توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات

  مصر اليوم -

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات

بقلم-عـــلاء ثابت

من حقنا جميعا أن نشعر بالأمان عندما نستقل أى وسيلة مواصلات، وأول شروط الأمان هو أن يكون قائد السيارة متيقظا، وليس تحت تأثير مخدر، ومن حقنا أن نحصل على الخدمة فى كل مصلحة حكومية أو خاصة، وألا يتكاسل الموظف أو يتعامل بحدة أو يتجاهل وقت المتعاملين ويتركهم ينتظرون حتى يشعر بأن مزاجه على مايرام.

لا أعتقد أن حملة فحص المخدرات للعاملين فى الدولة هدفها فقط كشف المتعاطين، فالحملة قد اتسعت غايتها المباشرة وغير المباشرة لتجعل منها أحد معايير الكفاءة والشعور بالمسئولية. فهناك بعض الفئات التى تتحايل على القيام بواجباتها، وتريد أن تتهرب من مسئولياتها عبر تعاطى تلك المواد، ثم يتحول التهرب وغياب الوعى من حالة طارئة ووقتية إلى ظاهرة وحالات إدمان. ومن هنا فإن الغاية من وراء الحملة مواجهة كل حالات عدم تقدير المسئولية وعدم الشعور بالآخرين، وتجاهل أمان ووقت ومشاعر الجمهور، وأن يكون الموظف العام مستعدا دائما لتقديم الخدمة بأفضل درجات الإتقان والمهارة، وأن يكرس ذلك فى مختلف مؤسسات الدولة.

لقد فرحت وأنا أتابع أنشطة وجهود الحملة، وأن فحص المخدرات خرج عن نطاق موظفى الدولة، وامتد ليشمل قطاعات أخرى. فالحملات المرورية تجرى فحوصات عشوائية على سائقى المركبات العامة والخاصة، وقطاع النقل والمرور من أخطر القطاعات، سواء من ناحية الأضرار الاقتصادية التى قد تنجم عن تعاطى سائق شاحنة المخدرات، وكيف أنه قد يتسبب فى إغلاق الطريق أو إرباك الحركة المرورية ليصل الخطر إلى حياة مستخدمى الطريق من مشاة وسيارات، ليس ذنب ركابها أن حظهم قادهم إلى قرب شاحنة يتعاطى سائقها المخدرات، فانحرف بها وتسبب فى سقوط ضحايا ثم يدعى أنه القضاء والقدر، وأنه لم يكن يقصد أن يدمر حياة الآخرين أو يصيبهم بالعجز أو بعاهات مستديمة أو يودى بحياتهم ويصيب أسرهم بالحزن ومرارة الفقد.

إننا نسعى إلى استعادة النظام العام واحترام القانون ومعرفة حقوق كل فرد وواجباته تجاه المجتمع و العمل، وأن يدرك أن سلوكه الشخصى ليس ملكه وحده مادام يمس حياة الآخرين، ويلحق بهم الضرر الجسيم عندما يتناول المخدرات. جرب أن تسأل شخصا يتعاطى المخدرات هل يوافق على أن يذهب أولاده إلى المدرسة فى حافلة يقودها سائق غيبته المخدرات عن الوعى وليس قادرا على التحكم فى حركته، وغير مميز حركة الشارع؟ وهل يمكن أن يوافق على أن يستقل أحد أفراد أسرته قطارا بقيادة شخص تحت تأثير المخدرات، قطعا الإجابة ستكون بالنفى، فكل منا لا يحتمل تعريض أولاده وأى فرد من أسرته لخطر الموت أو العجز، لكنه أحيانا يعطى لنفسه حقوقا لا يعطيها للآخرين أو لا يخاف على الآخرين مثلما يخاف على أسرته، مثل هذا الشخص فاقد للمسئولية والضمير، عقابه يفوق الفصل من الخدمة أو أى نوع من العقوبات الإدارية أو حتى الجنائية.

وليس صحيحا ما تتناقله بعض مواقع التواصل الاجتماعى من أن الهدف من الحملة على المخدرات هو فصل نسبة من العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة . لأن ذلك لا يتسق مع الإعلان عن توفير العلاج المجانى والسرى لكل من يتقدم من المدمنين للعلاج .فالدولة حريصة على أبنائها بمن فيهم المدمنون ،شريطة ألا يضروا الآخرين، وأن يسعوا إلى تلقى العلاج.

إن علينا أن نتكاتف لتحقيق خطوة إيجابية لتحقيق الأمن وتعزيز الشعور بالمسئولية ورفع مستوى الخدمات، فمن يستطع أن يسهم فى تحقيق هذه الغايات النبيلة فليشارك ويدعم الحملة، ومن لا يستطع فليقل خيرا أو ليصمت.

لقد فوجئت بسيل من الأسئلة عن الحملة ، خصوصا ما يتعلق ببعض الأدوية التى تدخل فى نطاق المواد المخدرة، وهناك قلق من فئات تتناول أدوية علاجية تخشى أن تتعرض للعقوبة، وأسئلة أخرى حول القوانين المنظمة، وهل الحملات المرورية تتعلق بالتلبس أو الاشتباه؟ وأسئلة أخرى كثيرة أتمنى أن تحظى بحملة توعية واسعة حتى يطمئن الناس وتحقق الحملة أهدافها دون ضرر أو إضرار.

عندما تحريت عن حجم وأنواع المخدرات التى يتم تعاطيها صدمنى هذا الكم الهائل والمتنوع منها التى يجرى تخليقها أو تهريبها، بالإضافة إلى أنواع من السموم الرخيصة التى تباع للتلاميذ ومحدودى الدخل، وهى أسرع فى التدمير لخلايا المخ والأعصاب وكثير من أعضاء الجسم أى أنها قاتلة ببطء، ولهذا أتمنى أن نركز على أشد الأنواع خطرا، وأن ينال مروجوها أشد العقاب، لأنها جرائم قتل عمد جماعية لا يمكن التباطؤ فى مواجهتها، مع الاهتمام بحماية التلاميذ والطلاب فى المدارس والجامعات، وكل التجمعات التى تضمهم، فهؤلاء هم مستقبلنا، وعلينا أن نضع حمايتهم من خطر المخدرات نصب أعيننا ويلى هؤلاء المجرمين من يقدمون خدمات من شأنها الإضرار بحياة المواطنين مثلما يحدث عند ارتكاب أى خطأ من السائقين وغيرهم من موظفى الدولة أو القطاع الخاص أو أى مواطن يرتبط عمله بمواقع مهمة قد يؤدى التهاون فيها إلى أضرار جسيمة. ولهذا علينا إعداد قوائم بتلك المهن والوظائف وتنظيم دورات توعية فى جميع مواقع الخدمة العامة وللعاملين فى مجالات حيوية. وأتمنى أن تكون حملة مكافحة المخدرات بداية جادة لتعزيز الشعور بالمسئولية والاهتمام بإتقان العمل وتوفير الأمن للمواطنين وإنجاز معاملاتهم فى أسرع وقت وبأعلى كفاءة ،عندئذ سنكون قد حققنا الكثير فى مسيرة الإنماء والتقدم.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات استعادة الوعى والأمان فى حملة المخدرات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon