بقلم - جلال عارف
جيد أن يترك محافظ الاسكندرية للتعامل مع الاوضاع التي أبكت حين رأي الاحوال في بعض مدارس الفقراء وكيف يتكدسون في فصول لا يجدون بها مقعدا. لكن الرجل بالطبع سيتحرك في حدود الامكانيات المتاحة. ويضيف فصلا في المدرسة التي زارها وأبكته أحوالها.
عمل لافتتاح مدرستين مع منتصف العام في الحي الشعبي. يقوم بتجهيز مئات من المقاعد الدراسية لمواجهة التكدس في الفصول .
ويبقي السؤال هو: لماذا لم يتأثر آخرون، ولم يبادروا للمساهمة الفعالة في حل المشكلة ؟
المحافظة - مثل غيرها من المحافظات وأكثر - بها العديد ممن كدسوا الملايين والمليارات »بالحق.. أو بالباطل».. فأين اسهامات هؤلاء ؟!
المحافظة بها - واللهم لا حسد ممن ساعدتهم الدولة في مراكمة ثرواتهم وفيها من سامحتهم الدولة علي تجاوزاتهم، ومن تصالحت الدولة معهم علي مخالفاتهم للقانون.. املا في رد الجميل ومضاعفة العطاء لبلد يحتاج لجهد كل ابنائه، ولتكافل الجميع لعبور الاوقات الصعبة .
كنت أتصور ان من أنفق ملايين الجنيهات في فرح اسطوري لابنه سوف يدفع أضعاف ذلك لكي ينهي معاناة اطفال مدينته الذين يتلقون العلم وهم لا يجدون مقعدا يجلسون عليه !!
وكنت اتصور ان من كونوا ثرواتهم بالحلال سيشكرون الله بالاسهام الجاد في مواجهة المشكلة، وبناء المدارس وتجهيزها.
وكنت اتصور ان من افلتوا بثرواتهم الطائلة وبجرائم تبدأ من إستيراد أغذية غير سليمة الي بناء ابراج مخالفة.. سيكفرون عن بعض ما ارتكبوه بتخصيص اجزاء من ثرواتهم لانهاء معاناة اطفالنا في البحث عن مقعد في مدرسة لا تتاجر بالعلم !!
لكن شيئا من ذلك لم يحدث ولا اظن انه سيحدث الا بقانون يفرض العدالة ويعيد توزيع المكاسب والاعباء علي الجميع. اعرف ان هناك قلة من الاثرياء تقوم ببعض واجباتها نحو المجتمع.. لكنهم الاستثناء الذي لا يلغي القاعدة التي لا تهتم بشيء ما دامت قادرة علي ان توفر لنفسها ولابنائها كل شئ .
ورحم الله اياما كان التعليم فيها موحدا وكان ابناء الاكابر يجلسون مع ابناء الفقراء علي تختة واحدة. حين يحدث ذلك لا تجد اطفالا يجلسون لتلقي دروسهم علي الارض !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع