توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يتطرف طالب الجامعة؟

  مصر اليوم -

لماذا يتطرف طالب الجامعة

بقلم: خالد منتصر

عندما تكوّنت بذرة تنظيم الإخوان فى الإسماعيلية ١٩٢٨، لم يجهد حسن البنا نفسه فى اختيار طلبة جامعة ليكونوا نواة الإخوان الأولى فى مرحلة التأسيس، فقد كان هناك اعتقاد سائد آنذاك بأن طالب الجامعة محصَّن وعنده مناعة ضد الأفكار المتطرفة. تكوّنت المجموعة الأولى من حلاق ونجار ومكوجى وعربجى وعجلاتى وجناينى، مع احترامنا لكل تلك المهن، إلا أن القائمة الأولى خلت من وصف «طالب بجامعة فؤاد الأول» التى تأسست على أساس علمانى. بالطبع استقطب الإخوان بعد ذلك طلبة جامعة وثانوى، لكن اختيار «البنا» فى البدايات للبعد عن طلبة الجامعة له دلالة، الآن صار مستحيلاً أن نجد تنظيماً أو خلية إرهابية إلا وقائدها وعقلها المدبر طالب جامعة، وللأسف معظمهم طلبة كليات عملية مما يطلق عليها كليات القمة!!

الأسباب كثيرة ولا يمكن حصرها فى مقال صحفى، فهى تحتاج إلى دراسة مطولة، لكن لو أردنا تلخيصها فى رؤوس موضوعات سنجد أن على رأس قائمة أسباب التطرف، تخلِّى الجامعة عن دورها كساحة تبادل حر للأفكار، وتحولها إلى زنزانة رأى واحد هو رأى الأستاذ الملخص فى مذكرة فيها الخلاصة أو المعلوم من الامتحان بالضرورة، يصير انتقال الطالب سهلاً من أستاذ الجامعة الذى لا يسمح بالرأى الآخر ويُسقط صاحبه فى الامتحان، إلى أمير الجماعة الذى يُقصى مخالفه، ومن الممكن أن يقطع رأسه إذا لزم الأمر. مذكرة الجامعة التى لا بد أن تُحفظ للنجاح وتجاوز الامتحان، تتحول إلى كتاب «معالم فى الطريق» الذى لا بد أن يُحفظ لدخول الجنة. كما صار الطلبة استنساخاً فى الجامعة سيصيرون كتيبة داخل التنظيم، لعدم طرح علامات الاستفهام وتكرار كلمة الثوابت والبديهيات والفزع من أى فكرة جديدة تحت مسمى الخوف من بلبلة الشباب وهستيريا الوصاية على هؤلاء الشباب باسم الأبوة والأستاذية.

لماذا خريجو الكليات العلمية العملية التى من المفروض أنها منبع الفكر العلمى الذى هو بالضرورة ضد خرافات وهلاوس وضلالات تلك التنظيمات الإرهابية، لماذا هم القادة والمحرضون؟! إنها طريقة التعليم الجافة الخالية من العلوم الإنسانية وجدل الفلسفة الخلاق، يدرسون العلوم بطريقة ألفية بن مالك، ويجعلون الأفكار والنظريات العلمية حتمية مطلقة رغم أنها نسبية. وللأسف لا يُدرَّس تاريخ العلم للطلبة، فيعرفون المنتج (بفتح التاء) ولا يعرفون (المنتج) بكسر التاء، العالم الذى فكر وأنجز، كيف حفّزه السؤال، وكيف أرّقته الإجابة، يخرج طالب الكليات العلمية العملية مرهقاً من ماكينة التعليم الذى يعتمد على الحشو والتلقين، غير مستعد لتفنيد أو دحض أو تحليل أو مناقشة، يتحول إلى مُستقبِل سلبى، مجرد سلة تُلقى فيها نفايات تلك الأفكار الفاشية. قضية تطرف طالب الجامعة تحتاج موائد نقاش مستديرة، تحتاج إلى مفكرين وفلاسفة وعلماء اجتماع وسيكولوجى، تحتاج إلى جهد هؤلاء قبل جهد رجال السياسة، وإلى أن يحدث ذلك لا تندهشوا من طبيب ترك تطبيب وعلاج المرضى إلى قتلهم بُغية لقاء الحور العين، أو مهندس بدل أن يبنى بيتاً يفجره ويهدمه طمعاً فى الجنة.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يتطرف طالب الجامعة لماذا يتطرف طالب الجامعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon