توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس من طه حسين

  مصر اليوم -

دروس من طه حسين

بقلم : خالد منتصر

ما زال طه حسين حتى الآن، وفى ذكرى ميلاده، مثيراً للفكر والدهشة. ما زال قابلاً للتعلم منه وأخذ الدروس. ما زال، وهو فى قبره، يحرث تربتنا، ويوقظنا بمطرقته، بينما مفكرون بيننا يدفنون عقولنا ونحن أحياء فى هذا المحيط المتلاطم الأمواج من الأفكار المبتورة والتجديد المنقوص والتراجع الثقافى المخجل المهين. نحتاج إلى إطلالة على العميد طه من جديد، إطلالة من نافذته، إن لم يكن بيننا طه فلنصنع طه، وحتى يخرج هذا المارد من ركام ترابنا، وإلى أن نجد «سقراطاً» يزعجنا بأسئلته فى الشوارع، و«فولتيراً» ينقد أفكارنا المتخلفة ومؤسساتنا التراثية المحنطة الكسيحة، حتى يحدث ذلك علينا أن ندخل كل يوم إلى رواق طه حسين، نخلع أفكارنا القديمة عند عتبته ونتعلم الدرس.

الدرس الأول: احفر نفقك بأظافرك ولا تنتظر الحفارات الجاهزة، طه طفل كفيف من عائلة فقيرة يسكن محافظة بعيدة عن أضواء القاهرة، كل تلك الظروف كانت تؤهله فى النهاية لمصير قارئ على المقابر ينتظر نفحات الزائرين فى كفه الممدودة، لكنه عاند وخربش جدار الجرانيت وصنع نوره الخاص ونفقه الذاتى. الدرس الثانى: راجع مقدساتك المتوارثة لأن صدق الحقيقة ومعيارها ليس بعدد معتنقيها ولا بعدد سنوات رسوخها ولا بمكانة قائلها، عارض مشايخ الأزهر فى بديهياتهم، أو ما يظنونه بديهيات، تعلم الفرنسية واللاتينية حتى يفتح لعقله نوافذ جديدة ومختلفة غير مكتفٍ بمقولة أن اللغة العربية أقدس اللغات، مارس الشك فى ما حفظه من تراث ولم يجعل عقله خزانة حفظ، بل جعله معمل تحليل وفرز ونقد. الدرس الثالث: حرر قلبك للحب كما حررت عقلك للشك، سوزان الفرنسية كانت وقود القلب والعقل معاً، لم يخدع نفسه بمقولة أن الحب معطل للبحث والدراسة، كانت الملهمة والمحفزة وشريكة النجاح والضنى أيضاً. الدرس الرابع: الثقافة ليست برجاً عاجياً، والمثقف ليس راهباً فى دير معزول عن أحداث مجتمعه، خاض طه غمار السياسة ولم يعتبر أن منصب الوزارة تلويث لمساره الفكرى، وكانت ثورته كوزير لصالح التعليم مساوية لثورته كمثقف لصالح الفكر والثقافة. الدرس الخامس: لا تحول مناوشات السلطة ومظاهرات الدهماء وشتائم الغوغاء ضدك إلى طاقة غضب مدمرة تجاه وطنك، تم التحقيق معه وهو شاب وشتمه طلاب الأزهر، بل وانتقده زعيم الأمة وخذله، وانتقده بعض زملائه، ولكنه لم يهاجر إلى فرنسا برغم سهولة ويسر القرار، بل ظل فى وطنه محباً له يزرع بذور التنوير ويعلّم الأجيال ويخرّج التلاميذ والأبناء مشاعل نور وأمل فى كل ربوع المحروسة.

هذه دروس طه حسين التى لم تكن بين سطور كتبه، بل كانت فى أنفاس حياته وخطوات عمره.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس من طه حسين دروس من طه حسين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon