توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تيلرسون وترويكا النأي بالنفس

  مصر اليوم -

تيلرسون وترويكا النأي بالنفس

بقلم - وليد شقير

لا سبيل أمام لبنان سوى ممارسة سياسة كسب الوقت وتمريره كي تمر العواصف المتوالدة في محيطه، والتي تلامس حدوده في كل مرة وتكاد تجره إلى عين العاصفة نتيجة الصراع الإقليمي الدولي على النفوذ في المنطقة. فالبلد الذي أضعفته مصادرة قراره منذ سنوات في شأن السياسة الخارجية وأخضعت المعادلات الداخلية فيه لقرارات خارجية، كان من الطبيعي أن تتعمق هشاشة أوضاعه في شكل يزيد من المخاوف على استقراره في كل مرة تفيض الأزمات الإقليمية، لا سيما في سورية، عن حدودها فيستحيل هذا الاستقرار وهماً.

واحد من وسائل كسب الوقت هو ما تقوم به التركيبة السياسية الحاكمة، والتي تبدو هجينة في معظم الأحيان، نظراً إلى جمعها بين متناقضات لا تحصى مقابل تواضع التوافقات بين فرقائها. ولعل هذا جوهر ما يقوم به رئيس الحكومة سعد الحريري في التسويات التي تمكن من صوغها على الصعيدين المحلي والخارجي إلى الآن، تحت عنوان: «لن أسلِّمَ بخروج لبنان عن محيطه العربي، ولا بدخول لبنان في محرقة الحروب العربية»، كما أعلن أول من أمس في الذكرى الـ13 لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري. فالحريري يقاوم ولو بأدوات محلية ضعيفة نجاح إيران في استتباع لبنان إلى أجندتها في سورية والمنطقة من طريق «حزب الله» الذي وصفه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بـ «الشريك في العملية السياسية». وفي الوقت نفسه يسعى إلى تجنب انتقال المواجهات القائمة على امتداد ميادين عربية عدة مع الحزب، إلى الميدان اللبناني. وهي مهمة صعبة تتطلب الكثير من الابتكار والحنكة والصبر كي تصمد. واللعب على عامل الوقت قد يساعد في التخفيف من أضرار الجمع بين نقيضين.

فلبنان تحول أداة ضغط متبادلة بين المحاور المتصارعة إلى درجة الفوضى في انفلات الأعمال العسكرية في سورية البلد الأقرب الذي أخذ يختزل الصراعات الخارجية فبات الحلفاء خصوماً، كما في حالة الولايات المتحدة وتركيا، والخصوم حلفاء كما في حالة إيران وتركيا. وبات المختلفون في الأهداف الاستراتيجية مثل روسيا وإيران، حلفاء لأن المشترك بينهما هو العداء لفرقاء آخرين. وهي الحالة نفسها التي تجمع روسيا وإسرائيل أيضاً.

في هذه الفوضى تستخدم طهران لبنان وسيلة لتهديد أمن إسرائيل في حال اندفعت مع الإدارة الأميركية نحو تنفيذ سياسة الأخيرة إخراج إيران من سورية، كما حصل نهاية الأسبوع الماضي حين أسقطت الدفاعات السورية بتشجيع إيراني، طائرة «أف 16» إسرائيلية الأمر الذي اعتبر «حزب الله» أنه «يعني في شكل قاطع سقوط المعادلات القديمة». وأتبع الحرس الثوري ذلك بتنظيم زيارة الأمين العام لـ «حركة النجباء» العراقية والمقاتلة في سورية إلى بيروت ليعلن وقوفه إلى جانب الحزب في المواجهة مع إسرائيل، بعد أن كان قيس الخزعلي قائد «عصائب أهل الحق» العراقية أيضاً زار الجنوب قبل شهر. وتارة أخرى تستخدم إسرائيل لبنان وسيلة ضغط على النفوذ الإيراني في سورية، عبر إعلانها أن الجبهة الشمالية في الحرب المقبلة لن تقتصر على سورية بل تشمل جنوب لبنان وتهدد بتدمير قواعد الصواريخ المتطورة التي حصل عليها الحزب من طريق سورية، وتفتعل الخلاف على الحدود البحرية والمربعات التي تحتوي غازاً ونفطاً. وهي تبغي بذلك استدراج الموقف الدولي إلى مشاركتها الضغط لتحقيق انكفاء إيران عن حدودها في سورية ولبنان، وإلى تغطية حربها المحتملة في هذا السياق. وسط هذه التعقيدات لا يملك لبنان الكثير من الوسائل سوى كسب الوقت بتأخير أي مواجهة لعل المعادلات الإقليمية تغنيه عن تداعيات توحيد جبهته مع الجبهة السورية. فعلى هذه النقطة تتقاطع مصالح إسرائيل وإيران.

قد يكون الجديد في مسعى الحريري للنأي بالنفس وكسب الوقت، أن «الترويكا» اللبنانية التي تضمه مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري الإثنين الماضي، لم تستنكر القصف الإسرائيلي لسورية (كذلك كل من عون وبري الحليفين لـ «حزب الله»)، ولم تعلن تضامنها معها في إسقاط الطائرة الإسرائيلية، كما فعل عدد محدود من قوى «محور المقاومة». فالرؤساء الثلاثة اكتفوا بإعلان وحدة الموقف إزاء أي تعديات إسرائيلية على لبنان، ونأوا بأنفسهم عن حرب إيرانية- إسرائيلية ولو كانت بأدوات سورية. و «حزب الله» كان منخرطاً في سورية بحجة مواجهة «داعش» لكنها باتت مواجهة بين إيران وإسرائيل، خارج لبنان.

قد يرمز موقفا عون وبري إلى رسالة لتيلرسون باستعداد «الترويكا» لاستعادة قرار الحرب والسلم، فهل يساعدان على إنجاح سياسة الحريري كسب الوقت والنأي بالنفس بالفعل؟

نقلا عن الحياة اللندنية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيلرسون وترويكا النأي بالنفس تيلرسون وترويكا النأي بالنفس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon