توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوجو المتحف بلا روح ولا معنى

  مصر اليوم -

لوجو المتحف بلا روح ولا معنى

بقلم-خالد منتصر

فى مناخ اللغط والفتاوى وهستيريا «القلش» المصرى، تصاعد الهجوم على لوجو المتحف المصرى الذى سيكون أكبر متاحف العالم، وأنا شخصياً أحسست بنفور منه وعدم تفاعل، ولكننى كنت أريد تبريراً علمياً لهذا النفور، لعل السبب هو تأثير تعليقات الأصدقاء ووسائل التواصل على انطباعى، لذلك كنت حريصاً على معرفة رأى فنان خبير هو أحمد اللباد، الامتداد الفنى والبيولوجى وريث أعظم من علمنا معنى الثقافة البصرية فى سلسلة «نظر» وهو الفنان العظيم محيى اللباد، رأيه كان مهماً ويا ليت المسئولين يستمعون إليه، يقول الفنان أحمد اللباد:

«اللوجو» ليس شعاراً «بيروقراطياً» أو تزويقياً معلقاً فى الفراغ كملمح زخرفى مُكمل، بل هو فى حد ذاته رسالة تختصر وتكثف معانى، وتقوم بمهام لا يستطيع أى تفاعل آخر فى أى وسيط القيام بمهمتها؛ لأنه ببساطة إن حدث ذلك القصور، فاللوجو سيعتبر خارج مبرر وجوده.

يرتبط نجاح «اللوجو» بمدى بلاغته فى عرض منتجه وسمته وبيئته وثقافته، وبنفاذه، واختراع زاوية تصميمه، ومدى ذكائها وحدة فرادتها.. ومجموع التوفيق فى تحقيق كل العوامل السابقة، وبصيغة تشكيلية عميقة الاختصار، هو ما سيمنحه حجم حضوره فى عقل المتلقى، ويحدد قدر المساحة الزمنية التى سيبقى فيها حياً فى وجدانه.

تصميم اللوجو نفسه اعتمد على خط عربى شديد الخفة (وكأنه تمرين أولى سريع).. واضح فيه بجلاء قلة البحث الكافى، ويوحى بأن خطاطه أو رسامه متأثر بأفدح أنواع الخطوط الاستهلاكية، وعلاقته المعرفية منعدمة تقريباً بمعنى الخط العربى، وبما يحمله من خصائص عاطفية وثقافية وجمالية، حتى ولو قُدم هكذا فى صيغة حرة مستحدثة وعصرية.

جسم اللوجو اختار الشكل شبه المنحرف (المسقط الرأسى الهندسى لمساحة المتحف) ليكون هو الجسم الأساسى للتصميم، وقدمه على محور مائل سيشعر المتفرج بالقلق بشكل مجانى غير مبرر أبداً، خصوصاً فى وجود زواياه الحادة المهددة!

الفنط أو شكل الحروف الإنجليزية المختارة شديد الفقر والانتشار، بما يضيف سيولة أكثر فى الخصوصية البصرية، بل يوحى باستقراب مؤسف فى الاختيار، حتى المساحات البينية بين الحروف تُركت للـ«ديفولت» الكمبيوترى الدارج دون أى تدخل، فزاد -بلا مبرر- زمن المشاهدة.

هناك أيضاً اعتبار بديهى الأهمية: وهو المجال الحيوى لحجم الفراغ المناسب المحيط بأى لوجو، ليستطيع أن يتنفس فيه.. وتكون العين المتفرجة مرتاحة لرؤية اللوجو داخله دون تشويش من أى عناصر أخرى بجواره، هذا المجال هو حيز وهمى غير محدد ببراويز أو خطوط مثلاً تصنعه عين المتفرج، وهو حتمى الوجود للتعامل مع أى منتج بصرى، هذه المساحة تحددها حصافة تكوين التصميم وحذقه.. هنا فى هذا اللوجو المشار إليه، ونتيجة لتفتت عناصره، وحركتها المتعددة (الشكل الهندسى المائل، والخط العربى الحر بعدم وجود تماثل للرأسى أو للأفقى فيه، بالإضافة لتعدد سطور الجملة الإنجليزية)، تشعرك بأن اللوجو يحتاج إلى مساحة ضخمة لتستوعب هذه العين المتفرجة التصميم، وتستطيع الإلمام به كاملاً.. ما أن تكوّنها (العين) حتى تجد أن حجمه أصبح ضئيلاً والاتصال به صار مرهقاً جداً.

النقطة المقبولة الوحيدة فى اللوجو هى اختيار اللون البرتقالى.. واختصار ألوان اللوجو فى لونين فقط.

لكن هذا اللوجو بالإضافة لأنه لا يوحى للمتلقى بأى رسالة معبرة إطلاقاً، فهو أيضاً منقوص تماماً معرفياً، وجرافيكياً، ووظيفياً للأسف الشديد.

الحقيقة أننا لا يجب أن نرمى بكل الثقل النقدى هنا على جهة التصميم فقط، لأن الظاهر بوضوح من التصميم النهائى أنه لم يمر بخطوات أساسية عديدة، على رأسها الخطاب الشارح التوجيهى الكافى Briefing، أو تعامل معه الطرفان بتخاذل مؤسف!! وهو الخطاب الذى يشير بدقة للمصمم من القائمين على العمل عن الهدف والغرض المطلوب له التصميم، بما فيها الموانع أو الاعتبارات (غير الفنية) التى لا يلم بها المصمم، أو لا يعلمها.. والذى سيكون فاصلاً أصلياً فى الحكم على العمل وقبوله أو رفضه بعد الانتهاء منه.. وقد يكون المصمم أو الجهة التى تقوم بالتصميم مستخفاً، أو لا يملك الاحترافية الكافية ليعلم بديهية هذه الخطوة وأهميتها، إن لم يقدمها الطرف الطبيعى بنفسه، أو ليناقش المعلومات الناقصة وينتزع هذا «البريف» انتزاعاً للأسف من أصحاب الشأن فى مؤسساتنا التى تعادى الاحترافية، وتكره أساسياتها، وتعتبر متطلباتها البديهية مجرد رذالة.. وتلك للحق عثرة أساسية، وفى معظم الأحيان تكون سبباً فى فشل التصميم ونقطة ضعفه.

يضاف إلى ذلك بالمناسبة طريقة إجازة التصميم، بطريقة: «آه كويس.. لأن شكله حلو!».. أو: «دا ممتاز لأنه شبه اللوجو الفلانى!»، أو تأجيل المناقشات الجدية، والتدخل من أولى الأمر فى التصميم فى مراحله النهائية، وتحميله بأفكار أو تعديلات نظرية خارج فكرته الأساسية.. باختصار فإن الجو المحيط بالتصميم وظروف إنتاجه، يكون فى أحيان كثيرة فى بلادنا هو السبب الأساسى فى خروج التصميم متهافتاً مفككاً بلا روح ولا معنى.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوجو المتحف بلا روح ولا معنى لوجو المتحف بلا روح ولا معنى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon