توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنت طبيب ولست واعظاً

  مصر اليوم -

أنت طبيب ولست واعظاً

بقلم: خالد منتصر

كتب أحد الأطباء على جروب خاص بأصحاب البالطو الأبيض من جميع التخصصات بوست استغاثة. الطبيب الشاب يطلب إجابة عن سؤال علمى عاجل بالنسبة لمريض دخل عليه الاستقبال مخموراً يكاد يغمى عليه، ماذا يفعل معه؟، وهل دخل فى تسمُّم؟، وكيف ينقذه؟، وما هى الأقراص أو الأمبولات التى يعطيها لهذا المريض؟، سؤال مشروع وطلب يُشكر عليه هذا الطبيب الشاب الذى يطلب نصيحة علمية من مراجع ومجلات واستشاريين وأصحاب خبرة ومهنيين أقسموا على احترام آدمية المريض، فوجئت بالتعليقات التى كان معظمها سلبياً بل صادماً ووضيعاً وسافلاً ومفرغاً من أى إنسانية وبالطبع مفرغاً من العلم ذاته، المفروض أن هؤلاء أطباء شباب، ما زالوا يتذكرون قسّم «أبوقراط» الذى حثَّ على حفظ السر وصون الحياة والتعامل مع المريض كإنسان طلب منك العون والغوث فى لحظة ضعف وألم، التعليقات من نوعية «كنت اضربه برصاصة واخلص منه»، «أقم عليه الحد»، «الطشه قلمين»، «إزاى يعمل كده فى العشر الأواخر ده ابن كذا كذا ولا تسأل عنه وسيبه يموت»..... إلى آخر التعليقات التى لا يقولها ولا يتفوه بها بلطجية عصابة لا أطباء محترمين يعملون على خدمة المرضى!!، أنا بالطبع لا أُعمم فمعظم الأطباء فى غاية الاحترام والإنسانية ويقدسون مهنتهم، ولكنى أرصد ظاهرة صادمة خاصة فى أوساط بعض شباب الأطباء والذين للأسف لو فتحت صفحاتهم ستجدها مزينة ومزدحمة ومزركشة بالآيات والدعوات والأذكار.. الخ!!!، الظاهرة خطيرة وهى تخلِّى الطبيب عن البالطو الأبيض وارتداء جبة وقفطان الواعظ، مسرور السياف، منفِّذ الحدود، يتحول الطبيب الدرويش إلى عضو فى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، يلهب ظهر مرضاه بكرباج الوعظ، يظل يعانى وهو الطبيب الدارس من وسواس الهداية وإسهال التبشير وهستيريا الوصاية، الطبيب أمامه مريض إنسان يجب عليه إنقاذه، هذا المريض ليس لك الحق فى التدخل فى حياته أو معتقداته، أو محاسبته وأخذ موقف منه أو الانحياز ضده لأنه تبنَّى معتقدات مختلفة عن قناعاتك الدينية أو الاجتماعية أو السياسية، مالَكش دعوة وماتحشرش مناخيرك أيها الطبيب فى اختياراته، نصائحك يجب أن تكون فى إطار الطب وتعديل خريطة جسده لإعادة التوازن وتحسين نوعية الحياة، لكى يعيش حياة أفضل ومدة أطول، كل هذه الإرشادات حتى لا يؤثر هذا على طريقة علاجك ويبنى سداً منيعاً أمام اختياراتك الطبية الأحسن والأفضل، الأخطر أن هذا الانحياز الأخلاقى والاضطهاد على أساس الاختلاف سيؤدى إلى خلل وتراجع فى البحث العلمى، فلو كان علماء الغرب قد حاسبوا مريض الإيدز على علاقاته الجنسية وتركوه يموت عقاباً له على فعلته الشنعاء، ما كان علاج الإيدز قد تطور وصار مفيداً لحالات تعيش الآن عشرات السنوات!، انقِذه أولاً ثم انصحه نصائحك الطبية من منطلق طبى لا دينى، لكن أن تكون طبيباً وبحجة حماية الدين والذود عن العقيدة تصبح غليظ الإحساس، جلفاً، قاسياً، والأدهى أنك تتخيل أنك بقسوتك ترضى الله!!!، فهذا رياء ونفاق وشر، هذا ليس التطبيب ولكنه الترهيب، هذه قمة اللاإنسانية والانحطاط، عالجوا أنفسكم من الانحيازات المسبقة والهوس الدينى، تعاملوا مع الأسرار الخاصة للمرض وليست الأسرار الخاصة للمريض.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنت طبيب ولست واعظاً أنت طبيب ولست واعظاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon