توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسعون عاماً على «نهضة مصر»

  مصر اليوم -

تسعون عاماً على «نهضة مصر»

بقلم : خالد منتصر

 قصة نحت تمثال «نهضة مصر» والاكتتاب له وتغلُّب المثّال العظيم محمود مختار على كل العقبات بإرادته التى تشبه الجرانيت فى صلابتها، ذكّرنا بها د. عماد أبوغازى فى ذكرى مرور تسعين سنة على إزاحة الستار عن التمثال فى 20 مايو 1928، وأهمية كلام د. عماد أنه يجمع بين الذوق الفنى الرفيع لأكاديمى متميز ووزير ثقافة سابق، وبين أنه واحد من أفراد عائلة مختار وابن لمن خلّد «مختار» بتوثيقه لرحلته الفنية وهو د. بدر الدين أبوغازى، كتب د. عماد على حسابه مقالاً مطولاً بالعامية التى منحت حديثه دفئاً وبساطة، ولذلك تركتها كما هى، وإليكم هذا الاقتباس بما تسمح به المساحة:

مرت 8 سنين بين عرض مختار تمثاله للمرة الأولى فى باريس فى مايو سنة 1920 وإزاحة الستار عنه فى 20 مايو سنة 1928، 8 سنين مليانين معارك طويلة مع البيروقراطية اللى أعاقت العمل فى التمثال، ومعارك مع الساسة المؤيدين لاستبداد الملك فؤاد، لأن تمثال النهضة كان تعبيراً عن ثورة الشعب، وكان فى الوقت نفسه ثورة فى القيم الفنية.

مصر عرفت تماثيل الميادين والجناين من أيام الخديوى إسماعيل، لكن كلها كانت بإيدين نحاتين أوروبيين، وكانت تماثيل لأسرة محمد على وكبار رجال دولتهم، أو تماثيل الأسود الأربعة اللى زيّنت كوبرى قصر النيل، فكان تمثال النهضة أول تمثال ميدان ينحته مصرى فى العصر الحديث، يرمز به لثورة الشعب، ويختار الفلاحة المصرية علشان تكون رمز النهضة، وكان الاختيار ده فى حد ذاته ثورة على قيم الدولة المصرية الحديثة اللى أسسها محمد على، وانتزاع لجزء مهم من الفراغ العام لصالح الشعب، وكان اختيار ميدان باب الحديد، اللى يُعتبر مدخل القاهرة الرئيسى للى جايين من الوجه البحرى أو الوجه القبلى، تحدى للسلطة. وإذا كان رفض تجسيد الفلاحة للنهضة فضل فى نفوس الملك والموالين له ما بيعلنهوش بوضوح، لكن محاولة إبعاد التمثال عن مكانه المختار تكررت أكتر من مرة، لكن توازن القوى كان فى صالح مختار وتمثاله، وانتهى الأمر برضوخ الملك فؤاد وتحديد ميعاد لإزاحة الستار عن التمثال أثناء تولى مصطفى النحاس رئاسة الحكومة الائتلافية بين الوفد والأحرار الدستوريين، ولما اتغيرت موازين القوة بعد 1952 تم نقل التمثال من مكانه الأصلى للمكان الحالى وحطوا مكانه تمثال رمسيس.

التمثال كان فيه مجموعة من الإشارات والدلالات المهمة، مختار اختار الفلاحة رمز للثورة اللى اعتبرها نهضة أو بعث لروح الشعب، واستخدام المرأة رمز لثورات الشعوب أمر متكرر، لكن الرمزية دى لها دلالتها اللى بترتبط بالانتقال للعصر الحديث بثوراته وقيمه اللى بتكون نتيجة لصعود الطبقات الوسطى فى المجتمع.

وفيه 3 عناصر مهمة فى حركة الفلاحة، أولها حركة الإيد الشمال اللى بتقوم فيها الفلاحة بإزاحة الطرحة عن وشها، ورغم إن الفلاحة المصرية ما كانتش بتحجب وشها، لكن ممكن نربط ده بالتحول فى ستات الطبقات العليا فى المجتمع اللى تخلصوا من اليشمك فى سياق المشاركة فى الحراك الثورى. وثانيها نظرة الفلاحة المتطلعة للمستقبل. وثالثها حركة الإيد اليمين اللى تبدو كما لو كانت تستنهض «أبوالهول» اللى بيرمز للماضى البعيد.

«مختار» لجأ لفكرة رمزية مشابهة للفكرة اللى استخدمها «سافان» فى تمثال مصطفى كامل، لما خلى مصطفى كامل مسنود على راس تمثال مصرى قديم، لكن مختار طوّر الرمز فى تمثال النهضة لما اختار «أبوالهول» بدلالاته، وصوّره فى حالة توثُّب للنهوض بفعل حركة الفلاحة اللى بتحفّزه للقيام من الرقاد، هنا الثورة بتستدعى الماضى اللى عرفت فيه مصر حضارة كبيرة كان المصريين من فترة قبلها بدأوا يتعرفوا عليها مع فكّ رموز الهيروغليفية وتوالى الكشوف الأثرية وإنشاء أول متحف للآثار فى سنة 1835، وكأن المصريين فى أواخر القرن التسعتاشر وبدايات القرن العشرين بيعيدوا صياغة هويتهم، وكان تمثال نهضة مصر لمختار انعكاس للهوية الجديدة اللى بتتشكل، وفى الوقت نفسه كان واحد من أدوات تشكيلها.

نقلًا عن الوطن  القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسعون عاماً على «نهضة مصر» تسعون عاماً على «نهضة مصر»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon