توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمدى قنديل.. والمسافة بين الإعلامى والسياسى

  مصر اليوم -

حمدى قنديل والمسافة بين الإعلامى والسياسى

بقلم - عماد الدين حسين

بالنسبة لى كان حمدى قنديل نموذجا حقيقيا للإعلامى الذى يعتز ويحترم نفسه.
من حسن حظى أن الظروف أتاحت لى أن أقترب منه وأعرفه إلى حد كبير.
كنت أعمل صحفيا فى جريدة «البيان» الإماراتية وأكتب مقالا أسبوعيا فيها.
فى هذا الوقت كان حمدى قنديل جاء إلى الإمارات ليقدم برنامج «قلم رصاص» على قناة دبى، وكانت أفضل هدية يمكن أن أتلقاها فى هذا الوقت أن يقتبس قنديل جملة أو عبارة أو كلمة من مقالى فى الفقرة الأخيرة من برنامجه بعنوان «قالوا».
لم أصدق نفسى أن قنديل بكل تاريخه الكبير يرى فيما أكتبه شيئا يستحق الاقتباس أو النقل، كنت مثل كثيرين غيرى من الصحفيين والمواطنين المصريين والعرب نحرص على متابعة برنامج «مع حمدى قنديل» على راديو وتليفزيون العرب ثم برنامج «رئيس التحرير»، من التليفزيون المصرى، كان البرنامج دليلا على وجود نقطة نور فى التفكير الإعلامى المصرى وقتها واستعداده لمساحة من الاختلاف والتميز والتنوع.
لكن دوام الحال من المحال، توقف البرنامج لأنه رفض أن يتم ترويضه وأصر قنديل على وجود حد أدنى من الموضوعية والتنوع وعرض كل الأفكار، من الفضائية المصرية ذهب قنديل إلى قناة دريم ليقدم نفس البرنامج ولكن باسم جديد هو «قلم رصاص»، وتكرر نفس الأمر فانتقل قنديل إلى قناة دبى، وبدأ تقديم برنامجه، وكالعادة تحول المشاهدون العرب إلى هذه القناة الناطقة باسم حكومة دبى كى يتابعوه.
فى هذه المرحلة بدأت علاقتى الإنسانية بالأستاذ حمدى قنديل. بدأنا نلتقى بصورة منتظمة، أسبوعية أو شهرية فى مطعم معروف أمام برج دبى الذى صار برج خليفة الآن.
لم أكن وحدى معه، بل كان الصديقان عادل السنهورى وناصر عراق الذى كان فى هذا الوقت مديرا لتحرير مجلة صدى الأدبية المتميزة.
فى هذه الجلسات بدأت أعرف حمدى قنديل الإنسان واكتشفت أنه شخص شديد التواضع والإنسانية، رفيع الثقافة، لديه شبكة واسعة جدا من العلاقات. فى هذه الجلسات استمعنا من قنديل إلى أهم محطاته الإعلامية والسياسية. منذ بدأ العمل فى آخر ساعة وأخبار اليوم. وحقيقة دور الإعلام فى هزيمة يونيو ١٩٦٧. حكى الرجل كيف عاد سيرا على الأقدام من سيناء لمسافات طويلة. كان الرجل كما هو معروف ــ شديد الحب لجمال عبدالناصر وتجربته ــ لكنه كان واعيا جدا للأخطاء الكبيرة التى وقع فيها، وتسببت فيما حدث.
نقد قنديل لتجربة عبدالناصر، جعله يرفض أن يكون بوقا لأى مسئول أو رئيس أو زعيم بعد ذلك، وآمن فعلا بأهمية استقلال الإعلامى والصحفى، وأن تكون هناك مسافة بينه وبين المسئول. هذه النقطة تحديدا هى السبب الذى جعل حمدى قنديل يختلف مع كل وسائل الإعلام التى عمل فيها، بسبب تقلص هامش الحرية. هو كان يرفض أن يقف فى طابور المطبلين، لكنه أيضا كان يرفض أن يكون فى طابور المعارضين بسبب ومن دون سبب. كان نموذجا إلى حد كبير للإعلامى الموضوعى، بفعل تجربته الكبيرة. هو يعتبر أحد الذين حاولوا بناء نموذج مستقل للإعلام، بعد أن كان ترسا فى إعلام الحشد والتعبئة.
حرص قنديل على الاستقلال. هو الذى جعل كل تجاربه تنتهى مع الفضائيات التى عمل فيها، بفعل تدخل الحكومات العربية المختلفة وإجبارها للقنوات على وقف البرنامج أو استمراره لكن تحت السقف المعلن.
من حسن حظى أيضا أننى اقتربت أكثر من الراحل الكبير حينما بدأ يكتب مذكراته المتميزة «عشت مرتين»،
نشرنا حلقات مسلسلة منها فى صحيفة «الشروق» عام ٢٠١٣، قبل أن يتم طبعها فى كتاب مهم صدر من دار الشروق، وحققت مبيعات جيدة، وقدمت صورة صادقة لمسيرة هذا الرجل.
دخل الرجل عالم السياسة، وشارك فى تحضيرات ما قبل ٢٥ يناير ٢٠١١، وكانت له ملاحظات كثيرة على سلوك العديد من السياسيين الذين أوصلونا إلى ما وصلنا إليه.
رحم الله حمدى قنديل والعزاء لكل أحبائه ومريديه وتلاميذه فى الوطن العربى ولأسرته وللفنانة القديرة نجلاء فتحى متعها الله بوافر الصحة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمدى قنديل والمسافة بين الإعلامى والسياسى حمدى قنديل والمسافة بين الإعلامى والسياسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon