توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر

  مصر اليوم -

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر

بقلم-عـــلاء ثابت

لم يكن الإجماع الإفريقي علي تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام، إلا تتويجا للثقة التي يحظي بها الرئيس في القدرة علي إحداث نقلة نوعية في مسار التنمية الإفريقية، والسعي إلي إنشاء بنية أساسية متطورة، تنقل القارة إلي رحاب أوسع، مع وصف الرئيس القارة بأنها ستكون مستقبل العالم بما تحتوي عليه من كنوز تتمثل في منتجاتها وثرواتها وشبابها. فالقارة الإفريقية تحقق معدلات تنمية جيدة رغم المشكلات المزمنة التي تعاني منها. فقد ارتفعت معدلات التعليم بنسب كبيرة تجاوزت الـ 80% خلال سنوات قليلة، إلي جانب التحسن في توفير الكهرباء والمياه، وهو ما يؤكد أن إمكانيات القارة الضخمة يمكن أن تشكل قاطرة للاقتصاد العالمي لو أمكن توفير الاستثمارات اللازمة لرفع معدلات التنمية المستدامة، وجري استثمار خيرات القارة بشكل أمثل؛ فالقارة لا تمتلئ بالثروات الكامنة تحت باطن الأرض فقط، بل تتوافر لديها إمكانيات هائلة في الطاقة النظيفة، خصوصا الطاقة الشمسية أو المولدة من الرياح، إلي جانب توليد الكهرباء من الأنهار.

ظلت إفريقيا تلازم الرئيس السيسي خلال جولاته العالمية من الصين إلي أوروبا وصولا إلي الولايات المتحدة، ولا يتوقف عن طرح المشروعات التي يمكن أن تدفع قارة إفريقيا إلي الأمام، وبدلا من أن تمثل مشكلة أمام العالم من خلال تدفق المهاجرين غير الشرعيين مع تفشي الإرهاب في أجزاء واسعة منها، تصبح طاقة هائلة ومؤثرة في تطور الاقتصاد العالمي بما تمتلكه من أسواق واسعة، وعدد كبير من السكان والمساحة وثروات دفينة ومنتجات زراعية وحيوانية كبيرة.

لقد ورثت القارة عقودًا طويلة من الإهمال والاستنزاف لثرواتها خلال الحقبة الاستعمارية، ودفعت أثمانا باهظة نتيجة تلك الحقبة المريرة، وحان الوقت لكي تنال حقها العادل من التنمية والاستقرار، ولتكون شريكة فعالة في صنع مستقبل باهر للبشرية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال خطط طموح لتطوير البنية التحتية. ولقد طرح الرئيس السيسي تلك الاحتياجات التي ستحقق طفرة هائلة في مجال التنمية المستدامة للقارة الإفريقية في أكثر من مناسبة خصوصا إقامة شبكة مواصلات حديثة من طرق برية وخطوط للسكك الحديدية، والمزيد من الموانى والخطوط البحرية، وزيادة أعداد المطارات الدولية وتطويرها، حتي يمكن ربط دول القارة، وتحسين التبادل التجاري فيما بينها، من أجل استغلال ثرواتها بالشكل الأمثل دون تركها تتبدد بالإهمال والإقصاء.

عندما نشاهد وجود قوات دولية لفض النزاعات داخل القارة الإفريقية، أو الخسائر الناجمة عن تفشي النزاعات القبلية، أو المعارك بين الدول المتجاورة، فهذا يعني أن أموالا كثيرة تتبدد في تلك الأزمات والصراعات، ولو تم توفيرها وإنفاقها علي التنمية لتحقق الكثير.

لقد وضع الرئيس السيسي برنامجا طموحا، يضع القارة الإفريقية علي مسار التحول إلي قوة اقتصادية عملاقة، من أهم ملامحه تطوير البنية التحتية، وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي إلي جانب الاستثمارات، لتسريع معدلات النمو، وتوفير بيئة مناسبة لإنشاء ونهوض الشركات، كل هذا مع تركيز الجهود علي دور المرأة في التنمية.

إن مصر تقدم نموذجا مبشرا للقارة السمراء، فقد حققت خلال سنوات قليلة خطوات واسعة وجريئة في التحديث والتطوير والارتقاء بالبنية الأساسية، كما اهتم الرئيس السيسي بدراسة العقبات المتعلقة والمسببة لمشكلات القارة الإفريقية، وعكف علي وضع الحلول، من خلال التعاون الدولي والقاري، لتتحول القارة الإفريقية إلي مركز حضاري للبناء والتقدم. كما شرعت مصر في إنشاء عدد من المشروعات، منها إنشاء صندوق ضمان لمخاطر الاستثمار، من شأنه تشجيع المستثمرين علي توجيه استثماراتهم لتنمية مشروعات القارة، لتصير تلك البلدان المهملة مزارع ومصانع تمد العالم باحتياجاته، بدلا من أن تمد الأيادي طلبا للمعونات، فنحن نري حجم المياه المهدرة في دول القارة التي تعاني من الجفاف في بعض المواسم، فمن السهل إقامة السدود وشق القنوات للاستفادة من تلك المياه التي تغرق القري، لتتحول إلي طاقة للبناء والحياة تسد جوع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وارتفاع معدلات الوفاة.

حظيت إفريقيا باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، سواء بحضور الفعاليات المتعلقة بالقارة الإفريقية في الخارج، أو تنظيم مؤتمرات ولقاءات مع قادة وشباب إفريقيا الواعد كان آخرها مؤتمر رواد الأعمال في شرم الشيخ، الشهر الماضي الذي أكد فيه ثقته في عقول وقدرات شباب إفريقيا، وأنهم أغلي الثروات، وأن أفكارهم هي المحفز الأساسي للتقدم الاقتصادي، ودفع التنمية الشاملة في قارتنا، لإيجاد أفضل وسائل لتحسين أوضاعنا وبناء مستقبلنا دون مخاوف، مع الإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة - كيب تاون الذي يربط شمال القارة بجنوبها لتوسيع حركة التجارة، بالإضافة إلي مشروعات التعاون الفني، والتحول الرقمي، وإدارة التمويلات الدولية والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم، وإنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، وتبادل الخبرات، والتأهيل في طرق الحوكمة ومحاربة الفساد.

ومن خلال متابعتي لجولات الرئيس الدولية، وحرصه علي الربط بين خطط تنمية مصر وتنمية القارة الإفريقية، فقد لمست أن الرئيس يؤمن بتلازم المسارين؛ فتنمية مصر ستصبح قاطرة ونافذة للقارة الإفريقية، وتنمية القارة الإفريقية ستكون قوة دفع هائلة وعمقًا إستراتيجيًّا لمصر. لهذا فإن انطلاق القاطرة الإفريقية بقيادة مصر سيكون فاتحة خير علي قارتنا السمراء المليئة بالخير، هذا الخير الذي سيكفي الجميع في مصر وإفريقيا بل قارات العالم أجمع.

 

نقلا عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر انطلاقة مبشرة للقاطرة الإفريقية بقيادة مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon