توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من عقل رشيد؟!

  مصر اليوم -

هل من عقل رشيد

بقلم - كريمة كمال

هل تتصرف الدولة المصرية كدولة، أم القائمون على مؤسساتها يتحركون برد فعلهم لما يجرى كأشخاص، ويجرجرون الدولة وراءهم فى رد الفعل هذا؟

الأمثلة كثيرة على هذا، ولدينا فى يوم واحد مثالان.. القبض على المستشار هشام جنينة، بعد إدلائه بتصريحات استفزت البعض داخل الدولة، وتصريحات لرئيس مجلس النواب المصرى، هاجم فيها وسائل الإعلام التى تنتقد عمل البرلمان قائلا: «خسارة أن يحملوا الجنسية المصرية»، موضحا أن بعض الدول تم هدمها بسبب أصحاب الياقات البيضاء الذين يقيمون فى الفنادق، من خلال أموال تضخ إليهم مكّنتهم من الوصول إلى الإعلام والهجوم على الدول وأن أمثال هؤلاء فى دولة شقيقة أسقطوا دولتهم بهدم مؤسساتها، وأسقطوا جيشهم وشرطتهم، بل إن رئيس المجلس صرح بأن كثرة طلب الكلمة من النواب لعرض تعديلات على مشروعات القوانين محاولة لتنفيذ مؤامرة داخل البرلمان تتم حياكتها داخل مكاتب النواب.

مرة أخرى: هل تتصرف الدولة هنا كدولة، أم أن استفزاز بعض المسؤولين فى الدولة من التصريحات التى أدلى بها رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق دفعها لرد الفعل هذا؟! كما أن انتقاد الإعلام لمجلس النواب الذى يضيق به صدر رئيس المجلس دفعه لمثل هذه التصريحات التى تخلط ما بين انتقاد المجلس وهدم مؤسسات الدولة، بل تجعل من طلب النواب للكلمة مؤامرة تحاك فى الخفاء.

تبدأ المشكلة من الدمج بين الدولة والأشخاص القائمين على المؤسسات، فيصبح انتقاد هؤلاء انتقادًا للدولة ومحاولة لهدمها، ولأن هؤلاء يعتبرون أنفسهم الدولة، فهم يمنحون الوطنية لمن يريدون، وينزعونها عمن يريدون هم هنا يتصورون أنهم يملكون صك الوطنية وصك الجنسية، وهنا يرى رئيس مجلس النواب أن من ينتقد لا يستحق الجنسية المصرية بصفته من يمنحها أو يمنعها.. كل ذلك يبدأ فى الواقع من خطاب فاشى يتصدر البرامج الليلية، ويرسخ كل ليلة لمثل هذا المفهوم الذى يخلط ما بين المسؤول والدولة والذى يمنح ويمنع صكوك الوطنية، ويتهم هذا بالخيانة، وذاك بالعمالة دونما أن يكون هناك تحقيق يجرى فى جهة قضائية أو أعمال لأى شكل من اشكال القانون فهؤلاء الإعلاميون الذين يتبنون هذا الخطاب الفاشى يثقون بامتلاكهم هذا الحق فى تخوين هذا وترويع ذاك، ومنهم ينتقل هذا الخطاب لبعض المسؤولين الذين يضيق صدرهم بتصريحات ما أو يغضبهم انتقاد ما فيتم تصعيد هذا الاستفزاز أو هذا الانتقاد برد فعل على مستوى استهداف الدولة دون أن يكون هناك ما يؤكد أن هذا أو ذاك يخضع لاختراق القانون.

قد يكون مفهوما أن يحدث ذلك فى دولة وليدة لا تعلم ما الذى تعنيه الدولة، أما أن يحدث فى أقدم دولة فى التاريخ، فهذا هو ما يستعصى على الفهم حقا.. والواقع أن هذا الخطاب الفاشى الذى يصدر الدولة فى المواجهة، ويجعل من كل كلمة وكل تصريح استهدافا لها يزداد حدة يوما بعد يوم، ويزداد تصعيدا يوما بعد يوم، بحيث بات كثير من التصرفات وردود الأفعال مبالغا فيها إلى حد العبث، فمن يروج لهذا الخطاب، سواء من بعض المنصات الإعلامية أو بعض المسؤولين فى مؤسسات الدولة يجد فيه سلاحا يشهره فى وجه خصومه أو فى وجه من يختلف معه حتى فى الرأى، وهو فى هذا يعتمد على تأجيج المشاعر الوطنية لدى الجمهور المتلقى، كما يستهدف من ناحية أخرى مشاعر الخوف لدى هذا الجمهور باستدعاء نظرية المؤامرة التى تستهدف هدم الدولة لنغدو مثل سوريا وليبيا وبمثل هذه المشاعر المتضاربة ما بين الحماسة الوطنية والخوف يتم اعتماد هذا الخطاب الفاشى، دونما أى أعمال للعقل الذى يستند للمنطق والفرز على خلفية من القانون والدستور.

مرة أخرى: هذا الخطاب الفاشى المكارثى الذى يحتكر الوطنية يدخلنا فى حالة من العبثية تزداد حدة يوما بعد يوم، فهل من صوت عاقل فى الدولة يضع حدا لهذا؟!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من عقل رشيد هل من عقل رشيد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon