توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تقف الدولة على الحياد؟

  مصر اليوم -

هل تقف الدولة على الحياد

بقلم - كريمة كمال

هذا هو السؤال المطروح بحق الآن، والذى تبدت إجابته واضحة جلية.. فقبل أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشح بدأ بالفعل التجاوز فى هذا الحياد المطلوب من كل أجهزة الدولة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو تجاوز إن استمر يفرّغ هذه الانتخابات من مضمونها، ويحولها لمواكب مبايعة للرئيس.

والخطورة هنا أن كل أجهزة الدولة تستمر فى ذلك، دون أن تدرك أنها تحول الانتخابات من تنافسية حقيقية إلى مواكب مبايعة للرئيس أو ربما هى تدرك وتسعى لترسيخ ذلك! فما معنى أن تستمر وسائل الإعلام الرسمية، وغير الرسمية فى الانحياز السافر المعلن للرئيس حتى قبل أن يعلن عن فتح باب الترشح، ورغم أن الرئيس نفسه لم يعلن عن ترشيح نفسه حتى الآن، ومع ذلك فبرامج الإشادة بإنجازات الرئيس مستمرة على كل شكل ولون، سواء التسجيلية منها أو الحوارية أو حتى التلقينية التى تذاع كل ليلة لمقدمى برامج يروجون للرئيس فى الافتتاحيات الخاصة ببرامجهم قبل أن يستضيفوا أحدا يكمل حوار الإنجازات.

فأين هنا الحياد؟ وأين حق المرشحين الآخرين فى التحدث إلى الناس؟ وهم إن تذكرتهم هذه البرامج، فهى تتذكرهم بالتشويه والتقليل من الأهمية، ونحن لم ننسَ بعدُ الدور الذى لعبته هذه البرامج وهذا الإعلام فى تشويه من ينوى الترشح إلى حد السقوط فى الجرائم الإعلامية من تعدّ وسب وقذف دون محاسب أو رقيب فى الوقت الذى يظهر فى الأفق كل ما جرى لمنع من أعلن نيته الترشح من الترشح، وليس مهما هنا ما تم الترويج له، بل ما استقر لدى الناس من قناعات حول حقيقة ما جرى.

الأمر لا يتوقف عند الإعلام بل إنه يمتد إلى مؤسسات الدولة كلها فرغم أن مجلس النواب مطالب بالحياد كسلطة تشريعية فى مواجهة سلطة أخرى هى السلطة التنفيذية التى يعلوها الرئيس إلا أن المجلس لم يراعِ لا الحياد المطلوب ولا الوقار المطلوب، وانطلق إلى مبايعة الرئيس فى شبه إجماع دون حتى إعطاء فرصة ولو شكلية فى الاستماع لباقى المرشحين.. أما الأمن فحدث ولا حرج، ويكفى الشكوى التى تقدم بها «محمد أنور السادات» للهيئة الوطنية للانتخابات والتى يشكو فيها من عدم قدرته على حجز قاعة فى فندق لعمل مؤتمر صحفى لإعلان نيته الترشح، حيث اعتذرت كل الفنادق وهو ما سبق أن حدث مع «خالد على» من قبل.. فهل يستقر لدى الناس الإحساس بأننا أمام انتخابات حقيقية فى الوقت الذى تقام فيه فعاليات حملات تأييد الرئيس فى مختلف الفنادق، بينما يمنع أى مرشح آخر من مجرد حجز قاعة؟

هناك تسابق بين أجهزة الأمن والمحليات فى المشاركة فى حملات التأييد الشعبية للرئيس التى تقيم المؤتمرات وتعلق اللافتات والتى لا يعلم أحد من يقف وراءها ومن يمولها، حتى إن كثيرا من المحافظين قد أعلنوا عن تأييدهم للرئيس دون الأخذ فى الاعتبار أنهم على رأس أجهزة للدولة المنوط بها أن تتحلى بقدر من الحياد لكن الواقع أن كلا منهم يسارع بأن «ينقط» حرصا على موقعه دون أن يدرك أنه يورط أجهزة الدولة فى الانحياز حتى قبل أن يعلن الرئيس نفسه عن رغبته فى الترشح، ومن هنا نجد لافتات التأييد تملأ الشوارع والمؤتمرات تحتل الفنادق، وبالطبع رغم تقدم المرشحين بالشكاوى للهيئة الوطنية للانتخابات من كل هذه المظاهر التى سبقت فتح باب الترشح، إلا أن الهيئة لم تحرك ساكنا.

الخسارة الحقيقية فى كل هذا الأداء أنه يعكس أننا محلك سر وأننا لم نخطُ ولو خطوة واحدة فى اتجاه الدولة الديمقراطية.. وأن الانتخابات تدار بما يفرغها من محتواها وينزع عنها مصداقيتها ويحولها لدى كثير من الناس إلى مسرحية معروف سلفًا خاتمتها، ومرة أخرى هل بعد ذلك نطالب الناس بالمشاركة؟

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقف الدولة على الحياد هل تقف الدولة على الحياد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon