توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيادة الوزيرة

  مصر اليوم -

سيادة الوزيرة

بقلم ـ عمر طاهر

عزيزى توم هانكس..

معذرة تأخرت فى الرد على سؤالك بخصوص رأيى فى التغيير الوزارى الأخير.

كنت أنتظر مع التغيير الوزارى السابق أن يتم إسناد وزارة التموين لـ«وزيرة»، هذا المنصب فى مصر بالذات لابد أن يكون نسائيا، هذا ملعب الأمهات والزوجات الذى يُدار بـ«الفطرة».

إذا تابعت أى تقرير تليفزيونى عن الأسعار وقارنت بين التصريحات الرجالى والنسائى ستجد الرجال يقولون كلاما عاما عبارة عن صريخ وولولة و«أجيب من فين» و«يا ابا يا انا يا اما»، بينما المرأة ثابتة تتكلم بدقة وبحرفية، وقفت إحداهن مرة أمام وزير تموين سابق تحدثه عن ارتفاع أسعار الأرز داخل أحد المجمعات فأمسك بورقة تقدم أحد العروض قائلا: إيه رأيك فى العرض ده 3 كيلو ومعهم كيلو هدية بكذا، فسألته الست: كده يبقى الكيلو واقف بكام؟ ارتبك الوزير ولم يعرف الإجابة واستنجد بمعاونيه فأنقذه أحدهم برقم فقالت الست: برضه غالى. فى تقرير آخر أمسكت إحدى السيدات بكيس المكرونة بطريقة معينة أمام المسؤول الذى كان سعيدا بالمنتج والعرض، حركت السيدة الكيس يمينا ويسارا فبدا كم هو فارغ متساءلة: طب ده يرضى ربنا؟ وقبل سنوات، وفى تقرير آخر، كانت إحدى السيدات تشكو من ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز فقال المسؤول: بعشرين جنيه وفى كل مكان، فأخرجت السيدة من صدرها عشرين جنيها وقدمتها للمسؤول قائلة: هات لى واحدة.

تقف المرأة فى مثل هذه التقارير ثابتة تتكلم بالربع جنيه وكام كوباية فى كيس الأرز ونسبة الدهن فى كيلو اللحم، الرجل عادة تاجر جملة بينما المرأة تاجرة قطاعى، هى ملكة التفاصيل، تفهم جيدا أثر كل قرش زيادة، وتجيد قراءة مستقبل البيت فى ظل أى تغييرات محتملة، الرجل مجرد راع رسمى للبيت لكن لا أحد يجيد إدارة مسألة خزين البيت أفضل من أم مصرية.

كل الحيل التموينية التى تعيش عليها البيوت المصرية هى حيل نسائية، التنشيف والتجميد والتخليل والاستفادة من بواقى الطعام والخبز وطريقة تناول الطعام التى تربى عليها أولادها وزوجها أحيانا، هى التى تعرف الفرق بين المحال والأسواق، وبالنظرة تعرف الحرامى من الأمين، تعرف الطريقة المثلى لتبادل المنفعة مع جيرانها، وتعرف ما لها وما عليها من أول محال التموين حتى المحال الكبرى، تجيد اللعب فى ملعبى الكم والكيف على مستوى تموينها طوال الوقت، تموين البيت ليس مجرد أرز وسكر بالنسبة لها ولكنه تحدى أمومة واختبار شخصى، كل النظريات الاقتصادية التى تفتح بيوتنا نظريات نسائية: التسليك والتدبير والترقيع والجمعية حتى الكلمة الحلوة «ربنا بيحلى للفقير زاده»، و«من قال الحمد لله شبع».

الخائفون من النشطاء والحركات المدنية، خافوا أكثر من تنظيم «ربات بيوت مصر» الذى لو رفع يده لأكلكم الناس فى مكاتبكم.

يقف المسؤولون أمام السيدات فى مثل هذه التقارير مرتبكين، فمهما كان الوزير ماهرا لن يصل لحكمة ربة بيت مصرية لديها مهارة عجيبة فى إدارة «الخزين الاستراتيجى» وهندسة «التدبيق»، يرد المسؤول عليها بإجابات تصلح للرد على استجوابات رجال البرلمان (رجالة مش فاهمة بتكلم بعض وخلاص) لكنها إجابات لا تفتح بيوتا، فكرة وزيرة للتموين ليست جديدة سمعتها من قبل، شتان ما بين وزيرة (امرأة) تعرف بطبعها كيف تتصرف فى أى وقت وفى أى ظروف إذا صرخ أحد سكان البيت قائلا: «جعان»، وبين وزير هو فى الأصل رجل عندما يدخل إلى بيته «زى ما يتحط له بياكل».

محبتى.. عمر

عن المصري اليوم القاهريه

GMT 08:27 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

هجمة مرتدة

GMT 08:39 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

الحاج مرشحاً للرئاسة

GMT 11:15 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

آيس كريم فى يناير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيادة الوزيرة سيادة الوزيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon