توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم انتصر «مردوخ» وخسر العالم

  مصر اليوم -

يوم انتصر «مردوخ» وخسر العالم

بقلم: خالد منتصر

«مردوخ»، فى أساطير العراق، هو كبير آلهة البابليين الذكر، وانتصاره كان على «تيامت»، الإلهة الأنثى.. هنا اكتمل إقصاء المرأة ونُزع عنها رداء القدسية وخسر العالم السلام والسكينة وافتقد إحساس دفء رحم الأمان وبدأ ترسيخ العنف والحرب كوسيلة حسم للصراع.. هذا هو ملخص رحلتى مع كتاب ممتع وجذاب عنوانه «المرأة والألوهة المؤنثة فى حضارات وادى الرافدين» للكاتبة والباحثة المتميزة ميادة كيالى، والصادر عن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود».. الكتاب لغته رشيقة خالية من التعقيد المصاحب لمعظم دراسات تلك المرحلة، وأفكاره واضحة ومنظمة ومرتبة وغير موجهة للأكاديميين فقط.

من يبحث فى تاريخ الأديان لا يمكن أن يتجاهل حضارات وادى الرافدين سواء السومرية أو البابلية أو الآشورية، بل هى دائماً المنطلق والمقياس والكتالوج لفهم وتفسير ومقارنة الأديان بما فيها الأديان التوحيدية، لولا الألواح الطينية التى نقش عليها السومريون أفكارهم وشرائعهم ما كان علم مقارنة الأديان ولا كان هذا الكتاب الرائع الذى اعترفت فيه الكاتبة بفضل أستاذيها الكبيرين خزعل الماجدى وفراس السواح عليها فى ثراء وغنى موضوعه.

بدأت الألوهة فى سومر مؤنثة إلى أن بدأ تدجين الحيوانات وعرف الرجل دوره فى التخصيب وفهم قوة الذكر الاغتصابية من الحيوانات المدجنة، فأخضع المرأة، وزاد الإخضاع مع اكتشاف المعادن وظهور الملكية الفردية وبدء ظهور الطبقات وضرورة النسب للذكر، هنا بدأ الانقلاب الذكورى والنظام الأبوى وهمشت المرأة وأزيحت من على عرشها، ظهرت التشريعات البابلية تزامناً مع الهيمنة الذكورية وصار الزواج عقد شراء، وصارت المرأة بضاعة للاقتناء لا حضناً للاحتماء، تم الانقلاب على الإلهة الأنثى التى «كانت تستمع وتستشير وتقرر وتحمل الرحمة فى أحشائها»، قرر الذكر «مواجهتها متسلحاً ليس فقط بقوته، بل بتأييد لاهوتى واسع ليرهب بعدها الجميع ويهيئ الطريق للتفرد والتمركز فى إدارة الكون الذى سيشكله من أشلاء الإلهة الأم»، ودعتنا ورحلت «تيامت» الأنثى التى كانت تحمل فى رحمها السكون والمشورة والتعايش، عندما انتصر مردوخ عليها لم يكتفِ بالنصر ولكنه مزق جسدها ليخلق منه تفاصيل العالم، مزقها وأرسى عقيدة العنف الجماعى والحل الإقصائى.

الكاتبة لم تفعل مثل مردوخ ومزقت الجسد لكنها فعلت مثل إيزيس ولملمت الأشلاء، لم تكتفِ بالطرح والتحليل، لكنها فى نهاية الكتاب قدمت نداء لإعادة النظر فى مسلمات الخطيئة الأولى والنظرة الدونية للمرأة، وإعادة دراسة الأساطير ومقارنتها مع نصوص الأديان التوحيدية، فى سبيل فهم أوسع وأعمق لمراحل تطور الوعى الإنسانى، ومحاولة رسم فلسفة دينية جديدة نابعة من فصل كل ما هو دنيوى عما هو قدسى لتتضح حدود كل منهما، فلا تختلط الأمور ويلوى عنق النصوص لتلائم فئة أو أيديولوجيا على أخرى.

استكملت ميادة كيالى عرض رؤيتها فى خاتمة الكتاب قائلة: «وحتى يتم فصل الاشتباك ما بين التشريع والاجتماع، أو بين ما هو دينى وبين ما هو دنيوى، فإن الحاجة تغدو ضرورية لتشريعات مدنية تنصف النساء وتكرمهن، فالله لم يخلق الإنسان لكى يشقى، بل ليتمتع بحياة كريمة، وليكون صورة كاملة عن الإله بكل الخير والرحمة التى يمثلها، فالمرأة تحمل فى أحشائها مولد الحياة والرحمة، ولها الحق فى أن تكون شريكة حقيقية فى صياغة أشكال الحياة بمختلف وجوهها».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم انتصر «مردوخ» وخسر العالم يوم انتصر «مردوخ» وخسر العالم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon