بقلم - جلال عارف
المشهد الفلسطيني يزداد قتامة. كل التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية لم تدفع الفرقاء لتحقيق المصالحة الوطنية من أجل الانقاذ. الرئيس أبو مازن في طريقه لتشكيل حكومة جديدة بدون »حماس» بعد تحميلها المسئولية عن استمرار الصراع الداخلي والسعي لانفصال غزة عن الضفة الغربية. و»حماس» من جانبها تكيل الاتهامات للرئيس الفلسطيني و »فتح»، وتمضي في نفس الوقت ـ في تشديد قبضتها علي غزة، وفي تنفيذ كل ما يجعل فصل غزة عن الضفة أمرا واقعا مستعينة بالتفاهمات بين حكام قطر وإسرائيل، وبالدعم الأمريكي لكل ما يشدد من قبضة اسرائيل علي القدس والضفة، وما يجعل من غزة هي البديل المطروح عن الدولة الفلسطينية.
علي الجانب الآخر يمضي نتنياهو في تنفيذ مخططاته. لا ينتظر ما يجري الترويج له بوصفه »صفقة القرن» بل يفرض الحقائق علي الأرض، يزرع المستوطنات ويحاصر الأقصي ويواصل سياسة التهويد. قبل أيام قرار إنهاء عمل مدارس »الاونروا» في القدس العربية، مواصلا الحملة التي يشاركه فيها ترامب وإدارته ضد المنظمة التي ترعي اللاجئين الفلسطينيين، وساعيا مع ترامب لشطب »حق العودة» من أي تفاوض ممكن، ومفكرا لحقوق أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.
وبالأمس قرر نتنياهو إنهاء مهمة المراقبين الدوليين في مدينة »الخليل» ليفتح الباب أمام المزيد من الاستيلاء علي الاراضي الفلسطينية ولتتم استباحة أكبر مدن الضفة بكل قيمتها التاريخية والدينية من جانب قطعان المستوطنين الذين يحميهم آلاف الجنود الاسرائيليين.
ولا شك أن المزيد من هذه الاجراءات قادم. في ظل أوضاع المنطقة المضطربة وحالة الضعف التي يعيشها العالم العربي، ومع دعم أمريكي غير مسبوق. والأسوأ من كل ذلك حالة انقسام فلسطيني تقود إلي الكارثة وتهدد تضحيات شعب فلسطين من أجل أهداف صغيرة وبائسة!!
بالأمس كانت الاطراف الفلسطينية تتبادل الاتهامات بينما كان عشرات المستوطنين يتبادلون التهاني بعد اقتحام المسجد الأقصي للاحتفال بزفاف عضو في البرلمان الاسرائيلي من غلاة المستوطنين. وبينما كانت السلطات الصهيونية تستعد لترحيل ٢٦ ألف فلسطيني من قراهم، ولبناء عدة آلاف من المساكن الجديدة في المستوطنات هل يمكن أن يكون الانقسام الفلسطيني إلا فعل خيانة؟
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع