توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى نستفيد من جوهر رمضان

  مصر اليوم -

حتى نستفيد من جوهر رمضان

بقلم-عـــلاء ثابت

المفروض أن يقل استهلاك المواد الغذائية، مثل اللحوم والخضراوات وغيرها خلال شهر رمضان، فالصيام يعنى الامتناع عن الطعام والشراب طوال نهار رمضان، لكن الواقع يقول إن استهلاكنا من اللحوم والدواجن والخضراوات والبقوليات ثلاثة أمثال باقى شهور السنة، أى أننا استبدلنا الغاية من رمضان من شهر للصوم والزهد والشعور بالجائعين من الفقراء إلى شهر الشراهة وكثرة التهام الطعام.

كان من الممكن أن يكون شهر رمضان فرصة لتصحيح سلوكياتنا بالبعد عن كل ما يغضب الله، مثل الكذب والغش واغتياب الناس وكذلك تجنب أشكال الكسب غير الحلال حتى يصبح السلوك القويم عادة دائمة فى كل شهور السنة، ومن أهم السلوكيات التى نحتاجها الاهتمام بصحتنا والبعد عن الأطعمة الدسمة والجاهزة المليئة بمكسبات الطعم، وأن نعتاد على الطعام الصحى وتجنب السمنة التى أصبحت مشكلة صحية رئيسية وخطيرة، لأننا أصبحنا نعتمد على الأكلات الجاهزة أكثر فأكثر، وكذلك اعتاد أبناؤنا على مكسبات الطعم التى أدمنوها ، والتى تخفى عيوب الأطعمة الجاهزة الأكثر ضررا، وتركنا الطعام المنزلى المعروف والمضمون المكونات، وما ساعد على انتشار هذه الأطعمة كثرة الإعلان عنها بصورة جاذبة وتوافرها فى المحال المختلفة، لنجد أن أبناءنا يلحون علينا لشرائها ويرفضون المتوافر من الطعام المنزلى الذى يقل إقبالهم عليه، وتكون النتيجة إصابتهم بالسمنة مع الضعف العام للجسم، وتراجع القدرات الجسدية والذهنية بتأثير تلك الدهون التى أصبحت خطرا يهدد صحتهم، فلم نكن نشاهد هذا العدد الكبير فى سمنة الأطفال والصبية، لكن للأسف أصبحت السمنة أكثر انتشارا، بل إنها تزيد فى شهر رمضان لكثرة الحلوى بأصنافها المختلفة مع المشروبات عالية السكر، وتتسابق سيداتنا على إظهار مهاراتهن ليس فى طبخ الأصناف المختلفة من الطعام فقط بل فى أنواع الحلوى التى يصنعنها أو يتباهين بشرائها من أفضل وأشهر محال الحلوى، حيث اتسع نطاق المنافسة التى شهدت دخول محال الحلوى السورية التى لا يكاد يخلو منها شارع فى القاهرة أو باقى محافظات مصر، ونجحوا فى إدخال أنواع جديدة من الحلوى مع مهارة اشتهروا بها فى صنع مختلف أنواع الحلوى لتسعى باقى المحال للمنافسة والتقليد وجلب عمالة سورية، والنتيجة هى زيادة استهلاك الحلوى التى نتنافس على التهامها ما بين الإفطار و السحور حتى إن جهازنا الهضمى يئن من الشكوى مساء كل يوم ، وينتظر انتهاء الشهر الفضيل ليرتاح قليلا من الوجبات الكثيرة والدسمة التى تجعلنا نسقط بعد الإفطار من كثرة ما أكلنا وشربنا.

لقد تاهت منا فوائد الصوم ونسينا الهدف الحقيقى من رمضان، ورحنا نستعد له بتكديس المشتريات من اللحوم وأيضا ميزانية أعلى من كل شهور السنة، بينما الغاية من الشهر الفضيل، علاوة على التقرب ألى الله بالعبادات وإحساسنا بالفقراء، السيطرة على شهوة الطعام مع تقليل الإنفاق على الغذاء والشراب والحلوى وأن نريح معدتنا ، وأن ندرك أن الصيام يجعل كسرة الخبز غذاء شهيا، ورشفة الماء لها مذاقها، وأن نعتاد الاقتصاد فى استهلاكنا بدل أن نستهلك فى رمضان ما نستهلكه فى ثلاثة شهور، فى الوقت الذى ينخفض فيه العمل والإنتاج ليصبح ذلك عبئا على مواردنا وخطرا على الاقتصاد الوطني، حيث إننا مازلنا نستهلك أكثر مما ننتج فنقع فى براثن الاستدانة. والحل هو خفض الاستهلاك وزيادة الإنتاج وهو ما يجب أن نتبعه فى رمضان بل فى كل شهور السنة، ففى هذا السلوك القويم صحة جسدنا وصحة اقتصاد بلدنا وعادة حميدة نربى عليها أبناءنا، فهذه هى الغاية والعبرة من شهر رمضان الذى حولناه إلى عكس ما جاء به من غايات.

أتمنى من علمائنا الأجلاء ومن حكومتنا العمل على إعادة الوجه الحقيقى للشهر الفضيل، فليس هذا ما دعانا إليه ديننا، ولا أعرف كيف يزيد الانحراف عن الغاية من رمضان عاما بعد عام حتى أصبح شهر الأعباء الباهظة على الطعام والسهرات والحلوى، وبدل المحافظة على الصحة واستغلال الشهر الكريم للانقطاع عن العادات السيئة، مثل التدخين نجد المقاهى مزدحمة للغاية طوال ليالى رمضان ويزيد فيها تدخين الشيشة التى أصبحت ظاهرة رمضانية. لا يمكن أن نلقى بالمسئولية على الحكومة وحدها، لكن عليها أن تدرس كيفية السيطرة على الانفلات فى الاستهلاك خلال شهر رمضان حتى وصل إلى هذه النسبة غير المعقولة والبعيدة عن الغاية من الشهر الكريم وتعاليم الإسلام الذى دعانا لأن نجوع لنصح، وليس أن نزيد معدلات الأكل فى رمضان لتلك الدرجة الخطيرة على صحتنا لتتسبب فى أمراض كثيرة، ومنها السكر وأمراض القلب والجهاز الهضمى إلى جانب السمنة. وعلينا أن نعمل جميعا على وقف هذا السباق المحموم على الاستهلاك فى رمضان لنعيد إلى الشهر الكريم جوهره الروحى والاجتماعى بأن نحرص على العادات الإيجابية، منها التزاور والتعاون والتراحم وخفض الاستهلاك لتخفيض ميزانية الأسرة وميزانية الدولة معا، وألا نشهد حالة الطوارئ التى تعلنها الجهات الحكومية لتوفير كميات إضافية من اللحوم والأغذية والمكسرات المستوردة غالية الثمن، ليكون رمضان شهر رحمة وصحة واعتدال وسيطرة على الأهواء حتى لا تنفلت الأسواق بفعل سباق ضار نحو العادات السيئة المتعارضة مع غاية الصيام.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى نستفيد من جوهر رمضان حتى نستفيد من جوهر رمضان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon