توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواقف مع شريف إسماعيل

  مصر اليوم -

مواقف مع شريف إسماعيل

بقلم-عماد الدين حسين

الآن وقد خرج المهندس شريف إسماعيل من منصبه كرئيس للوزراء، فليس هناك حرج فى الحديث عن شخصه.
هو رجل هادئ جدا خفيض الصوت، لا ينفعل بسهولة. فى إحدى المرات التى قابلته فيها لفت نظرى أنه يمسك بقلم رصاص، ويسجل رءوس نقاط على أوراق صغيرة منمقة، والقلم كان به ممحاة، ويقوم بمسح بعض النقاط وكتابتها من جديد. يفعل كل ذلك، وكنا ستة من رؤساء التحرير نتحدث، وهو يستمع فى هدوء وصمت، منتظرا انتهاء كلامنا ليقوم بالرد والتوضيح. 

فى لقاء آخر، جلسنا معه فى صالون صغير ملحق بمكتبه، قبل أن نبدأ الحوار، وكان أيضا عن الإصلاح الاقتصادى. وسألنا يومها عن أسعار ساندويتشات الفول، فأدلى كل منا بالسعر السائد فى منطقته، وحكيت يومها عن مطعم الفول الموجود فى العمارة الملاصقة لمجلس الوزراء مباشرة فى محطة التعاون بشارع قصر العينى.

الرجل منظم فى حديثه، وأفكاره مرتبة، ولم يضبط منفعلا من دون وجه حق، لا يجرى وراء الكاميرات. وكان مقلا فى حواراته الخاصة لوسائل الإعلام، رغم تقديره الكامل للإعلام. 
هو نموذج جيد للوزير الفنى التكنوقراطى القادم من حقل البترول والغاز. هو «وش السعد» على السيسى وعلى مصر، فهو الرجل الذى دخل على الرئيس ومعه رئيس شركة إينى الإيطالية كلاوديو سكاليزى ليقول له البشرى الكبرى الخاصة بالاكتشاف الضخم للغاز الطبيعى فى حقل ظهر. 
أظن أن هذه كانت نقطة تحول كبرى فى زيادة تقدير الرئيس لهذا الرجل. يومها كانت المصاعب الاقتصادية المحيطة بمصر كثيرة، وكذلك الضغوط من الخارج كثيرة، وحتى من بعض الأصدقاء الذين استخدموا «كارت»« المساعدات النفطية للضغط علينا كى نتنازل فى ملفات أخرى. ولذلك كان اختيارا طبيعيا وموفقا أن يكون شريف اسماعيل رئيس وزراء مصر فى مرحلة الاكتشافات الكبرى فى الغاز والاتفاقيات الواسعة عن التنقيب واستعادة ثقة الشركات الأجنبية بعد تسديد معظم مستحقاتها، استعدادا لمرحلة جديدة قد تحقق معالجة عجز الموازنة وزيادة الاستثمارات وفرص العمل.
قبل حوالى العام كان رئيس الجمهورية يتفقد بعض أجنحة مستشفى القبة العسكرى. وكنا ننتظر انتهاء الرئيس من جولته. كنت أقف مع وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان، ووزير الإنتاج الحربى اللواء محمد العصار وياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم. مر رئيس الوزراء من أمامنا محييا، وبعد ثوان قليلة كاد يفقد توازنه، فأسرعنا إليه جميعا، قبل أن يقع. وتم نقله بسرعة إلى وحدة القلب التى كنا نقف أمامها. 
فى هذا اليوم انتظر رئيس الجمهورية لمدة أكثر من ساعة بعد نهاية الجولة حتى يطمئن على صحة رئيس الوزراء الذى خرج ليقول لنا إنه بخير.
قابلته للمرة الأخيرة وهو بمنصبه خلال الندوة التثقيفية الأخيرة التى عقدت فى مركز المنارة بالقاهرة الجديدة قبل حوالى شهر وتحدثت معه بسرعة وطرحت عليه أن يعيد إحياء اللقاء الدورى مع رؤساء تحرير الصحف، خصوصا أن الموضوعات المطروحة على الساحة كثيرة، وبالأخص القضايا الاقتصادية والخدمية. يومها رحب الرجل وقال لى: «إن شاء الله نبحث الأمر بعد نهاية شهر رمضان».
من سيكتب عن الحكومات المصرية، سوف يتوقف طويلا عند شريف إسماعيل، وأن حكومته كانت الأكثر جرأة فى اتخاذ العديد من القرارات الاقتصادية الصعبة جدا، والتى ترددت حكومات كثيرة منذ عام 1977 عن اتخاذها، واقتراح قوانين طال انتظارها مثل الخدمة المدنية والتأمين الصحى وغيرها.
لا يعنى ذلك أن حكومته كانت كلها مجموعة من الملائكة، بل ارتكبت أخطاء أيضا ولم توفق فى بعض السياسات أو التوجهات.
لكن اليوم أتحدث عن التقييم فى إطار الظروف الصعبة التى عمل فيها شريف إسماعيل، وفى إطار أن هناك رئيسا أعلى للسلطة التنفيذية، هو رئيس الجمهورية الذى كان يتعامل بكل تقدير مع رئيس الوزراء.
كل التحية والاحترام لشريف إسماعيل.. وكل التمنيات الطيبة بأن يتمتع بحياة هادئة وصحة مستقرة مع أسرته ومحبيه.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف مع شريف إسماعيل مواقف مع شريف إسماعيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon