توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات وحتمية القرارات

  مصر اليوم -

الانتخابات وحتمية القرارات

بقلم - عـــلاء ثابت

 «فكر ألف مرة في كل كلمة تنطق بها، وفي كل قرار تتخذه، وفي كل تحرك تقوم به قُبيل الانتخابات، واحسب جيدا التأثير المحتمل لكل ما تقوم به علي شعبيتك وصورتك لدي الرأي العام». تلك هي النصيحة الأهم التي يسديها مستشارو أي مرشح مقبل علي خوض الانتخابات، وتزداد تلك النصيحة أهمية في حال كان المقبل علي الترشح في موقع المسئولية بالفعل. أي أن الشغل الشاغل لمسئولي الحملات الانتخابية في الفترة السابقة مباشرة علي الانتخابات هو الشعبية وكل ما يمكن أن يؤثر عليها سلبيا بشكل أو بآخر.

والثابت أن كل المسئولين المقبلين علي طلب ثقة الناخبين دائما ما يجعلون من الفترة السابقة للانتخابات فترة «استرضاء» لهؤلاء الناخبين، فيحجمون عن اتخاذ قرارات قد تؤثر بالسلب علي الوضع الاقتصادي لبعض فئات المجتمع. وهم يفعلون ذلك من أجل حرمان المنافسين من استخدام تلك القرارات في تشويههم لدي المواطنين، ودائما ما يلجأون لخيار إبقاء الأوضاع علي ما هي عليه حتي تمر فترة الانتخابات. شيء من ذلك لم يفعله يوما الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم كل ما قيل وكتب من تقديرات في شأن تأثير بعض القرارات علي مستوي شعبيته منذ يومه الأول في الرئاسة أو حتي في الفترة الحالية التي ننتظر منه أن يعلن ترشحه للانتخابات مرة أخري؛ ليستكمل المسيرة الناجحة التي بدأها قبل أربعة أعوام تقريبا.

لم يلتفت الرئيس السيسي لما يمكن أن يحدث لشعبيته نتيجة قراره المتعلق بدعم الطاقة، أو قراره المتعلق بالتعويم أو قراره المتعلق بضرورة المضي في طريق الإصلاح الاقتصادي، لم يلتفت لتأثير ذلك علي شعبيته الذي يصوره البعض. وكان رهانه الأساسي أنه يفعل ما تمليه عليه مصلحة الوطن وأنه ما دام المواطنون يعلمون ذلك ويثقون فيه فإنهم سيتفهمون تلك الإجراءات ويتقبلونها. كان رهانه أن ما تمليه المصلحة العامة لابد أن تكون له الأولوية المطلقة، وأن غير ذلك يعتبر خداعا للناس لا يقبل أن يشارك فيه، بل إنه اعتبره خيانة لأمانة الوطن وترحيل المشكلة لمن يخلفه. كما أكد الرئيس في مؤتمر «حكاية وطن» الذي عقد يوم الأربعاء الماضي أنه لم ولن يقايض علي مصلحة الوطن من أجل مصلحة شخصية.

هذا فيما يتعلق بالتأثير المباشر علي الشعبية، أما ما يتصل بالتأثير غير المباشر علي الشعبية فهو كل ما يمكن أن ينال من انطباع المواطنين عن الرئيس والدولة. ومن تلك القرارات التي اتخذت وقيل إنها قد تؤثر علي صورة الرئيس السيسي والدولة لدي المواطنين، كان قرار الموافقة علي القبض علي بعض من كبار المسئولين في السلطة التنفيذية أو أعضاء بالحكومة الذين ثبت تورطهم في قضايا فساد كشفها جهاز الرقابة الإدارية، فمثلا لم يتردد الرئيس السيسي في الموافقة علي اتخاذ إجراءات القبض علي وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال في سابقة هي الأولي من نوعها التي يتم فيها القبض علي وزير وهو في موقعه، ولم يتردد أخيرا في الموافقة علي اتخاذ الإجراءات نفسها ضد محافظ المنوفية وقبله ضد نائبة محافظ الإسكندرية.

ولو أن الرئيس خضع للحسابات الانتخابية لما فعل ذلك خاصة قبيل الانتخابات، إذ إن الخصوم يحاولون الآن التشكيك في الطريقة التي تم بها اختيار هؤلاء ويحاولون تحميل الرئيس والأجهزة الرقابية المسئولية عن ذلك، وكأن من فسد وهو في السلطة لابد أنه كان فاسدا قبلها. ولو أن الرئيس خضع لنفس الحسابات الانتخابية لما اتخذ قرار التعديل الوزاري الأخير الآن، إذ لم يتبق من عمر الحكومة سوي خمسة أشهر، بينما هذا التعديل يعطي ذخيرة للمعارضة للطعن مرة أخري في اختيارات الرئيس وتشويه صورة الحكومة لدي الشارع. إذ تحاول المعارضة تسويق الأمر علي أنه كان سوء اختيار منذ البداية، وليس سوء أداء ممن تم اختياره فرض ضرورة تغييره. بينما الرئيس ما زال يتعامل وكأنه في اليوم الأول لتوليه المسئولية لا يعنيه إلا المصلحة العامة واختيار من يستطيعون تحقيقها والاستغناء عمن لم يحقق إنجازا بصرف النظر عن المدة المتبقية للحكومة وبصرف النظر عن حسابات الشعبية.

إنه نموذج فريد للتعامل مع أمانة المسئولية ينطلق في الحقيقة من الرهان علي وعي المصريين، وعلي أن الصدق والإنجاز هما بوابة العبور الملكية لتأمين الشعبية الحقيقية، وليس الشعبية الزائفة التي سعي ويسعي إليها الكثيرون ولو علي حساب حاضر ومستقبل الوطن.

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات وحتمية القرارات الانتخابات وحتمية القرارات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon