توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تصلبوا الحلاج مرتين

  مصر اليوم -

لا تصلبوا الحلاج مرتين

بقلم: خالد منتصر

قامت الدنيا ولم تقعد لأن مسلسل الحلاج يتم عرضه على قناة أبوظبى بإنتاج إماراتى، وصل الهجوم السلفى الرهيب إلى حد المطالبة بعقاب دولة الإمارات على إنتاجها لهذا المسلسل الكافر!!، وتمت الدعوة إلى مظاهرات حاشدة لإجبارها على وقف المسلسل، وسمعت إشاعات عن نية وقف عرض المسلسل استجابة لتلك الضغوط، وأنا أطالب القناة وأطالب مسئولى الإعلام فى دولة الإمارات التى تتمتع بانفتاح واستنارة وجسارة مواجهة الظلاميين والفاشيين، بألا يستجيبوا لتلك الضغوط، وألا يصلبوا الحلاج مرتين، وأعتقد أنهم بعرض هذا المسلسل كاملاً سيرسخون قيمة الحرية الفكرية ويعلمون الجميع درساً لن يُنسى فى احترام الإبداع وحرية الفكر.

ولى حكاية مع الحلاج بصورته الفنية سأحكيها سريعاً، فلم يحالفنى الحظ وصغر السن أن أرى مسرحية العظيم الجميل صلاح عبدالصبور «مأساة الحلاج» (لايف) على المسرح، وقت عرضها، إلى أن جاءت الصدفة وقرأت أن البرنامج الثانى بالإذاعة سيذيع «مأساة الحلاج» بإخراج إذاعى من بطولة الفنان العظيم محمود مرسى، واحتشدت لسماعها وبهرتنى المسرحية من خلال تذوق الأذن فقط، وتمنيت لو أننى رأيتها على خشبة المسرح، إلى أن واتتنى الفرصة وسمعت أن مسرح الطليعة سيعرض شريط فيديو المسرحية الذى استعاره من التليفزيون، فذهبت إلى العتبة حيث يوجد المسرح الذى شكل وجداننا وثقافتنا المسرحية وقت رئاسة سمير العصفورى له، وكانت وجبة مسرحية دسمة حلق بى فيها الفنان محمد السبع بصوته الرخيم العذب النورانى وهو ينشد أشعار صلاح عبدالصبور فى أجواء صوفية شديدة الصفاء والشفافية، وعند صلب الحلاج بعد محاكمته العبثية فى نهاية المسرحية سالت دموع جميع الحاضرين وأنا معهم حزناً على فراق هذا الصوفى المحب العاشق المتيم الذائب الذى قتلته الذئاب.

قدم مسرح الطليعة بعدها بسنوات قراءة مسرحية خاصة لأجزاء من «مأساة الحلاج» من إخراج الفنان أحمد عبدالعزيز وبطولة محمود مسعود، وعلى ما أتذكر كان يشاركه البطولة سامى مغاورى، وظل حلمى بتقديم هذه المسرحية كاملة برؤية جديدة ومختلفة يراودنى طوال الوقت، وتتردد فى مسامعى ترنيمة الكورس وهو ينعى وينتحب واصفاً مهزلة محاكمة الحلاج قائلاً:

«صَفُّونا.. صفاً.. صفاً، الأجهرُ صوتاً والأطول، وضعوه فى الصَّفِّ الأول، ذو الصوت الخافت والمتوانى، وضعوه فى الصف الثانى، أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانٍ، برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل، قالوا: صيحوا.. زنديقٌ كافر، صِحنا: زنديقٌ.. كافر، قالوا: صيحوا، فليُقتَل إنَّا نحمل دمه فى رقبتنا، فليُقتل إنا نحمل دمه فى رقبتنا، قالوا: امضو فمضينا، الأجهرُ صوتاً والأطول، يمضى فى الصَّفِّ الأول، ذو الصوت الخافت والمتوانى، يمضى فى الصَّفِّ الثانى».

ولكن هل قُتل الحلاج وحوكم من أجل عشقه الإلهى، يأتى الرد من «عبدالصبور» على لسان أحد المتصوفة قائلاً: هل أخذوه من أجل حديث الحب؟، لا، بل من أجل حديث القحط، أخذوه من أجلكمو أنتم، من أجل الفقراء المرضى، جزية جيش القحط.

يا سادتى.. الحلاج قصة لن تموت، وما دام هناك من يدعى أنه يحتكر حب الله والحديث باسم الله، سيصلب ألف حلاج.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تصلبوا الحلاج مرتين لا تصلبوا الحلاج مرتين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon