توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرعب من اختلافك عنهم

  مصر اليوم -

الرعب من اختلافك عنهم

بقلم: خالد منتصر

«يُرعبهم كونك مُختلفاً، كونك لا تُشبه تكرارهم».. من أجمل العبارات التى قالها الغائب الحاضر د. فرج فودة الذى نتذكره فى يوم اغتياله برصاصات الخسة. أتذكرها دائماً عندما أقرأ الشتائم وأرى هستيريا المزاج السلفى وهى تدافع عن شرنقتها الهشة بالأظافر والأنياب والسباب والتهديدات. إنها فوبيا الاختلاف، من يشتمك مرعوب من اختلافك، مرعوب من قدرتك على الخروج من دفء القطيع، مرعوب من مهارتك فى تشغيل عقلك لوحدك بدون وسيط أو كهنوت، يخاف على نفسه من أن ينضم لطابور المستقلين فكرياً والأصحاء عقلياً، يخاف من جهد التفكير فيمارس فاشية التكفير، يعرف أن كلامك منطقى وعقلانى لكنه لا يستطيع تجاوز مرحلة انسحاب المخدر. الكسل العقلى مريح، والأكاذيب المريحة ممتعة، واستروكس الاعتماد على والانسحاق تحت أقدام راسبوتين يبعث على الانتشاء. قتلوا فرج فودة لأنه زرع بذرة السؤال، اقتحم حقل الإجابات المعلبة الجاهزة وغرس علامة استفهام ضخمة أقلقت كل غربان الحقل، حطم الساقية الفكرية العفنة التى تأتى بنفس الماء الآسن لتلقى به فى نفس بركة الطحالب مرة أخرى، كانوا يمضغون القات ويعيشون اجترار الماضى المحنَّط، جاء فودة ليجهد أسنانهم العقلية ويمنحهم بعض المكسرات التى تحتاج كسر القشرة الصلبة المتكلسة للحصول على ثمرة السؤال اللذيذة، رفضوا أن يُخرجهم من هلاوسهم السمعية والبصرية فقرروا اغتياله، اجتمعت جمعية المنتفعين بالتخدير التراثى لتقرر أنه يجب أن يموت حتى لا تبور تجارتهم، وحتى لا يضطروا لإغلاق بازاراتهم التى تفوح منها رائحة الجثث التى ما زالت تفكر لنا.

قبل أن يخرج علينا «جوجل» الرائع كنا كسالى مشلولين ليست لدينا قدرة البحث والدأب وفك شفرة الألفاظ التراثية المجعلصة المكلكعة، اجتهد فرج فودة وقرر النبش فى تلك الكتب وتحمّل العبء وخرج علينا فصدمنا، تساءلنا: معقول الكلام ده موجود!!؟ الإجابة: نعم موجود، ولكنهم أخفوه عنا لتستمر أكبر وأطول عملية خداع فكرى فى التاريخ، كانوا يسمونه المسكوت عنه، وكانوا يفزعوننا بعبارات غريبة مثل «لا تجادل يا أخى»، «لا تثر الفتنة بالسؤال»، «لحوم العلماء مسمومة»... إلخ، يفزعونك حتى تصمت وتخرس، لكن «جوجل» قد انتصر، و«اليوتيوب» قد اكتسح، والشاب الآن صار بضغطة زر كيبورد يعرف فى ثانية من الإنترنت ما كان يبحث عنه فرج فودة فى شهر بين رفوف مكتبته. التنوير قادم لا محالة، يسير ببطء لكنه آتٍ آت، البطء والتأخير سببه أن عدد المغيبين الذين يخرجون من ماكينة التلقين الصدئة ضخم ومرعب، لكن الطوفان عندما يحدث سيكتسح ويكنس كل أصنام التخلف، وبدلاً من فرج فودة واحد سيولد مليون فرج فودة، وسنكتب فى كل ذكرى له ونحييه ونقبّل جبينه، وتذكروا أن الرصاص لا يقتل المفكر، وإنما التجاهل هو الذى يقتل.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرعب من اختلافك عنهم الرعب من اختلافك عنهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon