بقلم - عايدة رزق
سأقول لك الآن سبب عجيب للطلاق.. فهل خطر على بالك أن هناك علاقة بين اكتشاف البنسلين وبين انتشار الطلاق؟.. أنه السبب الذى قاله رجل مطلق للمستشارة الأمريكية لشئون الأسرة «ايدى لوشان» خلال دراسة كانت تجريها عن الطلاق.. شارحا لها أنه أدرك بعد أن زار بعض المقابر القديمة أن العديد من الأزواج والزوجات كانوا يموتون فى سن صغيرة قبل اكتشاف البنسلين.. وبالتالى لم تكن الخلافات تتفاقم لقصر مدة الزواج.. أما الآن وبعد التقدم المذهل فى عالم الطب والذى أسهم فى بقاء البشر حتى سن الثمانين والتسعين فلم تعد هناك وسيلة أمام المتزوجين الكارهين لحياتهم الزوجية سوى الطلاق. تذكرت هذا السبب العجيب وأنا أقرأ الخبر الذى نشرته الصحف عن تصدر مصر قائمة أعلى نسبة طلاق فى العالم.. والذى جاء فيه أن حالات الطلاق التى تقع فى السنوات الأولى من الزواج قد زادت فى الأعوام الماضية مما يعنى أن هناك أطفالا كثيرين يعيشون طفولة ممزقة بين بيت الأب وبيت الأم وأحيانا بيت الجدة.. ويعنى أيضا ضرورة إجراء دراسات لبحث هذه الظاهرة الخطيرة.. وضرورة ألحاق المقدمين على الزواج بدورات توعية لتنبيههم إلى أن العشاء على ضوء الشموع والمشاهد الشاعرية التى يرونها فى الأفلام الرومانسية لن يجدوها على أرض الواقع.. كما أن عبارات الحب والغرام والحوارات الرومانسية الطويلة لن تستمر مع المشاكل اليومية والمسئوليات الجديدة.. والمحنة التى تعانى منها حاليا مؤسسة الزواج تطرح عدية أسئلة.. هل كان الجيل القديم أكثر تحملا وأحساسا بالمسئولية من الجيل الحالى؟.. وهل قدرة أجدادنا على التضحية كانت السبب فى ندرة حالات الطلاق فى زمانهم؟.. وهل تأخر سن الزواج لعب دور فى عدم القدرة على التأقلم والأندماج مع الآخر؟.. وهل عمل المرأة واستقلالها المادى ساعد فى سرعة الطلاق؟.. أما إذا حاولت أن تعرف أسباب الطلاق فستسمع العجب.. ولا تندهش حين تعرف أن هناك من يسأل الآن حين يتلقى دعوة لحضور حفل زفاف: »ترى كم شهر سيستمر هذا الزواج«؟!
نقلا عن الاهرام القاهرية