بقلم : عايدة رزق
إنها أصعب وظيفة على الاطلاق.. بلا مواعيد عمل.. بلا إجازات .. لا تملك رفاهية أن تنام ساعات الليل بهدوء .. قد تأتيك مكالمة تحمل كارثة .. عليك أن تكون طوال الوقت يقظا ومنتبها.. تعقد جلسات واجتماعات .. تتابع أعمالا وملفات.. تتخذ قرارات.. تفتتح مشروعات وطرقا ومدنا.. تبحث فى التفاصيل الصغيرة والكبيرة .. وفى وسط كل هذا تستقبل ضيوفك وتودعهم.. وتسافر لحضور مؤتمرات وعقد صفقات .. تتحمل أكاذيب معارضيك وتهكماتهم .. . إنها وظيفة رئيس الدولة.. فما بالك إذا كانت الدولة هى مصر التى يعيش فوق أرضها 104 ملايين مواطن.. لدى كل واحد منهم مشكلة ومطالب.. السكر ياريس .. الزيت ياريس.. الكهرباء ياريس.. البنزين ياريس.. الأسعار ياريس .. البطالة ياريس.. الفساد ياريس.. العشوائيات ياريس .. التعليم ياريس.. الأدوية ياريس... المواصلات ياريس.. القمامة ياريس.. الصناعة ياريس.. المرتبات ياريس... المعاشات ياريس .. إلى جانب كل هذه المطالب المشروعة.. هناك جماعة ارهابية تتربص بك ودول كبرى تحيك لك المؤامرات .. ودول صغرى تبث لك السموم.. وحولك دول سقطت وتحولت إلى أطلال.. وشعوب باتت تنام فى مخيمات.. وارهاب يطل عليك من الحدود.. وأجواء عالمية تعيد ذكرى عصور همجية.. من نسى كيف كان حال مصر قبل أربع سنوات .. كانت أيام سوداء.. انتابنى فيها شعور بالهزيمة والانكسار.. لا أستطيع أن أنسى اللحظة التى تركت فيها مكانى من أمام التليفزيون لأفتح النافذة عندما سمعت من يقول : «لم يجد هذا الشعب من يحنو عليه».. تسمرت فى مكانى مذهولة .. رجعت بسرعة أنظر إلى التليفزيون لأرى صاحب هذا الصوت المملوء بالشجن والحب.. والمشحون بالوطنية والثقة.. عرفت بعد أن انتهى من بيانه أنه الفريق عبد الفتاح السيسي.. شعرت بأننى أعيش لحظة ظهور البطل كما وصفها المؤرخون والتى تحدث فى أعقاب هزيمة مريرة ووسط أجواء عاصفة .. انتابنى احساس بأن هذا الرجل هو منقذنا الذى سيطيح بكارثة حكم الاخوان.. وهو ما حدث.. وأصبح رئيسا للجمهورية.. تلك الوظيفة الصعبة والمهمة الشاقة.. أعانك الله عليها وحفظك ونصرك .
نقلا عن الاهرام القاهريه