بقلم : عايدة رزق
مايحدث فى عيد الأم لايحدث فى أى عيد آخر.. فهناك بيوت تشع بالبهجة وضحكات الأبناء القادمين مع نوادرهم وهداياهم لست الحبايب.. وبيوت يخيم عليها أجواء حزينة وتنساب فيها دموع أمهات يعرفن أن عيونهن لن تتمتع برؤية أبنائهن فلن يأتون فى هذا اليوم ولا فى أى يوم آخر.. فقد رحلوا عن الحياة تاركين ذكريات تفطر قلوبهن.. وبيوت تتردد فى أرجائها دعوات أمهات أن يشفى الله فلذات أكبادهن وأن يحفظ أولادهن الأبرار.. وبيوت تشكو فيها أمهات من عقوق الأبناء وقسوتهم.. وبيوت فيها قلوب تتلهف لرؤية طفل لم يولد بعد.. وبيوت بها قلوب تشتاق لابن مسافر فى بلاد بعيدة.. وبيوت بها نساء يحلمن بسماع كلمة ماما.. ويبحثن عن علاج للانجاب عند أطباء ودجالين.. وبيوت بها صغار يتحركون بعيون حزينة.. فقد ذهبت أمهاتهم إلى السماء كما قالت لهم الجدات..ولم تع عقولهم لماذا بقيت أمهات أصدقائهم على الأرض. تلك هى المشاهد التى تحدث داخل أغلب البيوت المصرية فى ذلك اليوم المشحون بالتناقضات.. بالبهجة والحزن.. بالحنان والقسوة.. بالحب والمرارة.. والسؤال الآن.. لماذا لانجعل عيد الأم عيدا للأسرة يجتمع فيه كل أفراد العائلة؟ فتأتى العمات والخالات والأعمام والجدود فتستعيد الأسرة الكبيرة مكانتها ووظيفتها التى فقدتها فى العقود الأخيرة..
فقد أصبح هناك أبناء لايرون أعمامهم أو خالاتهم.. ولا يجتمعون مع أبناء عماتهم إلا فى الأفراح والمآتم فقط.. ولا أعتقد أن هناك أما ستعارض إلغاء هذا العيد.. فكل يوم ترى فيه الأم أبناءها وهم سعداء هو عيد لها.. وكل نجاح للأبناء هو الهدية التى تتمناها وتنتظرها.. وكل الأمهات يعرفن أنه مع نهاية هذا اليوم وإسدال الستار.. تغلق أبواب بعض البيوت على صدى ضحكات وعطر حنان.. وتغلق أبواب أخرى على أحزان نبيلة ومرارات عميقة.. وتبقى تلك الكلمات التى لا أتذكر أين قرأتها.. وهي: «أعرف يا أمى أننى مدين لك بديون كثيرة جدا.. ولكننى أعرف أنك تلغين كل هذه الديون وتكتبى على كل الايصالات سددت بالكامل مقابل قبلة واحدة منى وكلمتين هما «أحبك يا أمي».
.نقلا عن الاهرام القاهريه