توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عامل فنى أجره 1500 جنيه!

  مصر اليوم -

عامل فنى أجره 1500 جنيه

بقلم-عماد الدين حسين

قبل أيام زرت أحد المشروعات الاقتصادية الضخمة وهو شراكة نوعية ومميزة بين الحكومة والقطاع الخاص وبعض المستثمرين الأجانب.

المشروع مبهر ومبشر وخرجت منه مقتنعا أننا قادرون على تخطى أى صعاب، إذا كانت لدينا الإرادة. لكن ما لفت نظرى أننى رأيت بعض العمال والفنيين الآسيويين. وحينما سألت قيل لى بحسرة شديدة: نعم هم أجانب فعلا، واضطررنا إلى هذا الخيار المر بعد أن استنفدنا كل الطرق للعثور على عمالة مصرية مدربة ومؤهلة فى بعض التخصصات الفنية.

وبعضها على سبيل المثال فنى لحام متمرس يستطيع التعامل مع لحام المواسير ذات الأقطار الكبرى، أو فى مشروعات بترولية داخل البحر.

القانون يسمح لأى شركة أن تستورد عمالة أجنبية إذا دعت الحاجة فى حدود 10%.

فى يوم 11 سبتمبر 2016 كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «وظيفة بـ400 جنيه يوميا»، عن حالة مشابهة اضطر فيها أحد كبار المستثمرين، إلى استقدام عمالة آسيوية كان يدفع للعامل الفنى فيها 400 جنيه يوميا للعمل كفنى لحام، بعد أن أعيته الحيل فى العثور على عمالة مصرية مؤهلة والأهم تكون ملتزمة ومنضبطة.

فى المشروع الذى زرته أخيرا، قال لى أحد المسئولين إن أجر الفنى الآسيوى أو حتى المصرى المخصص فى بعض التخصصات الفنية النادرة، يمكن أن يصل إلى 1500 جنيه يوميا، وحينما قلت له: ليتنى كنت فنيا!»، رد بأن العثور على العمالة الفنية فى مصر لم يعد أمرا سهلا.

مسئولة مهمة فى مشروع تحت الإنشاء، بدأ يعتمد على عمالة أجنبية تحكى وتقول لى: نحاول الفصل بين العمالة المصرية والأجنبية، لأن الأجانب يحصلون على أجور أقل، لكنها بالدولار، ومستوى إنتاجيتهم مرتفع جدا، ونخشى أن تصيبهم العدوى والنمردة»!.

وشاءت الصدف أن ألتقى أحد المسئولين المهمين فى حفل سحور مساء السبت الماضى، حكى لى عن تجربته فى أحد مصانع العاشر من رمضان، كانوا يبحثون عن عشرة فنيين مؤهلين، ولذلك تعاقدوا مع أكثر من مائة شخص أولا، وبعد التجريب بقى منهم فقط خمسة أشخاص!!.

المسئول حكى عن تجربته المباشرة حينما كان مسئولا عن تعويم شركة خاسرة بقوله: «كنت أتحدث مع بعض العمال المصريين وأسألهم لماذا لا يلتزمون، فيرد علىّ أحدهم قائلا: «يا عم الأمر صعب ويتطلب أن أستيقظ فى الخامسة صباحا، لماذا لا تجعلون بداية العمل فى الثامنة أو التاسعة؟!»!!. فيرد عليه المسئول:

«ولكن لو نفذنا طلبك فهل نضمن أن تأتى فى الموعد المحدد؟!!!.

يقول هذا المسئول إن هناك مشكلة كبرى اسمها عدم انضباط غالبية العمالة الفنية المصرية، التى صارت للأسف تتسم ليس فقط بضعف التعليم، بل وهذا هو الأخطر ــ بالاتكالية والكسل.

للأسف الشديد هذه الوقائع صارت منتشرة جدا فى العديد من المصانع والمشروعات المصرية. وهى مفارقة صارخة للغاية فى بلد كان يتباهى حتى وقت قريب بأنه يقوم بتخريج العمالة الفنية المتميزة، وتصديرها للبلدان العربية. والأنكى أننا نشكو من وجود ١٠٪ على الأقل معدل بطالة بين الشباب فى سن العمل، ونشكو أكثر من ندرة العملة الأجنبية التى ندفعها للعمالة الأجنبية، وكان الأولى أن تذهب للمصريين.

كل منا يملك العديد من الوقائع والقصص التى تدلل على ندرة العمالة الفنية، أو سوء مستواها إذا وجدت، من أول النقاشة والسباكة إلى فنى التكييف مرورا بكل الحرف.

هذا واقع مرير والسؤال المكرر: كيف نتغلب على هذه المشكلة؟!

بالطبع إذا تم حل مشكلة التعليم سوف تنتهى المشكلة، لكن وكما نعلم فإن إصلاح التعليم سيأخذ وقتا. وبالتالى أتصور أن أحد أفضل أنواع الاستثمار التى يمكن أن يقوم بها القطاع الخاص، هى إنشاء مدارس ومعاهد متخصصة فقط فى تخريج هذه العمالة، على أن يتلقوا دعما من الدولة، طالما أن ذلك سيصب فى صالح الاقتصاد المصرى.

أتمنى أن يبادر أصحاب الشأن إلى المسارعة بدراسة هذا الأمر، حتى نخرج من هذه الدوامة اللعينة. وبالمناسبة فإن أحد أكبر المجرمين الحقيقيين فى هذه المأساة، هو من سمح بدخول التوكتوك وانتشاره بهذه الصورة المرعبة، التى كان أخطر نتائجها القضاء على غالبية الفنيين أو «صبيان المعلمين الذين فضلوا التوكتوك على الصنعة».

لا سامح الله من ساعد فى انتشار فيروس التوكتوك فى مصر!

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامل فنى أجره 1500 جنيه عامل فنى أجره 1500 جنيه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon