدمة مركزا واحدا وفق مؤشر نوعية الصادرات الصناعية، والمرتبة 58 متراجعة مركزين وفق مؤشر المساهمة فى اجمالى الصادرات العالمية من منتجات الصناعة التحويلية.

وثالثا، أن حجم تحدى تصنيع مصر يتأكد بقراءة المؤشرات المقارنة الواردة فى التقرير المذكور أعلاه. وقد اخترت للمقارنة دولا اختار معظمها تقريرا صدر عن وزارة التجارة والصناعة فى عام 2004، على أساس أنها فى السنوات الأربع المنتهية عام 2002، كانت ذات مستوى دخل متوسط مقارب لمصر، أو مثلت منافسا إقليميا أو عالميا للاقتصاد المصرى. وقد اخترت للمقارنة 13 دولة وهى: البرازيل والمكسيك والأرجنتين من أمريكا اللاتينية، وأندونيسيا وماليزيا من آسيا، ومن دول الجوار الاقليمى اسرائيل وتركيا وأضفت ايران، ومن الدول العربية المغرب والأردن وأضفت السعودية، وقد شمل تقرير وزارة الصناعة المذكور ست دول منها. كما أضفت من افريقيا دولة جنوب افريقيا، وأضفت من آسيا كوريا الجنوبية التى تحولت الى دولة صناعية متقدمة بعد أن تخطت مصر التى كانت متقدمة عليها ثم مقاربة لها حتى وأد تصنيع مصر مع تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى.

ورابعا، أنه وفق مؤشر حجم القيمة المضافة للصناعة التحويلية ومقارنة بالدول المذكورة جاءت مصر فى المرتبة الأخيرة، ولم تتأخر عنها سوى الأردن، بينما جاءت كوريا فى المركز الرابع عالميا. ووفق مؤشر نصيب الفرد من القيمة المضافة للصناعة التحويلية جاءت مصر فى المركز 12، ولم تتأخر عنها وإن قليلا سوى المغرب، وزاد هذا المؤشر بنحو 16 مرة فى كوريا الجنوبية مقارنة بمصر. ووفق مؤشر مساهمة الصناعات راقية التكنولوجيا فى القيمة المضافة للصناعة التحويلية جاءت مصر فى المركز 11 ولم تتأخر عنها سوى ايران والسعودية، وزاد فى كوريا الجنوبية بنحو 12 مثل نظيره فى مصر. ووفق مؤشر نصيب الفرد من صادرات الصناعة التحويلية جاءت مصر فى المرتبة الأخيرة، وزاد هذا المؤشر بنحو 51 مرة فى كوريا الجنوبية مقارنة بمصر. ووفق مؤشر حجم الناتج المحلى الاجمالى شغلت مصر المرتبة العاشرة سابقة المغرب والأردن فقط، وزاد هذا المؤشر بأكثر من 5 مرات فى كوريا الجنوبية مقارنة بمصر. ووفق مؤشر متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الاجمالى جاءت مصر فى المرتبة الأخيرة!!

وأخيرا، فان ثقتى فى قدرة مصر على الارتقاء بتصنيع مصر، أو بالدقة إعادة تصنيعها، أستمدها من إنجازات تصنيعها المرموقة بقيادة محمد على وطلعت حرب وعبد الناصر، رغم الانكسارات. وبقدرات الأمة المصرية تمكنت تحت قيادة السيسى، وبيد تحارب الإرهاب ويد تبنى المستقبل، من تنفيذ مشروعات غير مسبوقة فى حجمها وتكلفتها فى البنية الأساسية اللازمة للتصنيع. ولنراجع مؤشرات الإنجاز فى انتاج الطاقة الكهربائية، وكشوف الغاز الطبيعى، والشروع فى بناء محطة الضبعة النووية، وتنفيذ مشروعات قناة السويس والتوسع العمرانى بالاستثمار الهائل فى الطرق والكبارى والأنفاق والإسكان وربط سيناء بالوادى، بجانب قدرة مصر على مضاعفة الاستثمار فى الصناعة والتعليم والبحث العلمى.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحدى تصنيع مصر بعد انقاذ الدولة تحدى تصنيع مصر بعد انقاذ الدولة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon