توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من منتدى شباب العالم إلى الانتخابات الأمريكية

  مصر اليوم -

من منتدى شباب العالم إلى الانتخابات الأمريكية

بقلم-عـــلاء ثابت

عندما حضرت فاعليات منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، وكنت أتجول بين قاعاته وأشاهد مجموعات من بين خمسة آلاف من الشباب والشابات، جاءوا من 160 دولة، يتناقشون بكل ود وجدية، لتعتقد أنهم أمضوا مع بعضهم مددا طويلة ليتواصلوا بهذا الشكل الحميم ويتبادلوا الآراء التى تطوى المسافات الطويلة بين بلدانهم المتباعدة، فقد جاءوا من أقصى شرق آسيا حتى الغرب الأمريكى مرورا بإفريقيا وأوروبا، لكنهم قادرون على التواصل البنَّاء والإيجابى، ليبحثوا مشكلات بلدانهم وأحلامهم وسبل تحقيقها، وفى ورش العمل ينتظمون فى مجموعات كأنها خلايا النحل، كل منهم فى اختصاصه، يناقشون مشكلات ومقترحات جادة عن الحاضر والمستقبل، وجميعهم مفعم بالأمل والثقة بأن العالم يمكن أن يكون أجمل.

أفضل الأوقات كنت أمضيها وأنا أتجول بين جلسات العمل وأستمع إلى الحوارات الهادئة والمنظمة، التى تنصت لكل رأى وتناقشه بمنتهى الجدية والاحترام، كل منهم يحرص على أن يتعرف ويفهم كيف يفكر باقى شباب العالم، ولأن عدد الجلسات يصل إلى ثلاثين، ولم يكن بمقدورى أن أتابعها جميعا، اخترت بعضها ورأيت كيف أن هؤلاء الشباب حديثى السن لديهم إلمام كبير بالقضايا الكبرى التى تشغل العالم, ورغم أنهم من أعراق وأديان وبلدان مختلفة ويتحدثون بلغات متعددة فإنهم قادرون على التواصل وكأنهم فريق عمل خاض الكثير من النقاشات ليتمكنوا من التفاهم بتلك الطريقة الحضارية.

فى طريقى إلى غرفتى بالفندق كنت أستمع إلى الأحاديث الجانبية للشباب وهم يواصلون حواراتهم أثناء الاستراحة وعبارات حول إفريقيا المستقبل، وكيفية تقليص الفجوة بين فقراء وأغنياء العالم بما يحد من الأزمات والكوارث والحروب، ويحول الطاقات والثروات إلى البناء والارتقاء بمختلف بقاع الأرض التى نتشارك العيش عليها. كانوا قلقين من انتشار الحروب والمجاعات رغم التقدم الكبير فى الإنتاج، وكيف أن العالم يحتاج إلى السلام والمحبة أكثر من أى وقت مضى، يتحدثون عن العطاء والعمل التطوعى ودور الفن والإبداع فى التقارب والتفاهم بين شباب العالم.

خرجت من تلك الأحلام الجميلة التى ترتسم على ملامح الشباب عندما تابعت أخبار انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكي، ورأيت ممارسة الديمقراطية فى كبرى الدول، لأعايش صورة أخرى مختلفة؛ رأيت وسمعت الرئيس الأمريكى وهو يحاول إثارة رعب الشعب الأمريكى من المهاجرين، الذين يصفهم بالغزاة، والذين جاءوا لتدمير الولايات المتحدة، ويحذر الناخبين من انتخاب المرشحين من الحزب الديمقراطى المنافس الذى سيفتح الباب لهؤلاء الغزاة. نظرت إلى قافلة المهاجرين الذين تخطوا حواجز الحدود التى تفصل بين المكسيك والولايات المتحدة فوجدت وجوها شاحبة ومجهدة، يبدو أنهم مشوا مسافات طويلة على الأقدام حتى خارت قواهم، فركبوا أى شئ.. جرار زراعى أو شاحنة، ليستكملوا المسير بحثا عن مأوى، وكل ما يحلمون به أن يجدوا فرصة عمل تمكنهم من العيش بعد أن ضاقت عليهم الدنيا. جاءوا من بلدان يطحنها الفقر والبطالة إلى البلد الفتى الذى يستأثر بكبرى الثروات، لكن الرئيس الأمريكى شدد القيود على المهاجرين ونزع الأطفال الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية من أمهاتهم اللائى حصلن على الجنسية، ووضع الأطفال فى معزل بعيدا عن عائلاتهم، رافضا مناشدات جمع شملهم.

شاهدت صورة أكثر تطرفا لجماعة يمينية متطرفة تسمى نفسها رجل اللحظة، تدعو إلى التصدى لهؤلاء الغزاة الخطرين، وتطالب أعضاءها بالتوجه إلى الجنوب، حيث قافلة المهاجرين البائسين والتصدى لهم بالسلاح، مع تزويد أعضاء هذه الجماعة المتطرفة بأجهزة رؤية ليلية لكشف أى متسلل من المهاجرين، يحاول النيل من أمن وسلامة الأراضى الأمريكية. لقد سمع أعضاء هذه الجماعة رئيس البلاد وهو يقول إن القوات الأمريكية سترد بالرصاص على من يلقون الحجارة من المهاجرين المحاصرين. وزاد من بؤس المشهد أن أرى الشوارع غارقة فى السيول وحركة السيارات مصابة بالشلل، والكهرباء مقطوعة فى بعض المناطق، بينما قادة أكبر دولة ديمقراطية فى العالم يتبادلون الاتهامات والشتائم. رأيت الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وهو يحذر الناخبين من الخطر الذى يهدد مصير الولايات المتحدة، إذا نجح مرشحو الحزب الجمهورى المنافس، ويشير إلى الرئيس الحالى قائلا: «أعلنوا أنهم سيحاربون الفساد لكنهم غارقون فيه وينتظرون المساءلة والمحاكمات».

صورتان متعارضتان تماما بين منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، حيث الأمل والأحلام والخطط التى يبحثها الشباب عن المستقبل الزاهر لبلدانهم، والحوارات التى تعكس التفاهم والرغبة فى تجاوز مشكلات العالم، بينما مشاهد الانتخابات الأمريكية محبطة ومؤلمة.

وتأملت؛ كيف استطاعت شرم الشيخ المصرية أن تجمع شبابا وشابات من مختلف القارات والديانات والأعراق بهذا التحضر، بينما النخبة السياسية الأمريكية تتحدث بعبارات تبث الخوف والكراهية بين شعب دولة هى الأكثر ثروة بل تحمل راية الحرية والديمقراطية؟!

نقلا عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من منتدى شباب العالم إلى الانتخابات الأمريكية من منتدى شباب العالم إلى الانتخابات الأمريكية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon